ليلة المتاحف.. زيارات حتى منتصف الليل

13 ابريل 2018
(من مقتنيات متحف بيروت الوطني)
+ الخط -
"ليلة المتاحف"، تظاهرةٌ اجتماعية ثقافية تستهدف فئات عمرية مختلفة، يشارك فيها 13 متحفاً في مدن لبنانية مختلفة، وتنطلق عند الخامسة من مساء الغد، تحاول تشجيع الجمهور على زيارة المتحف وبناء علاقة مع الفضاء الثقافي والتاريخي، وإخراج المتاحف من عزلتها النخبوية والأكاديمية لتصبح مكاناً يألف المواطن العادي زيارته بدون تكلّف أو تكلفة، إذ تبدو المتاحف العربية عموماً كما لو كانت في عزلة عن محيطها لا يرتادها عادة إلا السيّاح والطلبة والباحثون.

تأتي التظاهرة في دورتها الخامسة بمثابة دعوة مفتوحة للراغبين في زيارة هذه المتاحف مجاناً، حيث ستظلّ مفتوحة لاستقبال الزوّار حتى الحادية عشرة من ليلة الغد، وربما يمكن زيادة عدد أيام التظاهرة فلا تقتصر على ليلة واحدة فقط.

لتسهيل التنقّلات، توفّر وزارة الثقافة اللبنانية بالتعاون مع مراكز مختلفة وسائل نقل ومواصلات مجانية لمن يرغب في زيارة متحف، سواء أكان في بيروت أو صيدا أو كسروان أو طرابلس أو الكورة أو جبيل.

المتاحف المشاركة في التظاهرة هي "المتحف الوطني"، "متحف سرسق"، ومتحفا "ميم" و"ما قبل التاريخ" في الجامعة اليسوعية، "متحف الجامعة الأميركية"، "فيلا عودة"، و"متحف العملات" في مصرف لبنان، و"متحف الصابون" و"قصر دبانة" في صيدا، و"متحف كيليكيا" في أنطلياس"، و"متحف الفن الحديث والمعاصر" و"أرام بيزكيان لأيتام الإبادة الأرمنية" في جبيل، و"متحف التراث والتقاليد الشعبية" في جامعة البلمند في الكورة.

اللافت أن هذه المتاحف إما رسمية أو خاصة أو تابعة لجامعات، لكنها تكاد تكون بالمجمل غائبة عن الفعل الثقافي، إذ نادراً ما تقيم أنشطة ثقافية جاذبة. وربما يكون أكثرها حضوراً "سرسق" الذي لم يستعد نشاطه إلا في الثلاث سنوات الأخيرة، وظلّ مغلقاً وغائباً لأعوام، وكذلك كان حال "متحف بيروت الوطني".

عرف بعض هذه المتاحف التدمير خلال الحرب الأهلية اللبنانية كما حدث مع "المتحف الوطني" الذي أعيد افتتاحه بعد ترميمه عام 1999، ويضم مقتنيات أثرية ترجع لعصر ما قبل التاريخ وعصر البرونز والحديد والعصور الإغريقية والرومانية والبيزنطية والعصر الإسلامي والمملوكي، من أهم مقتنياته "ناوس أخيل" المصنوع من الرخام، من القرن الثاني الميلادي، وفسيفساء خطف أوروبا، وتمثال هيجيا، وفسيفساء كاليوبي وحكماء الإغريق السبعة.

أما "سرسق" فقد ظل في ورشة لتوسعته وتأهيله بين عامي 2008 و2015، بعد سنوات طويلة من انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية (1975ــ1990) وإعادة افتتاح أبوابه، وينشط في مجال الفن المعاصر، ويعد أنشط المتاحف حالياً في لبنان، وأكثرها حضوراً في الفضاء الثقافي، بل ويحاول توسيع دوره كمتحف ليكون شريكاً في الفعل الثقافي.

بالنسبة لمتحف "ميم" فهو مخصص للمعدنيات والحجارة الكريمة، ويضمّ بين جدرانه أحجاراً كريمة وصخرية نادرة من 63 بلداً، من بينها ضمنها ثاني أكبر قطعة ألماس في العالم لم يتمّ تقطيعها، أما أكبر القطع الموجودة في المتحف فهو حجر مروّ يزن مئة كليوغرام.

وفي متحف "قصر دبانة" وهو أحد القصور العثمانية العريقة في مدينة صيدا يمكن التعرف على حياة الطبقة الأرستقراطية في لبنان خلال القرن الثامن عشر أي في ظل الحكم العثماني.

يذكر أن "ليلة المتاحف" تظاهرة عالمية تقام سنوياً في عدة مدن مختلفة وبعضها يتواصل لعدة أيام، لكنها بدأت تقام في السنوات الأخيرة في البلاد العربية ومن بينها تونس ولبنان.

المساهمون