ليبيا: الثني يماطل بتسليم السلطة وطائرات حفتر تقصف بنغازي

01 يونيو 2014
آثار القصف في كلية الهندسة (عبد الله دوما/فرانس برس/Getty)
+ الخط -


تسعى الحكومة الليبية المنتهية ولايتها، برئاسة عبد الله الثني، إلى تأخير عملية تسليم السلطة لرئيس الوزراء الجديد، أحمد معيتيق، إذ أشارت مصادر ليبية إلى تأجيل عملية التسليم التي كان يفترض أن تبدأ اليوم الأحد إلى نهاية الأسبوع الجاري، نتيجة المماطلات التي أبدتها حكومة الثني. وترافقت هذه التطورات مع معاودة طائرات حربية تابعة للواء المتقاعد، خليفة حفتر، قصف ثلاثة مواقع مدنية في مدينة بنغازي، ما أسفر عن اصابة شخصين بجروح.

الثني يماطل

وقال المتحدث الرسمي باسم حكومة الثني، أحمد الأمين لـ"العربي الجديد" إن "عملية التسليم والتسلّم لن تتم إلا بعد فصل الدائرة الدستورية في المحكمة العليا في الجدل القانوني الدائر بين المؤتمر الوطني العام وبين حكومة الثني، بشأن بطلان إجراءات التصويت على منح الثقة لمعيتيق". وأضاف الأمين أن "الحكومة نشرت بياناً على موقعها أوضحت فيه طبيعة الخلاف القانوني، واستندت في تمسكها بموقفها الحالي إلى فتوى الإدارة العامة للقانون التابعة لوزارة العدل، التي قالت فيها إن معيتيق نال ثقة المؤتمر الوطني بواقع 113 صوتاً، في حين أنه وحسب التعديلات على الإعلان الدستوري يجب أن يحصل على 120 صوتاً".
وجاءت تصريحاته  بعد يوم من اعلان معيتيق، أن حكومة الثني ستسلم السلطة اليوم الأحد.

من جهته، أكد عضو المؤتمر الوطني، محمد الزروق، أن "اجتماعاً عُقد يوم الأحد ضم رئيس لجنة التسليم والتسلم بين الحكومتين، محمد عبد الله الضراط، ورئيس حكومة تصريف الأعمال عبد الله الثني، للتشاور حول تحديد موعد تسليم السلطة، إلا أن الثني ماطل ولم يحدد موعداً معيّناً".

وتوقع الزروق أن تتسلم حكومة معيتيق السلطة بنهاية الأسبوع الجاري، بسبب مغادرة وزراء الثني ليبيا، ومنهم وزير الكهرباء والطاقات المتجددة علي محيريق، ووزير العدل صلاح المرغني، بالإضافة إلى توارد أنباء عن مغادرة وزير الثقافة والمجتمع المدني الحبيب لامين إلى تونس.

وأكد الزروق أن "الثني لن يستطيع الاستمرار في مماطلته بسبب إلغاء توقيعات الوزراء وإبطالها لدى كافة الجهات الحكومية، وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي، مع جاهزية حكومة معيتيق لتسلم السلطة والبدء مباشرة في تنفيذ برامجها".

من جهته، اعتبر أستاذ القانون الجنائي في جامعة طرابلس، محمد باره، أن "تعليق عملية التسليم والتسلّم على صدور حكم قضائي من المحكمة العليا قد يستغرق على الأقل من ثلاثة إلى أربعة أشهر". وأوضح أن الموضوع يتطلب "على الأقل شهرين لإعلام طرفي الدعوى والرد عليها، وتقرير نيابة النقض لا يُنجز في أقل من شهر، كما أن القضاء في ليبيا وحتى شهر سبتمبر/أيلول القادم يدخل في عطلة قضائية".

ونبه باره إلى "ضعف مؤسسة القضاء في ليبيا إذ لا يوجد بها محكمة دستورية عليا أو محكمة إدارية عليا تفصل في هذه القضايا بالسرعة المطلوبة".

قصف بنغازي
وفي التطورات الميدانية، قصفت طائرات حربية تابعة لحفتر منطقة الفويهات في بنغازي بثلاثة صواريخ، مستهدفةً كلية الهندسة التقنية (معهد ناجي فوناس سابقا) ما أسفر عن تدمير عدد من قاعات الدراسة في الكلية، وبعض المرافق المختلفة فضلاً عن إصابة شخصين أحدهما بنغلادشي الجنسية. كذلك سقط صاروخان آخران على قصر الضيافة (ولي عهد ليبيا الراحل، أحمد الرضا السنوسي) وأحدثا حفرتين كبيرتين في الحديقة الخلفية للقصر.

من جهتها، ذكرت وكالة "فرانس برس"، أن مقاتلات تتبع لقوات حفتر، نفذت اليوم الأحد، ثلاث غارات جوية على أهداف في مدينة بنغازي، لكن غارتين أخطأتا أهدافهما وأصابتا مواقع مدنية، ما أسفر عن سقوط جريحين.

أما المتحدث باسم ما يسمى "الجيش الليبي" التابع لحفتر، محمد الحجازي، فقال لموقع "أجواء لبلاد"، إنه تم قصف قصر الضيافة في بنغازي وتدميره، لأنه على حد وصفه "مقر لاجتماعات قيادات أنصار الشريعة في بنغازي، التي يجري فيها التخطيط للعمليات العسكرية". وهو ما ذهب إليه أيضاً قائد عمليات سلاح الجو التابع لقوات حفتر، صقر الجروشي، الذي أكد لـ"فرانس برس" أن الغارات أصابت أهدافها مباشرة وبدقة عالية.

في المقابل، قال مسؤول في تنظيم أنصار الشريعة الليبي رفض الكشف عن اسمه، في تصريحات لوكالة "الأناضول" إن "القصف الذي نفذته طائرات حفتر في بنغازي لم يصب مقر التنظيم، بل أصاب مزارع يملكها مواطنون"، مشيراً إلى أن "جميع أفراد التنظيم بخير".

وفي السياق، أكد عضو المؤتمر الوطني، محمد الزروق، أن "استخدام الطائرات لقصف المدن هو خيانة وإرهاب وإجرام، فمكافحة الإرهاب تكون عن طريق مؤسسات الدولة وليس بالخروج على شرعيتها".

وأضاف الزروق أن "أخباراً وردت بأن هناك امتعاضاً وصل لحد الانشقاق بين حلفاء اللواء حفتر، بسبب سياسة العجرفة التي يتبعها، وإهماله لجانب العلاقات الإنسانية والاجتماعية، إذ إن حفتر لم يقدم واجب العزاء لأهالي قتلى العمليات العسكرية ولم يزُرْ أي جريح سقط في المعركة المسماة "الكرامة"".

في هذه الأثناء، علم "العربي الجديد" من مصدر خاص، رفض الكشف عن اسمه، أن "مجموعات شبابية تمثل قبيلة العواقير، إحدى أكبر القبائل في بنغازي، ستتوجه الليلة إلى قاعدة بنينا الجوية لمطالبة آمر القاعدة وضباطها بعدم استخدامها في توجيه ضربات جوية ضد مدينة بنغازي، بعدما انطلقت الطائرات منها. وغالباً ما تخطئ الطائرات أهدافها، ما يتسبب في أضرار مادية وبشرية، بالإضافة إلى حالة الذعر بين المدنيين، حسب تعبير المصدر.

وتزامنت هذه التطورات مع دعوة وجهها "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي" إلى الليبيين للقتال ضد حفتر. وجاء في البيان، الذي نشره التنظيم على عدد من المواقع الاسلامية على الانترنت، "ندعو أهلنا من القبائل الليبية الأبية إلى البراءة من الخائن حفتر، ومنع أبنائها من التلطخ بدم إخوانهم الساهرين على أمنهم، الساعين إلى تطبيق شريعة ربهم، رغم الحصار والتشويه المفروض عليهم".

 

المساهمون