أعلن قاتل رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق إسحق رابين، يغئال عمير، اليوم الأربعاء، عن بدئه إضراباً عن الطعام في سجنه، وذلك بعد رفض سلطات السجن الإسرائيلية السماح له بإجراء اتصالات هاتفية مع عائلته، ومع جهات خارج السجن، لمدة شهرين.
ونشرت زوجة عمير، لاريسا تريمبولر التي اقترنت بعمير بعد دخوله السجن، نبأ الإضراب عن الطعام، على صفحتها على "فيسبوك".
وبحسب موقع الإذاعة الإسرائيلية، فإنّ قرار السلطات جاء بعد أن تبين أنّ عمير، حاول عبر سلسلة اتصالات هاتفية، السعي لحث عناصر في اليمين الإسرائيلي على تشكيل حزب سياسي يخوض الانتخابات العامة المقررة في 9 إبريل/ نيسان المقبل، ويعلن على رأس برنامجه الانتخابي، السعي لإصدار قرار عفو رئاسي عنه، وسن قانون خاص إذا لزم الأمر.
وسبق لعمير أن أجرى، الشهر الماضي، اتصالاً هاتفياً مع مغني الراب اليهودي العنصري يوآب إلياسي المعروف بلقب "الظل"، حثه خلاله على تشكيل حزب سياسي يحمل لواء إصدار عفو رئاسي عنه، أو سنّ قانون يسمح بتحريره من السجن.
ويكشف قرار مصلحة السجن، منع القاتل عمير من إجراء اتصالات هاتفية لمدة شهرين، الأوضاع والشروط المريحة التي يحظى بها عمير منذ دخوله السجن بعد قتله لرابين، في نوفمبر/تشرين الثاني 1995، معللاً فعله بالقول إنّه حصل على فتوى من كبار الحاخامات اليهود بجواز قتله باعتباره خان الشعب اليهودي وأرض إسرائيل، بعد توقيعه على اتفاق أوسلو مع رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، الراحل ياسر عرفات.
وعلى مرّ السنوات وبالرغم من الإدانة المعلنة لعمير، حاول بعض أطراف في اليمين تنظيم عريضة تطالب بعفو رئاسي عنه، لكن الرئيس الإسرائيلي الحالي رؤوفين ريفلين، أعلن أنه لن يمنح مثل هذا العفو.
مع ذلك راجت في إسرائيل بعد عملية الاغتيال نظريات مختلفة عن وجود مؤامرة لقتل رابين من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية بالذات، خاصة بعد أن تبين أن أحد أبرز نشطاء اليمين الذين تظاهروا ضد رابين، ويدعى أيال رافيف، كان مخبراً لجهاز الاستخبارات الداخلية "الشاباك" الإسرائيلي، وكانت كنيته الاستخباراتية "شمبانيا".
وتمكّن عمير، يوم تنفيذه عملية القتل من استغلال ثغرة في حراسة رابين، بعد نهاية مهرجان من أجل السلام، في ساحة ملوك إسرائيل في قلب تل أبيب، وأطلق عليه أربع رصاصات أدت لاحقاً إلى مصرعه عند منتصف ليل الرابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 1995.
وحُكم على عمير بالسجن مدى الحياة، أُضيفت لها 8 سنوات لتسببه بإصابة حارس رابين الشخصي.
ويأتي خبر اليوم عن إعلان عمير الإضراب عن الطعام، بالتوازي مع الإعلان عن قبول فيلم وثائقي إسرائيلي حول اغتيال رابين بعنوان "أيام فظيعة" لمهرجان تورونتو السينمائي الشهر المقبل.
وأعلن في هذا السياق أنّ ابنة رابين، داليا رابين، ستشارك في فعاليات المهرجان.
وأدى اغتيال رابين عملياً إلى وقف مسيرة أوسلو، إذ تمكّن بنيامين نتنياهو، في الانتخابات التي جرت في مايو/ أيار 1996 من التغلب على خليفة رابين في الحكومة ورئاسة الحزب، شمعون بيرس، وتشكيل أول حكومة له.
ومنذ ذلك الوقت تمكّن نتنياهو رغم هزيمته عام 1999 أمام الجنرال إيهود براك، من العودة لرئاسة الحكومة عام 2009 وتشكيل حكومتين متتاليتين والبقاء في الحكم حتى اليوم، ليتفوق في عدد أيام وسنوات حكمه على رئيس الحكومة الأول لدولة الاحتلال ديفيد بن غوريون.