قال عدد من المسؤولين الليبيين إن حقول نفط كبرى، منها الهلال النفطي والشرارة، جاهزة للتصدير، وأكد الناطق الرسمي باسم المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس (غرب) محمد الحراري، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن منطقة الهلال النفطي جاهزة للتصدير من الناحية الفنية.
وبالنسبة لباقي الحقول أوضح أن عملية استئناف التصدير للعديد من الحقول ما زالت تحت الدراسة، وفقاً للإجراءات الفنية المتخذة من قبل مؤسسة النفط، والتي تتعلق بتسويق النفط عبر ميناءي راس لانوف والزويتينة.
أما بالنسبة لميناء السدرة، أكبر موانئ تصدير النفط، فأكد الحراري أنه خارج الخدمة حالياً.
وفي نفس السياق، قال الناطق الرسمي باسم حرس المنشآت في منطقة الهلال النفطي، علي الحاسي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن منطقة الهلال النفطي جاهزة للتصدير من الناحية الأمنية أيضاً، وننتظر التعليمات من المؤسسة الوطنية للنفط بشأن استقبال السفن لشحنها بالزيت الخام.
وتضم منطقة الهلال النفطي عدة مدن بين بنغازي وسرت (شرق)، كما أنها تتوسط المسافة بين بنغازي وطرابلس، وتحوي المخزون الأكبر من النفط، إضافة إلى مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة.
وحسب الإحصائيات الرسمية، ينتج ميناء رأس لانوف 250 ألف برميل يومياً، في حين ينتج ميناء الزويتينة 58 ألف برميل يومياً، وتنتج ليبيا حالياً نحو 360 ألف برميل يومياً من الإنتاج الطبيعي البالغ 1.6 مليون برميل، ويقتصر التصدير حالياً على ميناء الحريقة شرقي البلاد والموانئ البحرية وحقل الوفاء الذي ينتج الغاز والمكتفات.
وتوقعت المؤسسة الوطنية للنفط بطرابلس، في تقرير حديث، أن يصل معدل الصادرات إلى 700 ألف برميل يومياً، في الفترة المقبلة، في حال الانتهاء من توحيد المؤسستين النفطيتين في طرابلس والبيضاء (شرق)، والتي تواجه صعوبات بسبب المواقف المتشدّدة من حكومة طبرق (شرق) التي تتمسك بنقل المقر الرئيسي من طرابلس إلى البيضاء.
وكان رئيس المؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، قال في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، إن هناك حقولاً نفطية تعرضت لعمليات تخريبية كبيرة متل حقل المبروك، فضلا عن احتياج ميناءي السدرة النفطي وراس لانوف إلى موارد مالية لكي يتم صيانة جميع صهاريج الخزنات الموجودة، مشيراً إلى أن المؤسسة النفطية جهزت تقديرات مالية، لم يحددها، تنتظر اعتماد الموازنة للتشغيل.
وعلى صعيد متصل، أكد مدير حقل الشرارة النفطي (700 كيلو متر جنوب طرابلس) حسن الصديق، لـ"العربي الجديد"، أن الحقل جاهز للتشغيل في غضون أسابيع، حيث يستطيع العودة إلى معدل إنتاجه الطبيعي البالغ 340 ألف برميل.
وقال إن هناك إجراءات فنية بشأن المضخات وسلامة الآبار النفطية وغيرها من الأمور الفنية سيتم اتخاذها الفترة المقبلة.
وأشار إلى أن الحقل سوف يضخ مبدئياً 100 ألف برميل، ثم في غضون أسبوع يرتفع الإنتاج تدريجياً حتى وصوله إلى معدله الطبيعي في حال استقرار الأوضاع.
وما زالت المفاوضات مع حراس الأمن والمؤسسة الوطنية للنفط بشأن فتح صمام الأنبوب الواصل في منطقة الرياينة، والذي يربط بين حقل الشرارة النفطي وميناء الزاوية، ويجري المفاوضات كل من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، والمجلس المحلي لمنطقة الزنتان.
وأقفل الأنبوب منذ نهاية عام 2014، نتيجة سيطرة قوات تابعة لعمليات فجر ليبيا التابعة لحكومة الإنقاذ السابقة في طرابلس، على الحقل النفطي، بينما ردت عليها كتائب مسلحة تدعم عمليات الكرامة التابعة لخليفة حفتر بغلق الأنبوب رداً على سيطرتهم على الحقل.
وتسعى شركة الخليج العربي إلى رفع إنتاجها من النفط إلى 300 ألف برميل في حالة استقرار الأوضاع السياسية في ليبيا بدلاً من 200 ألف تنتجها حالياً، وفقاً للناطق الرسمي للشركة عمران الزوي، لـ"العربي الجديد".
وتعتبر شركة الخليج العربي للنفط من كبريات الشركات النفطية المملوكة بالكامل لمؤسسة النفط الليبية، وتدير 8 حقول نفطية، وميناء لتصدير النفط الخام (الحريقة)، ومصفاتين لتكرير النفط.
وأدت التقلبات السياسية الحادة التي شهدتها ليبيا خلال السنوات الخمس الماضية، إلى انخفاض كبير في الصادرات النفطية، وبالتالي تراجع الدخل من النفط، والذي تعتمد ليبيا عليه لتوفير 95% من الإيرادات.
وعطّل الصراع المسلح خطط التوسع النفطية في الإنتاج الرامية إلى زيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميا في عام 2017.
ويبلغ الاحتياطي النفطي في ليبيا 39 مليار برميل، ويكتسب خام نفطها أهمية في السوق العالمي لجودته، حيث إنه يحتوي على نسب منخفضة من الكبريت، والذي يحتاج إلى عملية تنقية سهلة، قياسا بالخامات الأخرى.