تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي، أخيراً، خبراً عن شابة قاتلت إلى جانب مجموعة من النساء في كردستان، وقتلت نفسها كي لا تقع رهينة لدى مقاتلي "داعش". لم يقم أحد بتأكيد صحة هذا الخبر، كما لم يجرِ نفيه من أي جهة.
يأتي هذا الخبر ضمن سياق تكرّسه وسائل الإعلام لتسليط الضوء على "بطولات" النساء الكرديات ومشاركاتهن العسكرية في الحرب على "الإرهاب". وأكثر ما يترجم ذلك، ما أشارت إليه مسؤولة مركز البشمركة الثقافي في محافظة دهوك، فيان بيندروي، بقولها إنه "لا بد من تحمّل مسؤوليتنا للدفاع عن وطننا وعائلاتنا وكرامتنا".
قد نُفاجأ (إيجاباً) للوهلة الأولى من هذا الخطاب. سيكون رد فعل لاوعينا الأول، كمتلقين للخبر، هو التأثّر والانبهار والحماسة والدعم. سنذهب إلى حد القول إن الحراك النسوي حقّق إنجازاً، والمساواة في الأدوار قد تحقّقت. في الواقع، لقد جرى تنميطنا اجتماعياً لربط فعل الدفاع عن الوطن وحماية العائلة والكرامة بالرجل. لذا، حين نسمع عن مشاركة للنساء في أدوار غير تقليدية، نفاجأ، نهلّل، ندعم ثم نشارك الخبر، ربما، على وسائل التواصل الاجتماعي ونحتفل به.
لكن مهلاً! أليست ما قالته هذه المقاتلة العسكرية ترجمته فعلياً النساء اللبنانيات في قرى الجنوب أثناء الاحتلال الإسرائيلي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي؟ أليس هو ما قامت (ولا تزال تقوم به) النساء الفلسطينيات بوجه الاحتلال الإسرائيلي أيضاً؟ أليس هو ما قامت به أيضاً النساء الكرديات أنفسهن في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي حين انخرطن مع حزب العمال الكردستاني لرفع الظلم عن مجتمعهن، وكانت لثورتهن أبعاد سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية؟ كثيرة هي الأدلة في التاريخ القريب التي تسلّط الضوء على مشاركة النساء العسكرية وغيرها في أوقات النزاع وما بعد النزاع. لذا يأتي السؤال: لماذا الآن؟
ربما لم تكن مشاركة الإماراتية مريم المنصوري، من خلال قيادتها طائرة حربية في العملية العسكرية ضد "داعش"، قراراً عفوياً (علماً أنه لا يمتّ للتحرّر أو التقدمية بصلة). أيضاً، ليس تسليط الضوء على المشاركة العسكرية للنساء الكرديات في الحرب ضدّ "داعش" واجباً إعلامياً. هي، إذاً، البروبغاندا الإعلامية ـ الذكورية التي كرسّت تسليع النساء حين سعت إلى إضفاء طابع "حضاري" في الحرب ضد ما يرونه "همجية داعش". وهذه الأخيرة هي ربما بروبغاندا إعلامية مقابلة أو موازية لتصوير همجية تنظيم الدولة الإسلامية وتكريس دونيته للنساء. وبالمناسبة، هناك الكثير من ممارسات مجتمعاتنا الذكورية ضد النساء والتي يمكن ببساطة وصفها "داعشية" بامتياز.
يأتي هذا الخبر ضمن سياق تكرّسه وسائل الإعلام لتسليط الضوء على "بطولات" النساء الكرديات ومشاركاتهن العسكرية في الحرب على "الإرهاب". وأكثر ما يترجم ذلك، ما أشارت إليه مسؤولة مركز البشمركة الثقافي في محافظة دهوك، فيان بيندروي، بقولها إنه "لا بد من تحمّل مسؤوليتنا للدفاع عن وطننا وعائلاتنا وكرامتنا".
قد نُفاجأ (إيجاباً) للوهلة الأولى من هذا الخطاب. سيكون رد فعل لاوعينا الأول، كمتلقين للخبر، هو التأثّر والانبهار والحماسة والدعم. سنذهب إلى حد القول إن الحراك النسوي حقّق إنجازاً، والمساواة في الأدوار قد تحقّقت. في الواقع، لقد جرى تنميطنا اجتماعياً لربط فعل الدفاع عن الوطن وحماية العائلة والكرامة بالرجل. لذا، حين نسمع عن مشاركة للنساء في أدوار غير تقليدية، نفاجأ، نهلّل، ندعم ثم نشارك الخبر، ربما، على وسائل التواصل الاجتماعي ونحتفل به.
لكن مهلاً! أليست ما قالته هذه المقاتلة العسكرية ترجمته فعلياً النساء اللبنانيات في قرى الجنوب أثناء الاحتلال الإسرائيلي في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي؟ أليس هو ما قامت (ولا تزال تقوم به) النساء الفلسطينيات بوجه الاحتلال الإسرائيلي أيضاً؟ أليس هو ما قامت به أيضاً النساء الكرديات أنفسهن في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي حين انخرطن مع حزب العمال الكردستاني لرفع الظلم عن مجتمعهن، وكانت لثورتهن أبعاد سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية؟ كثيرة هي الأدلة في التاريخ القريب التي تسلّط الضوء على مشاركة النساء العسكرية وغيرها في أوقات النزاع وما بعد النزاع. لذا يأتي السؤال: لماذا الآن؟
ربما لم تكن مشاركة الإماراتية مريم المنصوري، من خلال قيادتها طائرة حربية في العملية العسكرية ضد "داعش"، قراراً عفوياً (علماً أنه لا يمتّ للتحرّر أو التقدمية بصلة). أيضاً، ليس تسليط الضوء على المشاركة العسكرية للنساء الكرديات في الحرب ضدّ "داعش" واجباً إعلامياً. هي، إذاً، البروبغاندا الإعلامية ـ الذكورية التي كرسّت تسليع النساء حين سعت إلى إضفاء طابع "حضاري" في الحرب ضد ما يرونه "همجية داعش". وهذه الأخيرة هي ربما بروبغاندا إعلامية مقابلة أو موازية لتصوير همجية تنظيم الدولة الإسلامية وتكريس دونيته للنساء. وبالمناسبة، هناك الكثير من ممارسات مجتمعاتنا الذكورية ضد النساء والتي يمكن ببساطة وصفها "داعشية" بامتياز.