أصدر صاحب كتاب "الذاكرة الموشومة" عام 1977 مع عدد من المفكرين عدداً خاصاً من مجلة "الأزمنة الحديثة" عن المغرب العربي، انطلاقاً من إحدى مقولات فرانز فانون التي يخاطب فيها الثوّار الجزائريين "هيا يا رفاق، لقد انتهى اللعب الأوروبي إلى غير رجعة، يجب الآن البحث عن شيء آخر"، ليطرح تساؤلاته حول هذه الفرضية، ويدخل في بحث معمّق حول مغرب ما بعد الكولونيالية.
"المغرب المتعدد" كتابه الصادر عام 1983 يشكّل خلاصة مهمة في هذا السياق، والذي سيكون موضوع اللقاء الذي يعقده "مركز الدراسات والأبحاث الإنسانية" (مدى) في مدينة الدار البيضاء عند الثالثة من بعد ظهر غدٍ السبت، ضمن الدورة الثالثة من برنامج "إضاءات حول مشاريع فكرية مغربية".
يشير بيان المركز إلى أن "اللقاء يعكس رحلة بحث وقراءة واستكشاف لعالم الخطيبي، ويصل إلى محطة جديدة من المسار الذي رسمه الراحل في محطة أخيرة بعد ثلاثة لقاءات سابقة تناولت جوانب من تجربته الفكرية والروائية".
يرصد هذا الكتاب المغرب العربي ويتوقف عند تحولاته، ليس من وجهة نظر سوسيولوجية بل يتوقف عند الأفكار السياسية والأيديولوجية، التي أنتجت بصدد العالمين المغاربي والعربي، مقارباً مجموعة من الأسئلة مثل كيف أصبح المغرب في بداية هذا القرن؟ وما القدرات المستخدمة في مشروع المغرب؟ وهل هذه الدول-الأوطان مستعدّة للاستجابة لمطلب الوحدة؟ وهل ينصت هذا المشروع لنبض الشباب وقلقه؟ وهل الدول المغاربية قادرة على التكيف مع التغيرات، التي ستشمل مجتمعاتها؟
على غرار مؤلفات أخرى للخطيبي يفكّك مجموعة من التصورات التي تنتمي إلى الميتافيزيقا اليونانية، وكذلك الميتافيزيقا ذات الجذور الإسلامية، والاستشراق، وازدواجية اللغة والكتابة والفن عبر بحثه في التعدُّد اللغوي والثقافي للمجتمع المغاربي، ضمن رؤيته للهوية التي تستند إلى الاختلاف والتعدُّد.