تتواصل عودة الليبيين العالقين بالخارج، والتي بدأت منتصف الأسبوع الماضي، واستقبل مطار مصراته ثلاث رحلات جوية تقل عائدين، في حين يخشى كثيرون من تفشي فيروس كورونا بسبب عدم الالتزام بإجراءات الحجر المنزلي وحظر التجول.
وعقب وصول أولى دفعات العائدين، الثلاثاء الماضي، عبرت العديد من الجهات عن قلقها بسبب دخول بعضهم من دون الخضوع لإجراءات الفحص الطبي، ما يهدد بانتقال العدوى من خلالهم بعد استقرار عدد الإصابات في الآونة الأخيرة.
ورغم إعلان مطار مصراته استقباله لـ150 مواطنا كانوا عالقين في إسبانيا، إلا أن التحديث اليومي للوضع الوبائي في ليبيا، الذي تصدره وزارة الصحة بحكومة الوفاق في طرابلس، أظهر أمس الأحد، عدم تسجيل أي إصابات جديدة بفيروس كورونا بعد استلام المختبر المرجعي لصحة المجتمع بالمركز الوطني لمكافحة الأمراض 77 عينة للكشف عن الفيروس.
وأوضح التحديث الوبائي أن إجمالي العينات التي تم فحصها حتى الآن بلغ 2812 عينة، وإجمالي الإصابات 64، والحالات النشطة 37، فيما بلغ عدد المتعافين 24، فضلا عن تسجيل 3 وفيات، في حين أكدت اللجنة العليا لمجابهة جائحة كورونا، أن البلاد "لم تخرج بعد من دائرة خطر انتشار الفيروس"، مشددة على ضرورة فرض إجراءات حظر التجول المقررة، والتصدي لمحاولات كسر الإجراءات في بعض البلديات.
وبينما طالبت اللجنة المواطنين بضرورة الالتزام بقفل المحال التجارية، نظم عدد من أصحاب المحال التجارية وقفة احتجاجية بميدان الجزائر في العاصمة طرابلس، مساء الأحد، طالبوا خلالها بسرعة إيجاد حلول حتى يتمكنوا من سداد الإيجارات الخاصة بمحلاتهم.
وجددت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق التأكيد على ضرورة منع النشاط التجاري. وأوضحت في بيان، مساء الأحد، جديتها في التعامل مع من يخالف قرار حظر التجول، إلا إن بعض المحال، خصوصا محال الملابس والأحذية، فتحت أبوابها أمام المواطنين الراغبين في شراء مستلزمات العيد.
وفي شرق البلاد، شهدت بعض المدن عودة النشاط التجاري، في حين أوعزت مديرية أمن بنغـازي إلى أجهزتها الأمنية بضرورة متابعة إجراءات غلق المحال التجارية، باستثناء محال بيع المواد الغذائية.
وقال الطبيب الليبي رمزي أبو ستة، عضو لجنة الرصد والاستجابة التابعة للجنة العليا لمكافحة وباء كورونا، إن خطر انتشار الفيروس بات مرتفعا، وأوضح لــ"العربي الجديد"، أن "إجراءات الملاحظة والفحص للعائدين من خارج البلاد لا تبدو دقيقة، والحديث متزايد عن تسرب عدد من العائدين دون المرور بالفحص، والسلطات لا تبدو جاهزة لمتابعة الحالة الصحية للعائدين".
Facebook Post |
وأضاف أبو ستة: "حسب الإجراءات المتفق عليها، ينبغي حجر العائد لنفسه في منزله لمدة محددة، وخلالها تتواصل معه الجهات الصحية لمتابعة حالته تحسبا لتأخر ظهور أعراض المرض، لكن انتشار العائدين بين أكثر من مدينة ومنطقة يجعل الأمر شبه مستحيل، في وقت تعاني فيه كثير من المناطق والقرى من ضعف كبير في الاستعدادات".
وأكد مدير المركز الوطني لمكافحة الأمراض، بدر النجار، رفض السلطات المصرية التعاون مع المركز في إجراء كشوف كورونا لليبيين العائدين بحجة "الأمن القومي"، وقال النجار، خلال لقاء مع تلفزيون "ليبيا الأحرار"، السبت الماضي، إن مصر لا تريد أن تعطي النتيجة الحقيقية لنسبة انتشار المرض لديها، لكن الكشف عن نسبة المصابين الليبيين العائدين من هناك تعكس الحقيقة.