لم تكن رحلتهم نزهة بحريّة

01 فبراير 2018
كادوا يلقون حتفهم (محمود تركية/ فرانس برس)
+ الخط -

في قاعدة بحريّة في العاصمة الليبية طرابلس، يلعب هؤلاء الصبية بالحجارة. هذا كلّ ما يتوفّر لهم من سبل للترفيه عن أنفسهم بعد رحلة طويلة كادوا يلقون حتفهم خلالها قبل وصولهم إلى ليبيا. هؤلاء أُنقذوا مع أفراد من عائلاتهم قبالة سواحل منطقة القره بوللي الواقعة شرقيّ طرابلس.

إنّه يوم مشمس، ومن شأن ذلك أن يرأف بهم بعض الشيء وسط البرد المسيطر في هذا الوقت من العام، علماً أنّهم لم يتمكّنوا من الحصول على ملابس دافئة كفاية. ومن شأن ذلك أن يرأف بهم بعد كلّ ما عانوا منه.

هؤلاء الصبية ليسوا وحدهم في هذا المأزق، فآلاف لا بل عشرات ومئات آلاف المهاجرين عالقون في دوّامة الهجرة. لكنّ هؤلاء الصغار، بخلاف سواهم، لم يتّخذوا قرار مغادرة بلادهم بأنفسهم، بل أهلهم فعلوا ذلك واصطحبوهم في رحلة بحرية خطرة، ظنّ الصبية أنّها مجرّد نزهة في البداية قبل أن تتقاذف الأمواج مركبهم.


تجدر الإشارة إلى أنّه في ليبيا 700 ألف مهاجر، من بينهم 12 ألفاً كانوا ينوون العبور إلى أوروبا، لكنّهم ظلوا عالقين هناك بحسب إحصاء كشف عنه المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة الدولية وليام لاسي سوينغ، في الرابع من أغسطس/آب الماضي، في حين وصل إلى أوروبا 171 ألف مهاجر ولاجئ من يناير/كانون الثاني 2017 وحتى 19 نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، بالمقارنة مع نحو 300 ألف مهاجر وصلوا إلى أوروبا خلال الفترة ذاتها من عام 2016.

(العربي الجديد)
المساهمون