ليلة سان خوان

05 يوليو 2016
تصوير: ميكال لوب
+ الخط -

هي ليلة الفكاك من العقل في برشلونة. الشاطئ مدروز بالخلْق، وقد تقاطروا مدججين بما يلزم، ليحتفلوا بدخول فصل الصيف، قريباً من خدّ الماء. وبما أن الغد يوم عطلة، فيطيب السهر حتى الصباح.

إنها ليلة إشعال الحرائق (23 /6)، ورمي ما لا حاجة به من أثاث وخلافه. وفي كل ساحة وحديقة تضع البلدية كومة من الحطب، لهذا الغرض.

يقيناً أن أصل هذا التقليد، الذي يعمّ البرّ الإسباني بكامله، هو متوسطيّ وثني. وإنك لتُحبّ هذا النوع، لأنه فعالية الفطرة الصافية.

على البحر استبدل الناس أكوام الحطب بكثافة المفرقعات. وكلّما احلولى السهر، أوغلوا في الليل الكحوليّ بينما جماعاتٌ منهم تتقدّم من حلبة رقص إلى سباحة تحت قمر يُلألئ نثرات السابحين، طالاً عليهم بوجهه الأصفر المنبعج شبه الأبله.

لقد اندهشت من مئات المشاهد، وأنت تتنقل بين هذه الرقعة وتلك، حتى صعد قرص الشمس من الغيهب، فعدت بالمترو، ونمت كالقتيل.

الآن لم يبق مما رأيت سوى نظرة ذلك الكلب الفاحم السواد بأُذنيه المتهدلتين وفكه السفلي المرخي، وهو لابدٌ بين أفراد العائلة على "الحِرام" المفرود كواحدٍ منهم. كان يتأمل المشهد بملل الألفة ربما، ولكن أكيداً بعينين أكثر حكمة من عينيك.


المساهمون