ليبيا: هدوء الاشتباكات لا ينعكس على الأسعار الملتهبة

12 اغسطس 2014
الوضع الأمني عاد الى الهدوء، والأسعار ارتفعت (أرشيف/getty)
+ الخط -

عادت الحياة الى شبه طبيعتها في العاصمة الليبية طرابلس، إذ عادت ضجة وسائل النقل العامة والخاصة الى الشوارع، وبالإضافة إلى افتتاح المحال في الأسواق الشعبية وفتح أبواب بعض المصارف التجارية وسط العاصمة، ولكن بعد أن خفّت نار الاشتباكات، اشتعلت نار الأسعار، التي ارتفعت الى الضعف.

ورجح رجل الأعمال الليبي، أحمد معتيق، سبب ارتفاع الأسعار الى توقف حركة الشاحنات لجلب البضائع من سوق الكريمية نتيجة أزمة الوقود في البلاد، بالإضافة إلى قفل معظم المصارف التجارية. 

أسباب ارتفاع الأسعار

وأوضح معتيق لـ"العربي الجديد"، أن ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء الى 1.65 دينار للدولار الواحد، ساهم  في ارتفاع أسعار السلع في السوق.

لكن مدير إدارة التجارة الداخلية في وزارة الاقتصاد، محمد الزايدي، أكد لـ"العربي الجديد" أن هناك انفراجاً نسبيّاً في عملية الوصول الى محلات جملة الجملة في سوق الكريمية، جنوبي طرابلس، ما سيعيد تدفق السلع الى طرابلس والمناطق المجاورة.

وعن الارتفاع الجنوني في الأسعار، ودور وزارة الاقتصاد في السيطرة عليه عبر الأجهزة الرقابية، قال الزايدي: "إن وزارة الاقتصاد تتابع المخزون السلعي لموردي السلع.  وأما متابعة الأسعار في السوق تلك مسألة أخرى، حيث أن "ليبيا تعتمد الاقتصاد الحر".

ورأى المحلل الاقتصادي، بشير بلق، أن الارتفاع في الأسعار ناتج عن الفوضى الأمنية التي تعيشها البلاد، وأن الأوضاع الاقتصادية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعامل الأمني.

وأكد أن هناك سماسرة السوق الذين يقتنصون الفرص لرفع الأسعار، وتثبيت الاحتكار في ظل غياب شبه كامل للدولة.

وبذلك، ارتفعت أسعار بعض السلع الغدائية مثل حليب الأطفال والاجبان الى الضعف.

كما ارتفع سعر استبدال أسطوانة الغاز الى 150 ديناراً، بينما تستبدلها مستودعات شركة البريقة بثلاثة دنانير للأسطوانة الواحدة.

ولاتزال بعض المؤسسات الحكومية والجامعات مقفلة، وكذلك توقفت طباعة الصحف العامة والخاصة منذ عيد الفطر. 

تشكيل لجنة حل الأزمة

وفتحت معظم المصارف التجارية أبوابها للزبائن من دون وجود سيولة مالية، وبعض المصارف حدد سقف السحب خلال الأسبوع الماضي بخمسمائة دينار فقط للشخص الواحد.

وعقد فريق الأزمة في مصرف ليبيا المركزي اجتماعاً طارئاً مع مديري المصارف التجارية لمناقشة أزمة السيولة المالية في ليبيا. 

وأعلن مصرف ليبيا المركزي في بيان رسمي، أن الاجتماع خلص إلى تشكيل لجنة أزمة في كل مصرف تجاري، والتواصل معها من لجنة الأزمة في المصرف المركزي، ومتابعتها بشكل يومي للتحقق من سير عمل المصارف على أن تتولى اللجنة المركزية المتابعة اليومية لسير أعمال تلك اللجان المتعددة وتذليل الصعوبات أمامها.

كما أن فريق الأزمة سيشرع في توفير السيولة بشكل مكثف، واتفق على توفير طائرة لنقل العملة بشحنات مؤمّنة.

وتسببت الاشتباكات العنيفة بين التشكيلات المسلَّحة المتصارعة في طرابلس التي اشتعلت منذ شهر، باستهداف المؤسَّسات المدنية الحيوية العامة، مثل المطار والمدارس ومستودعات الوقود والمصانع والمصحات الطبية وغيرها.