ليلى جمال مسيحية فلسطينية تعيش أجواء رمضان

06 يوليو 2015
ليلى جمال تشارك في العمل التطوعي الرمضاني(العربي الجديد)
+ الخط -



في قلب مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة تجلس السيدة ليلى جمّال (73 عاماً)، وهي سيدة مسيحية، داخل خيمة إفطار الصائم التي أقامتها مجموعة من طلبة الجامعات الفلسطينية المتطوعين، لتقديم وجبات الإفطار للفقراء والمارة، وهي تشعر بالسعادة لأنها تشارك بتقديم الخير للصائمين.

وتستغل ليلى وجودها لإرشاد أولئك المتطوعين أو الحديث معهم عن تجربتها في العمل التطوعي أو حسن التعامل بينها وبين أصدقائها المسلمين، أو مشاركتهم بمناسباتهم، لا سيما الرمضانية منها.

لا تمل السيدة ليلى من تقديم عمل الخير في شهر رمضان المبارك منذ أن عادت من الولايات المتحدة الأميركية قبل 21 عاماً، مع قدوم السلطة الفلسطينية ثم استقرارها بمدينة رام الله، في محاولة منها لإيجاد جوٍ من الألفة والمحبة بين الفلسطينيين من الديانتين المسيحية والإسلامية.

السيدة السبعينية تعلمت هذه الصفات باعتبارها تراثاً فلسطينياً عن والدها المتوفى، حينما كانوا يسكنون بمدينة عكا في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، قبل أن تسافر لإكمال تعليمها بالعلاقات الدولية في الولايات المتحدة الأميركية وتحرم بعد ذلك من العودة إلى بلادها، وتعيش تجربة اللجوء بطريقة مغايرة، فيما بقيت تمارس ما تعلمته من والدها حتى في أميركا، خصوصاً بين الأميركيين من أصلٍ فلسطيني.


وتعلمت ليلى عن والدها كذلك أنه "ليس شرطاً أن من يريد تحرير بلاده بأن يحمل البندقية فقط. وأن هناك طرقا كثيرة، مثل السعي لاستغلال طاقات الشباب بدلاً من إهدارها، هو عمل لأجل الوطن، والحفاظ على وحدة الشعب واستيعاب جميع أبنائه هو عمل وطني".

تتذكر ليلى جمال الأعوام الأربعين التي عاشتها في أميركا، كانت تفطر مع المسلمين على موائدهم الرمضانية كنوع من التآخي وعدم التمييز بين المسلم والمسيحي، بل تعدت المشاركة إلى صيام بعض أيامٍ رمضان حينما كانت تتواجد مع أصدقائها المسلمين، وفق ما تقول لـ"العربي الجديد".

السيدة المسيحية تقوم باستضافة بعض أصدقائها المسلمين على موائد الإفطار في رمضان أو يقومون باستضافتها للإفطار معهم، لكنها الآن لا تستطيع الصوم لإصابتها بمرض السكري منذ 13 عاماً، وتتبرع بوجبات للفقراء أو تقدم مساعدات عينية أو مادية لهم، فأيام رمضان بالنسبة لها أيام محبة وتسامح، وتشعر بأن من واجبها الدفاع عن الدين الإسلامي.

"قد تشعر بأنك تحافظ على تراث رمضاني منذ القدم"، تقول ليلى لـ"العربي الجديد". وتضيف "رمضان تراث يجب أن نحافظ عليه وعلى أجوائه، والحفاظ على الإخاء المسيحي الإسلامي في فلسطين مطلوب وحتى مع اليهود السامريين وربما أي يهودي في العالم، لكننا لا يمكن أن نتعايش مع يهود محتلين سلبوا منا أراضينا".

ليلى جمال لم تكن مجرد لاجئة في أميركا، بل عملت صحافية مندوبة عن منظمة التحرير الفلسطينية في الأمم المتحدة، إذ ترى أن عملها في الغربة وحتى بعد عودتها إلى فلسطين من أجل قضيتها ووطنها نابع من إيمانها وانتمائها لشعبها وأمتها، وأنها مصممة على الاستمرار لأن دعوات خصتها بها والدتها الراحلة ما زالت معها، وستبقى كما علمها والداها.

اقرأ أيضاً:أهالي الأسرى الفلسطينيين: موائد الإفطار ناقصة