وجاء اقتحام ليبرمان ومن قبله زعيم "الحزب اليهودي" نفتالي بينت، قبل ثلاثة أيام، والذي تم ليلاً، في سياق الدعاية الانتخابية للكنسيت الإسرائيلي، المقرر عقدها في السابع عشر من الشهر الجاري.
وقال مسؤول "شباب ضد الاستيطان" في محافظة الخليل، عيسى عمرو، لـ"العربي الجديد"، إن "هذا الاقتحام تم بسرية تامة، ودون أن يتم الإعلان عنه"، مضيفاً "علمنا أن هناك زيارة لأحد قادة الاحتلال الإسرائيلي، عندما تم إغلاق محيط الحرم الإبراهيمي، الذي تحيط به بوابات إلكترونية وحواجز عسكرية، حيث تم تحويل محيط الحرم الإبراهيمي إلى ثكنة عسكرية، ظهر اليوم".
وأوضح عمرو أن "هناك حرصاً إسرائيلياً على عدم الإعلان عن الزيارة في وقت مسبق، خوفاً من اندلاع مواجهات بين جيش الاحتلال والمصلين وأهالي الخليل".
من جهته، قال مدير عام أوقاف الخليل، إسماعيل أبو الحلاوة، لـ"العربي الجديد"، إن "عملية الاقتحام تمت بشكل مفاجئ ما بعد صلاة ظهر الأحد، حيث لاحظ المصلون حركة غريبة غير اعتيادية لجنود الاحتلال في محيط الحرم الإبراهيمي، إضافة إلى وضع ساتر من القماش الأبيض على المدخل الخاص للمستوطنين المؤدي إلى القسم المغتصب من الحرم".
ولفت إلى أن "جيش الاحتلال عمل أيضاً على إغلاق كافة مداخل الحرم الإبراهيمي، والبوابات المؤدية إليه ومنع المصلين من الدخول أو الخروج منه، وبالتالي عملوا على إدخاله لمنطقة محتلة من الحرم الإبراهيمي، ومكث هناك أكثر من نصف ساعة في رسالة تأتي ضمن الحملة الانتخابية لليبرمان، إضافة لدعم المستوطنين في الحرم الإبراهيمي، البلدة القديمة ومدينة الخليل بشكل عام".
ويستولي 400 مستوطن متطرف على جزء كبير من البلدة القديمة في مدينة الخليل ومحيط الحرم الإبراهيمي، فيما يدرس فيها نحو 200 طالب توارة يهودي، ويشكلون خطراً حقيقياً على حياة أهالي المدينة وممتلكاتهم، حيث يسيطرون على قلب المدينة القديمة والطرق المؤدية إليها، فضلاً عن نصب عشرات الحواجز العسكرية في داخل المدينة وخارجها؛ حفاظاً على حياة المستوطنين الذي يعطلون حياة 800 ألف نسمة؛ هم عدد أهالي محافظة الخليل.
وأكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عادل شديد، لـ"العربي الجديد"، أن "اقتحام ليبرمان الحرم الإبراهيمي يأتي في سياق الدعاية الانتخابية، وبهدف المزايدة على رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ولا سيما عندما قال ليبرمان إن نتنياهو هو من سلم الخليل وليس حزبه".
وأوضح أن "المستوطنين المتطرفين من أصحاب الرؤية الدينية القومية الذين يستوطنون في قلب الخليل، يعلمون أن ليبرمان لا علاقة له بالدين، بل بالعكس هو على خلاف وخصومة قوية جداً مع الديانة اليهودية".
واعتبر شديد أن "زيارة ليبرمان تعكس أنه في أزمة، ومن خلال هذه الزيارة يريد أن يرسل رسالة إلى اليمين الديني القومي المؤمن، أنه أكثر حرصاً على إبقاء هذه المدينة تحت السيطرة الإسرائيلية أكثر من أحزاب الليكود والبيت اليهودي التي يدعمها مستوطنو الخليل".
اقرأ أيضاً: "منظمة التحرير" تجتمع قريباً لتنفيذ قرار وقف التنسيق الأمني