ليبيا: عمر الحاسي لرئاسة حكومة إنقاذ وطني

25 اغسطس 2014
فجر ليبيا تُحكم سيطرتها على مطار طرابلس (حازم تركية/الأناضول/Getty)
+ الخط -
كلّف المؤتمر الوطني الليبي العام عمر الحاسي لرئاسة حكومة إنقاذ وطني، خلال أولى جلساته التي عقدت في العاصمة طرابلس، بعد استئناف نشاطه في ظل أزمة سياسية تتعلق بالبرلمان المنتخب، تزامناً مع عودة الهدوء النسبي إلى العاصمة.

واجتمع أكثر من ثمانين عضواً من المؤتمر في طرابلس، بعد دعوة المتحدث الرسمي باسم المؤتمر عمر حميدان، إلى ضرورة استئناف جلساته إلى حين إجراء تسليم وتسلّم دستوري مع مجلس النواب الجديد المنعقد في طبرق.

وقال أحد أعضاء المؤتمر لـ"العربي الجديد"، متحفظاً عن ذكر اسمه، إن "أعضاءً من حزب تحالف القوى الوطنية وكتلة الـ94، التي كانت معارضة لتمديد ولاية المؤتمر الوطني، حضروا جلسة اليوم، بسبب شعورهم بالخطر المحدق بالبلاد".

وأشار إلى أن "الأعضاء انتقدوا ما ورّطتهم فيه اللجنة التسييرية للحزب التي يترأسها عبد المجيد مليقطة، أحد أبرز الداعمين لعملية الكرامة واللواء المتقاعد خليفة حفتر".

وأدى اللواء عبد الرازق الناظوري القسَم القانوني أمام مجلس النواب، رئيساً للأركان العامة الليبية بعد انتخابه الأحد، بواقع ثمانية وثمانين صوتاً.

وفي السياق، دعا حزب "العدالة والبناء"، الاثنين، مجلس النواب إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا وتصحيح وضعه الدستوري. وطالب، في بيانٍ له، مجلس النواب، بأن "ينأى بنفسه عن مناصرة طرف دون آخر، وأن يتحمل أعضاؤه المسؤولية التاريخيّة لهذه المرحلة الفارقة من تاريخ ليبيا".

وعبّر الحزب عن قلقه "إزاء بيان مجلس النواب بشأن الأحداث الجارية في العاصمة، والذي انحاز فيه لطرف على حساب الآخر، في ظل جدل على دستورية جلساته، معمقاً بذلك مزيداً من الانقسام بينه هو وأعضائه من جهة، وبينه وبين مكوّنات شعبيّة وسياسيّة عريضة من جهة أخرى"، على حد تعبير البيان.

وأوضح الحزب أنه "سبق أن حذر مجلس النواب من مغبّة مألات المُقدمات الخاطئة والتي ستسبب حتماً في عزلة المجلس سياسياً وشعبياً في هذه المرحلة الاستثنائية، إلا ان إصراره على تجاهل أصوات النصح أوصلته إلى عزلة كبيرة في ظل تزايد الرفض الشعبي له".

وفي سياق منفصل، أكدت الحكومة التركية أن "حلّ الأزمة في ليبيا لا يمكن أن يكون عبر التدخّل الخارجي"، معربة عن قلقها من سقوط ضحايا مدنيين، ومن إغارة طائرات غير معروفة الهوية على مناطق في البلاد.

وقالت الحكومة التركية، في بيان نشره موقع وزارة الخارجية التركية الأحد، إنها "تتابع بقلق الصدامات المتصاعدة في ليبيا وخصوصاً في طرابلس وبنغازي"، معربة عن أسفها تجاه الضحايا المدنيين والدمار الذي لحق المنشآت، إضافة إلى الأزمة الإنسانية.

ودعت الخارجية التركية "الأطراف كافة في ليبيا الشقيقة، إلى التوصل لوقف إطلاق النار، في أسرع وقت ممكن، عبر دعم جهود الأمم المتحدة"، مذكّرة بوجوب "حلّ الخلافات عبر الحوار".

ميدانياً، تعرض مطار الأبرق، شرقي مدينة البيضاء، فجر الإثنين، لقصف بثلاثة صواريخ "غراد"، سقطت خارج سور المطار، يُرجّح انطلاقها من غابة في منطقة رأس الهلال القريبة من المطار، وذلك رداً على قصف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر لمعسكر ثانوية الشرطة سابقاً في درنة، الخاضع لسيطرة جماعة مجلس "شورى شباب الإسلام".

وأوضح مصدر من مطار الأبرق، تحدث شرط عدم ذكر اسمه، أن المقصود بالقصف الصاروخي هو قاعدة الأبرق الجوية التابعة لحفتر، والتي يُعتقد أن طائرات حربية تنطلق منها لشنّ هجمات على معسكرات لجماعات إسلامية في درنة ومجلس شورى ثوار بنغازي.

على صعيد آخر، تتواصل الاشتباكات في محيط منطقة بنينا في بنغازي على ثلاثة محاور: سي فرج، وسي منصور، وطريق المطار.

وفيما قصفت طائرة حربية الأحد، أحد المواقع في منطقة القوارشة، شهدت العاصمة طرابلس هدوءاً بعد سيطرة قوات "فجر ليبيا" على كل المعسكرات والمقرات الحكومية، حيث كانت تتمركز ميليشيات "الصواعق" و"القعقاع" و"المدني".

وانتشرت دوريات "فجر ليبيا" على طول طريق مطار طرابلس الدولي، والمناطق المحيطة به، كما عادت الحياة تدريجياً الى العاصمة، تزامناً مع عودة التيار الكهربائي ومياه الشرب الى معظم أحيائها.

وقالت مصادر لـ"العربي الجديد"، إن قوات "فجر ليبيا" أنذرت أصحاب محطات الوقود بضرورة فتحها، خلال ثمان وأربعين ساعة، وإلّا استولت قواتها عليها ووزعتها هي عن طريق أفرادها.

ولا تزال بعض مناطق الواحات في جالو وأوجلة وأجخرة، جنوب شرقي البلاد، تعاني من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرّر وبشكل متزايد منذ يومين.
المساهمون