أكد مشاء الله الزوي، وزير النفط والغاز في حكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس، بأن ليبيا سترفع الدعم عن المحروقات خلال العام المُقبل.
وأوضح في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن مصرف ليبيا المركزي سيمنح دعماً نقدياً للمواطنين لمدة شهرين قبل رفع الدعم بشكل نهائي. ويذكر أن المؤتمر الوطني العام الذي يتخذ من طربلس مقراً له، أوصى في مطلع مايو/ أيار الماضي، استبدال الدعم على السلع الأساسية والمحروقات، بدعم نقدي قدره 50 ديناراً (حوالى 36.5 دولاراً)، يحصل عليها كل مواطن شهرياً.
ويعد سعر الوقود في ليبيا الأرخص عالمياً، حسب التصنيفات العالمية التي نشرت أخيراً، حيث يبلغ حوالى 14 سنتاً لليتر. وحتى بعد رفع الدعم، من غير المتوقع أن ترتفع أسعار البنزين بمعدلات كبيرة مقارنة بمستوياتها في الدول العربية.
وكان تصنيف أميركي قد وضع ليبيا في المركز الأول في قائمة أرخص الدول العربية في أسعار البنزين والمرتبة الثانية في العالم.
وارتفع معدل الإنفاق على المحروقات في ليبيا من سبعة مليارات دينار للعام 2010 إلى 12 مليار دينار خلال العام الماضي. ويأتي هذا الارتفاع، حسب مصادر ليبية، بسبب تهريب الوقود إلى الدول المجاورة، في ظل الفوضى والعصابات المسلحة التي تسيطر على أجزاء كبيرة من ليبيا.
وأشار الزوي، في تصريحاته، إلى أن إنتاج ليبيا من النفط بلغ 350 ألف برميل يومياً خلال شهر أغسطس/ آب الماضي، مقارنة بمعدل الإنتاج قبل الثورة الليبية الذي كان يبلغ 1.5 مليون برميل يومياً.
ورغم أن ليبيا دولة غنية بالنفط والغاز الطبيعي، إلا أنها لا تستطيع الاستفادة من موارد الطاقة في الوقت الراهن، لأن الشركات العالمية تمتنع عن الاستثمار في ليبيا.
وتتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان هما: الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب بطبرق، ومقرها مدينة البيضاء (شرق)، وحكومة الإنقاذ، المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام، ومقرها طرابلس. ولكن الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب المعترف به دولياً شرق البلاد، قررت استمرار دعم السلع الأساسية والمحروقات.
وتنشغل القوات الموالية للسلطتين بالمعارك بينهما، الأمر الذي يؤدي إلى إضعاف السيطرة الحكومية على المنافذ البحرية والبرية ويساهم في تصاعد عمليات تهريب الوقود.
وتمكنت أخيراً دورية تابعة للقطاع الأوسط لخفر السواحل وأمن الموانئ خلال الأسبوع الماضي من ضبط ناقلة نفط روسية أثناء محاولتها تهريب وقود ليبي يقدّر حجمه بحوالى 4849 طناً من وقود الديزل. كما تمكن حرس السواحل في مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري من ضبط ناقلة نفط مالطية أثناء محاولتها تهريب وقود ليبي إلى مالطا.
وفي ظل تراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية إلى أكثر من النصف منذ منتصف 2014، تواجه ليبيا مشاكل مالية حادة، تجعلها غير قادرة على الإيفاء بدعم الوقود.
ويتخوّف مواطنون من أن يكون رفع الدعم عن الوقود مقدمة لرفع الدعم عن سلع أخرى، مثل الدقيق والقمح والمواد الغذائية الرئيسية الأخرى.
اقرأ أيضاً: ليبيا تعتقل 4 مصريين بتهمة تهريب الوقود بحراً