ليبيا: الحلّ مؤجّل حتى إشعار آخر

06 يناير 2015
اجتماع طارئ للجامعة العربيّة حول تطورات الوضع الليبي(فرانس برس)
+ الخط -

تبدو الأزمة الليبية أمام أفق مسدود، مع تأجيل موعد الحوار بين الأفرقاء الليبيين، والذي كان مقرراً أمس الاثنين إلى أجل غير مسمى، وإعلان جامعة الدول العربية، دعمها لـ"الشرعية المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه"، في وقت تنقسم فيه الدول العربية في موقفها بشأن التدخّل العسكري في ليبيا.

ولم تثمر الجهود العربيّة والدوليّة المبذولة، على أكثر من مستوى، في دفع الأفرقاء الليبيين إلى الجلوس على طاولة المفاوضات. وفي حين يربط عضو لجنة الحوار عن المؤتمر الوطني العام، عمر حميدان، تأجيل جلسة الحوار التي كان مقرراً عقدها أمس الاثنين، بـ"أسباب تنظيميّة وترتيبات تقوم بها البعثة الأممية في ليبيا"، يقول المتحدث باسم بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، سمير غطاس، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تأجيل الحوار بين أطراف الأزمة الليبية يعود إلى التطورات الميدانيّة الجديدة، كقصف طائرات حربيّة لمدينة مصراتة، شرق طرابلس، والمعارك الدائرة حول الهلال النفطي بين قوات "عملية الشروق" التابعة للمؤتمر الوطني، وحرس المنشآت النفطية المؤيد لمجلس نواب طبرق".

من جانبه، يبرر رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، تأجيل جولة الحوار، بعدم الاتفاق على مكان انعقاد جلساته. ويرى بعض المراقبين أنّ اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، الذي أعاده مجلس النواب الليبي المنحل، أخيراً، إلى صفوف الجيش الليبي هو و128 متقاعداً آخرين، يقف عائقاً أمام إجراء الحوار بين الأطراف المتنازعة عسكرياً وسياسياً، باعتبار أنً أيّ تقارب أو حلّ سياسي يعني بالنسبة لحفتر، الخروج من دائرة الضوء والفعل السياسي.

ويقول محللون إن فشل حفتر في تحقيق أهدافه ببنغازي، وإعاقته لعملية الحوار من خلال توسيع نطاق القصف الجوي على عدة مدن ليبية، من الممكن أن يؤدي، بحسب محللين، إلى سحب حفتر من المشهد الليبي، الذي بات مهدداً بالانفجار في وجه الأفارقة، والعرب المشارقة والمغاربة على حدّ سواء، إن لم يكن تخلي داعمي حفتر عن مشروعه.
ويرصد مراقبون مجموعة إشارات تظهر رفض الاستمرار في الحلّ العسكري الذي يدعمه حفتر، بعد الإخفاق الذي مني به ميدانياً وطول أمد الحرب. وإلى جانب تصريحات صالح بأنّ "الحل في ليبيا لن يكون عسكرياً"، يبدو أن زيارة وزير الخارجية في حكومة عبد الله الثني، محمد الدايري، إلى الدوحة، تعكس اتجاهاً عاماً داخل حكومة الأزمة ومجلس النواب المنحل نحو الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
كما أن مبعوثاً خاصاً لرئيس حكومة الإنقاذ الوطني، عمر الحاسي، كان قد وصل إلى العاصمة الأميركية واشنطن، في إطار وضع إطار عام للحوار والتفاوض بين الأطراف المختلفة برعاية بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.

ومن القاهرة، حيث عقدت جامعة الدول العربية اجتماعاً طارئاً على مستوى المندوبين لبحث الأزمة في ليبيا، على ضوء تصاعد وتيرة العنف، لم يغفل الأمين العام للجامعة العربية، نبيل العربي، الإعراب عن أسفه "لتعثّر الجهود العربيّة والدوليّة المبذولة لعقد الجولة الثانية من الحوار الليبي- الليبي". وفي موازاة دعوته إلى "الالتزام بحوار شامل بين مختلف الأطراف الليبية ودعم العملية السياسية"، أبدى دعم الجامعة لـ"الشرعية المتمثلة في مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه". كما شدّد على أنّه "من أولوياتنا اليوم اتخاذ موقف حاسم يحقق الوقف الفوري للعمليات الإرهابية المسلّحة".

وتقدّم ممثل ليبيا في الجامعة العربية، عاشور بوراشد، الذي أقاله المؤتمر الوطني العام الليبي، ضمن عدد من السفراء الليبيين، الأسبوع الماضي، بطلب لعقد اجتماع طارئ حول ليبيا، في وقت سابق، أيّدته مصر ودولة الإمارات العربية. ولم يتردّد بوراشد في مطالبة المجتمع الدولي، باسم الحكومة الليبية، بـ"تسليح جيشها بدون إبطاء أو مماطلة، حتى يتمكّن من إنجاز مهمّته الوطنية"، محذّراً من أنّ "تأخر حسم المعركة في ليبيا عسكرياً ضدّ المليشيات الغاشمة يزيد تغولها ويقلّص فرص الحل السياسي للأزمة من خلال الحوار وطاولة المفاوضات".

المساهمون