ليبراسيون: المصريون يكافحون للاستمرار على قيد الحياة بعد الارتفاع الجنوني للأسعار

08 يوليو 2017
تأثير مؤلم للتضخم على حياة المواطنين (العربي الجديد)
+ الخط -
قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية، في عدد اليوم السبت إن مصر تعيش أوضاعا اقتصادية مقلقة في ظل تفشي "بطالة جماهيرية"، وارتفاع في أسعار الوقود أعلنت عنها السلطات المصرية، الأسبوع الماضي، أدت إلى ارتفاع شديد في أسعار البضائع.


وينقل مراسل الصحيفة إيريك دي لافاريير عن أحد المواطنين قوله إن "الأسعار أصبحت مجنونة، ونحن نحاول البقاء على قيد الحياة".

ويكشف كثير من الباعة المصريين عن اضطرارهم لرفع أسعار بضاعتهم بسبب ارتفاع ثمن الوقود، وهو ما يقوله جزّار مصري، أنه اضطُرَّ لرفع سعر كيلوغرام الدجاج بجنيهين إثنين، ويتجه إلى فرض زيادة في قادم الأيام، بسبب فرض الحكومة لزيادة كبيرة على أسعار الوقود، معللا الأمر بأن "كل البضائع التي يعرضها، يتم نقلها في شاحنات أو سيارات".

ويلخص بائع الدجاج واقع الأمر للصحافي الفرنسي بالقول: "الوقود يشبه بيت عنكبوت في مصر. وسعره له تأثيرٌ على كل شيء".

ويكشف البائع المصري أن مصر لم تعرف هذه الأزمة من قبل، وهو ما يجعله يقول: "إنها أول مرة تعرف مصر تضخُّماً بمثل هذا العنف".

وكانت الحكومة المصرية، قد فرضت، الأسبوع الماضي، زيادة بنسبة 50 في المائة على المحروقات. وهي زيادة كان يتوقعها المصريون، إذ تشكّل جزءاً من التغييرات التي وعدت بها الحكومة المصرية صندوقَ النقد الدولي، مقابل حصولها على قرض بقيمة 12 مليار دولار من أجل بث الروح في اقتصاد انهار خلال بضع سنوات.

وتنقل الصحيفة عن دبلوماسي مقيم في القاهرة قوله إن الأموال الموجهة للفقراء عن طريق إعانات في مجالي الطاقة والغذاء، والتي تمثل ثلث ميزانية الدولة، يستفيد منها حتى الأغنياء والشركات، وبالتالي لا توجد مساواة في توزيعها، وفقا للمصدر.

وتضيف الصحيفة بأن برنامج الإصلاحات الذي قررته الحكومة ولّدَ، منذ السنة الماضية، تضخّما يقترب من 30 %. ولهذا التضخم تأثير مؤلم على ما يعيشه المواطنون، الذين لا يتجاوز دخلهم المتوسط 180 يورو، والعاجزين عن تلبية حاجيات عائلاتهم.

وتنقل الصحيفة شهادات صادمة لمواطنين مصريين عاجزين عن مواجهة الأزمة. فمثلا، ماجدة، التي لم يعد بوسعها، بعد اليوم، شراء اللحم، والتي اشترت كيسا من الطماطم، وهي تقول للصحافي الفرنسي: "ليس عندنا اليوم ما نأكله سوى الطماطم"، لا تتردد في القول بأن النظام "يدوسُ علينا". وتعترف بأنها لم تعد قادرة على منح أبنائها الغذاء الأساسي، ولا توفير الظروف المادية للخروج مع أبنائها من البيت، من وقت لآخر.

وتنقل الصحيفة عن الخبير الاقتصادي شريف دلاور قوله أن: "المواطنين ليس لهم  خيار. وهم غاضبون رغم قوتهم المهمة في استيعاب الأمر. لا يجرؤون، في الوقت الراهن، على النزول للشارع، لأنهم يتصورون، خطأ، أن المشاكل الاقتصادية مرتبطة بثورة 2011. هذا دون الحديث عن حكومة تقمع كل صوت معارض".

وتستعرض الصحيفة الفرنسية أوضاع السكان النشطين في مصر، فتكتب بأن 12% منهم من دون عمل. وتضيف بأن البطالة تضرب الشباب بقوة، حيث إن 79 % من العاطلين عن العمل من المصريين، أعمارهم لا تقل عن 15 سنة ولا تتجاوز 29 سنة.

أوضاع مزرية يلخصها المواطن إيهاب، الذي يعمل في أحد المخابز، بكلمات معبّرة: "أحيانا يسألني بعض المواطنين عن ثمن الخبز، ثم يفكرون للحظات، ثم ينصرفون دون أن يشتروا شيئا. (...) الأسعار أصبحت مجنونة، ونحن نحاول، فقط، البقاء على قيد الحياة".

يتأمل مراسل صحيفة ليبراسيون الفرنسية حماراً يجر عربة محملة بأكياس الطحين في أحد الشوارع، ويكتب بأن هذه المادة الأساسية لصنع الخبز، بدورها قد يرتفعُ سعرُها.



(الدولار=18 جنيها تقريبا)



المساهمون