تجنبت الصحف ووسائل الإعلام الفرنسية، حتى الآن، الحديث بشكل تفصيلي عن "الهجوم الإلكتروني الضخم" الذي تعرضت له حملة المرشح الفائز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، إيمانويل ماكرون، علماً أن الهجوم المذكور، مساء الجمعة، أدّى إلى تسرّب مئات الوثائق الداخلية على شبكة الإنترنت، قبل ساعات من انتهاء حملة الانتخابات رسمياً، ليواجه ماكرون (وسط)، مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، في الجولة الثانية من المعركة الانتخابية، الأحد الماضي.
ورأت الصحافية في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، راشيل دوناديو، أن امتناع الإعلام الفرنسي عن التطرق إلى تسريبات ماكرون مردّه إلى أسباب عدة، بينها التوقيت المشبوه لتسريب المستندات، التشكيك بدقة الوثائق المسربة، وإصرار الفرنسيين على عدم السقوط في الفخ نفسه الذي سقطت فيه الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية أخيراً.
وفي مقالتها المنشورة، الإثنين، أفادت دوناديو بأن امتناع وسائل الإعلام الفرنسية عن التطرق إلى التسريبات امتد إلى ما بعد مساء أمس، أي إلى ما بعد انتهاء فترة الصمت الانتخابي المفروضة في البلاد.
واعتبرت الصحافية ما حصل دليلاً على أن التسريبات المذكورة، بغض النظر عن محتواها، لم تنعكس سلباً على حملة ماكرون، إذ حقق ماكرون فوزاً حاسماً على مرشحة "الجبهة الوطنية"، مارين لوبان.
وأشارت إلى أن التباين بين الانتخابات الرئاسية الفرنسية والانتخابات الرئاسية الأميركية ظهر حاداً، إذ إن قرصنة حملة هيلاري كلينتون والتدخل الروسي لعب دوراً في خسارتها أمام الجمهوري دونالد ترامب، لكن قرصنة ماكرون في فرنسا استُقبلت بـ"الصمت والاستخفاف والاحتقار"، وفقاً لها.
كما لفتت إلى أن هذا التفاوت ظهر جلياً، بسبب عدم وجود ما يعادل ثقافة الـ"تابلويد" في فرنسا (صحف الفضائح والإثارة) المنتشرة في المملكة المتحدة أو وسائل الإعلام اليمينية القوية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أدى الهجوم الإلكتروني على كلينتون إلى تغطية سلبية ضخمة ضدها.
وفي هذا السياق، صرّح مدير تحرير صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية اليسارية، يوهان هافناغل، لـ"نيويورك تايمز"، بأن "فرنسا ليس لديها فوكس نيوز"، وأضاف "لا يوجد إعلامي يتمتع بجمهور واسع، لتستغله شخصيات معينة في أجندتها الخاصة".
وقال أيضاً إن الناخبين الفرنسيين كانوا "مجهزين ومحصنين ضد ما حصل في الانتخابات الأميركية والتدخلات الروسية واستفتاء بريكسيت".
ورأت الصحافية أن بعض مؤيدي ماكرون تخوفوا من تأثير الهجوم الإلكتروني على مسار الانتخابات الفرنسية، خاصة بعد انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل جهود بعض اليمينيين المتطرفين في الولايات المتحدة الأميركية.
لكن التسريبات لم تحصل على أي اهتمام يُذكر في فرنسا، حيث احترمت وسائل الإعلام فترة الصمت الانتخابي. وحرصت على الالتزام بالتحذير الذي أطلقته الحكومة ضد الأخبار الكاذبة، خاصة أن حملة ماكرون أفادت بأن الوثائق الأصلية اختلطت بالوثائق المزورة.
وأكد هافناغل أن "ليبراسيون" ستستغرق وقتاً طويلاً لتقييم الوثائق المسربة والتحقق من صحتها، قبل كتابة أي مقالة عنها. كما أفادت صحيفة "لوموند"، السبت، بأنها ستدقق في الوثائق المسربة قبل الكتابة عنها.
وبعد انتهاء فترة الصمت الانتخابي، مساء الأحد، اكتفت معظم وسائل الإعلام بالتطرق إلى الخبر عبر الإشارة إلى أن السلطات فتحت تحقيقاً في الحادث، وشمل هذا النهج المشهد الصحافي كله في فرنسا، بغض النظر عن الميول السياسية.
وتعرّض ماكرون لحملة قرصنة مشابهة لما تعرضت له المرشحة الخاسرة في الانتخابات الأميركية هيلاري كلينتون في حملتها، لكنّ قرصنة ماكرون جاءت قبل أقل من 48 ساعة على الدورة الثانية للانتخابات الرئاسيّة الفرنسيّة. وساهمت وسائل الإعلام في عدم انتشار تلك الوثائق بشكلٍ كبير وبالتالي عدم تأثيرها على رأي الناخبين، خصوصاً مع عزوف بعضها عن تغطيتها، لأنها جاءت تزامناً مع يوم الصمت الانتخابي.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، كان الوضع مختلفاً، إذ إنّ وسائل الإعلام كثّفت تغطيتها للأمر ولتفاصيله. وما ساهم في ذلك، هو كون وثائق كلينتون حقيقيّة، بينما لم يتم التأكد أصلاً من صحة وثائق ماكرون، والتي قامت حسابات موالية لليمين المتطرف بنشرها مع عدد من الوثائق الزائفة.
اقــرأ أيضاً
ورأت الصحافية في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، راشيل دوناديو، أن امتناع الإعلام الفرنسي عن التطرق إلى تسريبات ماكرون مردّه إلى أسباب عدة، بينها التوقيت المشبوه لتسريب المستندات، التشكيك بدقة الوثائق المسربة، وإصرار الفرنسيين على عدم السقوط في الفخ نفسه الذي سقطت فيه الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأميركية أخيراً.
وفي مقالتها المنشورة، الإثنين، أفادت دوناديو بأن امتناع وسائل الإعلام الفرنسية عن التطرق إلى التسريبات امتد إلى ما بعد مساء أمس، أي إلى ما بعد انتهاء فترة الصمت الانتخابي المفروضة في البلاد.
واعتبرت الصحافية ما حصل دليلاً على أن التسريبات المذكورة، بغض النظر عن محتواها، لم تنعكس سلباً على حملة ماكرون، إذ حقق ماكرون فوزاً حاسماً على مرشحة "الجبهة الوطنية"، مارين لوبان.
وأشارت إلى أن التباين بين الانتخابات الرئاسية الفرنسية والانتخابات الرئاسية الأميركية ظهر حاداً، إذ إن قرصنة حملة هيلاري كلينتون والتدخل الروسي لعب دوراً في خسارتها أمام الجمهوري دونالد ترامب، لكن قرصنة ماكرون في فرنسا استُقبلت بـ"الصمت والاستخفاف والاحتقار"، وفقاً لها.
كما لفتت إلى أن هذا التفاوت ظهر جلياً، بسبب عدم وجود ما يعادل ثقافة الـ"تابلويد" في فرنسا (صحف الفضائح والإثارة) المنتشرة في المملكة المتحدة أو وسائل الإعلام اليمينية القوية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أدى الهجوم الإلكتروني على كلينتون إلى تغطية سلبية ضخمة ضدها.
وفي هذا السياق، صرّح مدير تحرير صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية اليسارية، يوهان هافناغل، لـ"نيويورك تايمز"، بأن "فرنسا ليس لديها فوكس نيوز"، وأضاف "لا يوجد إعلامي يتمتع بجمهور واسع، لتستغله شخصيات معينة في أجندتها الخاصة".
وقال أيضاً إن الناخبين الفرنسيين كانوا "مجهزين ومحصنين ضد ما حصل في الانتخابات الأميركية والتدخلات الروسية واستفتاء بريكسيت".
ورأت الصحافية أن بعض مؤيدي ماكرون تخوفوا من تأثير الهجوم الإلكتروني على مسار الانتخابات الفرنسية، خاصة بعد انتشارها على مواقع التواصل الاجتماعي، بفضل جهود بعض اليمينيين المتطرفين في الولايات المتحدة الأميركية.
لكن التسريبات لم تحصل على أي اهتمام يُذكر في فرنسا، حيث احترمت وسائل الإعلام فترة الصمت الانتخابي. وحرصت على الالتزام بالتحذير الذي أطلقته الحكومة ضد الأخبار الكاذبة، خاصة أن حملة ماكرون أفادت بأن الوثائق الأصلية اختلطت بالوثائق المزورة.
وأكد هافناغل أن "ليبراسيون" ستستغرق وقتاً طويلاً لتقييم الوثائق المسربة والتحقق من صحتها، قبل كتابة أي مقالة عنها. كما أفادت صحيفة "لوموند"، السبت، بأنها ستدقق في الوثائق المسربة قبل الكتابة عنها.
وبعد انتهاء فترة الصمت الانتخابي، مساء الأحد، اكتفت معظم وسائل الإعلام بالتطرق إلى الخبر عبر الإشارة إلى أن السلطات فتحت تحقيقاً في الحادث، وشمل هذا النهج المشهد الصحافي كله في فرنسا، بغض النظر عن الميول السياسية.
وتعرّض ماكرون لحملة قرصنة مشابهة لما تعرضت له المرشحة الخاسرة في الانتخابات الأميركية هيلاري كلينتون في حملتها، لكنّ قرصنة ماكرون جاءت قبل أقل من 48 ساعة على الدورة الثانية للانتخابات الرئاسيّة الفرنسيّة. وساهمت وسائل الإعلام في عدم انتشار تلك الوثائق بشكلٍ كبير وبالتالي عدم تأثيرها على رأي الناخبين، خصوصاً مع عزوف بعضها عن تغطيتها، لأنها جاءت تزامناً مع يوم الصمت الانتخابي.
وفي الولايات المتحدة الأميركية، كان الوضع مختلفاً، إذ إنّ وسائل الإعلام كثّفت تغطيتها للأمر ولتفاصيله. وما ساهم في ذلك، هو كون وثائق كلينتون حقيقيّة، بينما لم يتم التأكد أصلاً من صحة وثائق ماكرون، والتي قامت حسابات موالية لليمين المتطرف بنشرها مع عدد من الوثائق الزائفة.