لقاء القاهرة: مؤتمر سوري بمواصفات مصرية

22 يناير 2015
الجربا من بين من دعتهم القاهرة (Getty)
+ الخط -
كانت الآمال تفيد باحتمال أن يكون مؤتمر المعارضة السورية في القاهرة، الذي يبدأ اليوم ويستمر لأربعة أيام، مهماً في إطار توحيد المعارضة أو في اتفاقها على جدول أعمال واضح من شأنه أن يحصّن وضعها في أي مفاوضات محتملة، مع النظام السوري، مباشرة كانت أم عبر وسيط.

لكن ما سبق المؤتمر من تعاطٍ مصري، حوّل المؤتمر إلى مجرد "لقاء تشاوري" بالنسبة للائتلاف السوري، وسط مخاوف جدية من قبل هذا الائتلاف، من أن تكون القاهرة في صدد التحضير، من خلال المؤتمر، لكيان سياسي سوري معارِض جديد "محسوب على القاهرة"، وسط ما يبدو أنه تكليف عربي لمصر بالملف السوري.


المفاجأة الأولى كانت أن الدعوة إلى اللقاء لم تصدر من وزارة الخارجية المصرية، بل جاءت من "مجلس الشؤون الخارجية المصري"، وهو منظمة مجتمع مدني تضم الديبلوماسيين المصريين المتقاعدين. ثانياً، جاءت الدعوات المصرية للمشاركين، "بالأسماء"، أي أن الجهة الداعية هي من اختارت الأشخاص بصفتهم الفردية، وليس كممثلين لكياناتهم (الائتلاف الوطني وتيار بناء الدولة وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغير الديمقراطية، والإدارة الذاتية الديمقراطية (الأكراد). أكثر من ذلك، فإنّ السلطات المصرية لم تصدر تأشيرات دخول إلى بعض المدعوّين.


وعلى رغم عدم توجيه دعوة رسمية للائتلاف كجسم سياسي، وإنما دعوة 20 عضواً منه تم تحديد أسمائهم مسبقاً بشكل فردي، على رأسهم أحمد الجربا، فإن أكثر من 15 عضواً من الذين تمت دعوتهم توجهوا إلى القاهرة صباح أمس، في حين علمت "العربي الجديد" من مصدر خاص من داخل الائتلاف، تحفظ على ذكر اسمه، أن "وزارة الخارجية المصرية عرقلت التأشيرة لبعض الأسماء التي طرحها كجسم سياسي لتمثيله في اللقاء". في حين أكد نائب رئيس الائتلاف الوطني، هشام مروة لـ"العربي الجديد" أنه، "على الرغم من انفتاح الائتلاف على مختلف قوى المعارضة السورية واستمراره في التنسيق معها للوصول إلى توحيدها فإن الائتلاف لم يتلقَّ أي دعوة رسمية كجسم سياسي لحضور اللقاء".

وأكد المصدر المعارِض، أن "حضور أي عضو من الائتلاف في المؤتمر سيكون بصفته الشخصية وليس ممثلاً عن الائتلاف، كما أن القيادة المصرية ما زالت تتعامل مع القضية السورية بمقاربة سياستها الداخلية، وهذا لا يمكن أن يصب في مصلحة أي حوار تشاوري يجمع أطياف المعارضة السورية"، في إشارة مثلاً إلى رفض القاهرة قدوم أي عضو سوري معارض من الاخوان المسلمين إلى المؤتمر. وشدد المصدر على أن "الائتلاف يسعى بكل جهده لتوحيد صفوف المعارضة مع تخوف من تشكيل كيان سياسي معارض جديد تحت رعاية مصرية، لا يخدم أهداف الثورة السورية، وتهيئته للذهاب إلى موسكو1".

وعلمت "العربي الجديد" أنه قُدمت للدبلوماسية المصرية ثلاث قوائم تتضمن أسماء المطلوب دعوتهم، واحدة من الائتلاف وواحدة من المنسق العام لهيئة التنسيق حسن عبد العظيم وأخرى من نائبه هيثم المناع، إلا أن المصريين انتقوا منهم مجموعة القوى والشخصيات. وكان وفدان من هيئة التنسيق والائتلاف الوطني، قد توافقا على مذكرة تفاهم بين الجانبين على أن توقع رسميا عقب موافقة قيادتي الجانبين.

من جهته أوضح عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق، زياد وطفه، المشارك في لقاء القاهرة، لـ"العربي الجديد"، أن "الهدف من لقاء القاهرة هو التقدم خطوة باتجاه توحيد المعارضة"، لافتا إلى أن "الهيئة تدعو إلى تشكيل جبهة معارضة ديمقراطية عريضة يلتحق بها الجميع من دون إقصاء لأحد".

وأضاف وطفه أن "الهيئة التقت منذ شهر مع ممثلين من الائتلاف وتوصلنا إلى تفاهم سمي إعلان القاهرة من دون إقراره، تتبنى هذه الورقة المبادئ الـ24 التي توصل إليها الائتلاف عقب اجتماعات جنيف، والتي تختص بتصور المعارضة السورية حول شكل ومهام هيئة الحكم الانتقالية، تلك الوثيقة أقرت من حيث المبدأ لكي تدرس في اللقاء التمهيدي، إلى جانب وثيقة أخرى تم التوافق عليها مع عدد من القوى المعارضة سميت خارطة الطريق لإنقاذ سورية، وهي وثيقة تتناول الواقع السياسي والبدائل الديمقراطية وشكل الانتقال السياسي". ولفت إلى أنه "من الوثيقتين يجب أن تنتج ورقة عمل جديدة من المفترض أن تقر في مؤتمر القاهرة الحالي، بعد الاطلاع على ما شاركت به باقي القوى "كالإدارة الذاتية"، ومن المفترض أن يتم التوصل إلى وثيقة نهائية لا يكون فيها امتياز لأي طرف على آخر".

من جانبه، أعلن "تيار بناء الدولة السورية" المعارض، مشاركته بلقاء القاهرة التشاوري مع القوى والشخصيات السورية، قائلاً: إن مشاركة التيار تأتي في "إطار تواصله الدائم والمستمر مع القوى السورية على اختلاف توجهاتها وخصوصا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة وهيئة التنسيق الوطنية من أجل بناء إطار عام للعملية السياسية والتوافق على أسس للتفاوض وظروفه".