لم يخطر لي مرة أن أسأل

12 اغسطس 2016
جورج أندروود/ بريطانيا
+ الخط -
- فقط معك أنتصر على العالم

نكون اثنين مقابل واحد.

- كانت حياتي معك سعيدة كنملة في صحن بطيخ.

- لم أكن أتخيل أن رؤية فرشاة أسنانك في زاوية الحمام ستكون أقوى أسباب بكائي، أنا البارد الذي لا يبكي لو حصلت مجزرة تحت شرفته.

- هذه المخيلة لا تزال تتلمظ ومتوحشة لقد تغذت جيدا على جسدك.
النوم معك أحد وسائل الانتحار الفعالة.

- يحتضنها على السرير
تراقبه عنكبوت في زاوية الغرفة وتغمز له بعينيها.

النوم في حضنك يشبه النوم في فم غول.

يقبلها كفأر يقرض خريطة العالم.

إنه الشهر الخامس بدونك
يومه بسنة مما تعدون.

بعدك لا أعثر على نفسي بسهولة، لماذا هربت بعد أن أطفأت النور؟

- لمعت عيون النمور المرسومة على سروالك
نتشاجر لأنك ملاك وعظامي ينقصها ضلع واحد فقط.

- من ضلع صنعك الخالق من تراب صنعني
التراب يأكل العظام
تذكري ذلك وأنت تطعميني قسوتك بملعقة ذهبية.
في غيابك أكثر من الشعر كإعلان فظيع للوحدة.
- شكى لي الفراش حنينه لرائحتك
شكى لي حبل الغسيل حنينه لملابس مؤنثة،
الملابس المذكّرة تثير غضبه
شكت لي المخدة ثقل رأسي مع أنها كانت تحتمل رأسي.
أسنان مشطك يغطيها الغبار والوحدة

- بقايا شعرك في المشط هدايا ثمينة.

- وأنت تغادرين، لا تتركي زجاجة عطرك خلفك
ربما أتهور وأرش منها بخة واحدة تخنق العالم
هذا أسوأ ما يمكن أن يحدث لرجل مهجور.

- هل من أحد يبكي يوم اﻷحد؟
أيام اﻵحاد بدونك سنوات من الجحيم
أيام اﻵحاد بدونك تبدو كمجرات مهجورة
أيام اﻵحاد بدونك تكثر فيها كثافة الموت
آيام اﻵحاد بدونك يكون فيها العالم ثقيل الدم وقابلا للانفجار بسهولة.

مقص أظافرك مرمي على الرف كسفينة محطمة.
بقلم الشفاه المهجور أكتب على المرآة قصائد عن سفالة العالم وبؤس الكائن المسمى رجلاً
وأرسم وجوها كئيبة
أخط تواريخ وأرقاماً كما سجين في زنزانة وأكتب بأنها مرت من هنا.

- بعدك أنا برج معبد سرقوا جرسه.

- أنت أسوأ وأجمل ما حدث لي.

- كنت لي عبارة عن مصح
كنت لي عبارة عن مسمار أمان قنبلة
كنت لي كل العالم
كنت لي سمكة قرش صغيرة في حوض زجاجي في زاوية البيت
كنت لي دافعا وحيدا ﻹنجاز العالم
كنت لي حصان طروادة لاقتحام العالم،
تخبئيني داخلك حتى الليل.

- جسدك خريطة لدول ماتت في طاعون قديم.

- أحاول العيش كمن يرش على الموت سكّرَ
أحاول تضميد أيامي وأحثني على الصمود
أحاول تأنيث العالم
أحاول أن أقنع نفسي بأن النساء متشابهات.

- ضحكتك كانت مدينة ملاهي
تعرفين أنني طفل كبير تناديني بأبي وأناديك بأمي.

- لا شيء بعدك يملأ هذا الفراغ.
لا أجرؤ على فتح نافذة أو باب حتى قلبي، أشيح بوجهي عنه.
هذا تماما ما أشعربه بعد غيابك
كمتسلق جبال يكتشف فجأة جثته على جانب نهر.

- هذا الفراش فيه:
مئات القبل
عشرات بقايا الأحضان
عضَّات شبقة
بقع ملامسة أصابع متشابكة
ظلال جسدين
طيات الغياب
حرارة أجساد منصهرة.
لا تنفضي الفراش أيتها الخادمة
دعيه كما هو حتى تعود.
هذا طعام الليالي الوحيدة بين طيات هذا الفراش
حلوى وخبز بائت
وهذا ما أملكه في الليالي الجائعة.

ملابسك المعلقة في الخزانة عليها بقايا عطرك
بقايا رائحة جسدك عليها حياتي كاملة.

حياتي ضائعة خارج إطار خشبي يحتضن صورتك
عبثا تحاول الدخول.

كل ما هناك في الخزانة الفارغة فردة وحيدة من جوربك القديم
أدخلُ الخزانة
أُغلق الباب
أحضن جوربك وأبدأ بالبكاء.

- بعدك أنظر للنساء على أنها كتل لحمية حامضة منفرة.

- قلائدك المعلقة في خزانة الحمام تشبه أشباحا مشنوقة

حذاؤك في الخزانة كئيب يشبه سجيناً يقضي حكماً مؤبداً
الحجر الذي كان يفرك أقدامك يحن ويرق.

- أفتح علبة طلاء اﻷظافر الحمراء، يا للهول لقد صارت سوداء.

- كلانا ممتلئ
لم يخطر لي مرة أن أسأل:
من يملأ اﻵخر؟
وﻷن أحدنا فارغ، كيف نظهر مكتملين؟

- لا تعاتبيني
أفضِّل الحب دون كلمات.
الحب واللا جدوى متلازمان
عامليني كأني منجم مهجور.

- معك اكتشفتُ أن للدائرة زوايا
للمثلث أربع زوايا
للمربع رأس مدبب أحرز بعض التقدم.

- إلهي، لماذا لم تأخذ ضلعين؟

* شاعر فلسطيني مقيم في نيكاراغوا

دلالات
المساهمون