وفيما يسود اعتقاد بأن قرار بن سلمان سحب أخيه خالد من واشنطن، بهدف حمايته من تداعيات التورط في دهاليز السياسة الأميركية في ظل تصاعد ارتدادات جريمة قتل خاشقجي، إلى جانب تهيئته للصعود في ترتيب الحكم مستقبلاً وخصوصاً مع شغور منصب ولي ولي العهد، وهو المنصب الذي كان يتولاه بن سلمان قبل انقلابه على ابن عمه الأمير محمد بن نايف؛ جاء قرار بن سلمان تعيين الأميرة ريما، تحديداً، لتكون بديلة عن الأمير خالد الذي شغل منصب سفير المملكة في واشنطن منذ 22 إبريل/ نيسان حتى 23 فبراير/ شباط 2019، مفاجئاً بعض الشيء.
من هي الأميرة ريما؟
ولدت ريما بنت بندر في الرياض عام 1975، وانتقلت إلى الولايات المتحدة مع والدها الأمير بندر بن سلطان بن عبد العزيز سفير المملكة بواشنطن لمدة 22 عاماً (1983-2005)، وحصلت على البكالوريوس عام 1999 في الآداب من كلية مونت فيرون بجامعة جورج واشنطن.
عملت ريما مستشارة في مكتب ولي العهد، حيث تمنح وظيفة مستشار لكل فرد من الأسرة الملكية تقريباً، وهي مجرد وظيفة هامشية وبروتوكولية. ثم عملت وكيلة للتخطيط والتطوير في الهيئة العامة للرياضة، قبل أن يدفعها النظام السعودي لتصبح وجهاً نسائياً يمثله في المجال الرياضي؛ بمنصب رئيسة للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، والإشراف على وضع المناهج الرياضية للنساء في المدارس.
وعملت لفترات متقطعة في شركات أزياء عالمية، للإشراف على بعض الخطوط الخاصة بالحقائب والأزياء.
وتجيد الأميرة ريما اللغة الإنكليزية، إلا أنها لا تملك أي خبرة سياسية أو دبلوماسية تؤهلها للمنصب، إذ لم يسبق لها أن مارست العمل السياسي في وزارة الخارجية. كما أنها لم تكن ضمن فريق والدها الأمير بندر، إبان فترة توليه منصب السفير السعودي في الولايات المتحدة بسبب صغر سنّها.
أسباب تعيينها
هذه المعطيات جعلت التفسيرات حول الأسباب التي دفعت بن سلمان إلى تعيينها، تربط بين اختيارها ورغبته في الاستفادة من خبرات والد ريما، الأمير بندر بن سلطان، وعلاقاته العميقة مع اللوبيات في الولايات المتحدة الأميركية، في الوقت الذي يواجه فيه وليّ العهد ضغوطاً غير مسبوقة في الولايات المتحدة، على خلفية قناعة الكونغرس والاستخبارات بتورطه المباشر في جريمة خاشقجي، والسعي لمحاسبته رغم محاولة إدارة الرئيس دونالد ترامب حمايته والتغطية على الجريمة.
ويملك الأمير بندر، الذي شغل منصب السفير السعودي لدى الولايات المتحدة على مدى 22 سنة متتالية، علاقة عميقة مع آل بوش ومعسكر المحافظين والسياسيين الأميركيين من باقي التيارات.
تجميل صورة بن سلمان
من جهة ثانية، يسعى بن سلمان إلى تجميل صورته وإعادة ترميمها، بعد حملة الاعتقالات التي طاولت الناشطات الحقوقيات السعوديات، وتسرب التقارير الحقوقية عن حالات تعذيب وحشية تتعرض لها الناشطات، وتعيين امرأة سعودية في منصب سفيرة يصبّ في هذا الهدف.
وكانت المنظمات الحقوقية قد أكدت، وبشكل قاطع، تورط المستشار السابق في ديوان وليّ العهد سعود القحطاني بتعذيب الناشطة النسوية لجين الهذلول، وضربها والتحرش بها والتهديد بقتلها في سجن "ذهبان" بمدينة جدة، قبل أن يجري نقلها إلى سجن "الحاير" السيئ السمعة في الرياض.