حافظت رقصة لعبة الدبوس على مكانتها لقرون عديدة، بوصفها من أشهر الرقصات الشعبية في المناطق الريفية في موريتانيا، لكنها تواجه في الآونة الأخيرة الاندثار بسبب الإهمال الحكومي.
كاميرا "العربي الجديد"، رصدت إحدى الرقصات التي تقام في المناسبات الاجتماعية، خاصة الأعراس، وتعتمد على اختيار راقصين، أو متباريين، للمبارزة بالعصا على وقع إيقاع الطبول والدفوف التي تقرعها النساء من أجل بث الحماسة، وتشبه إلى حد كبير المبارزة بالسيوف، غير أن الهدف منها هو الترفيه.
وتمثل رقصة لعبة الدبوس، في منطقة جنوب غربي موريتانيا موروثا ثقافيا وشعبيا، بحسب رمضان ولد محمود رمضان، الذي يوضح لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الرقصة ورثها عن أجداده منذ عهود قديمة، ولا يمكنه التخلي عنها، وناس موريتانيا وعدد كبير من السنغاليين المقيمين على سهل شمامة المحاذي لنهر السنغال يشتهرون بهذه الرقصة، والبعض يستخدم البندقية أيضا".
وعن الدور الحكومي، يقول ولد رمضان، إنّ "الرقصة التراثية تواجه التهميش، وباتت الحكومة لا تهتم سوى بالفرق الغنائية التقليدية، في حين لا تولي أي اهتمام لهذه الرقصة الفلكلورية الشعبية".
من جهتها، توضح عائشة بنت إبراهيم ولد محمود، أنها فتحت عينيها فوجدت والدها يمارس تلك الرقصة، فأحبتها وتعلقت بها، وتشرح أنه يتم تصميم الدبابيس من أغصان وجذور الأشجار، وبعد ذلك تخضع لمراحل متعددة، كمرحلة التسخين على النار، ثم مرحلة التجفيف، وهي التي تجعل الدبوس أكثر صلابة، وذا رنة مسموعة.
ويتحدث خليفة ولد الركيك، عن مخاطر لعبة الدبوس وإمكانية إصابة أحد المشاركين في الرقصة، أو تعرضه للخطر الشديد إذا كان يفتقد آليات التعامل معها، مشيرا إلى أن مشهد الدم في ميدان الرقصة، يزيد من حماسة اللاعبين، كما يضاف صوت الطبل ليكتمل المشهد ويجسد هذا التقليد المتوارث أبا عن جد.
ويضيف: "تقام الرقصة حينما يكون لدينا عرس، ثم نجهز الطبل وتتجمع نساء الحي، وتحضرن الاحتفال ليتجمهر الجميع في ساحة الرقص، ويخوض اللعبة من يعرفها، لكن في النهاية يكون التميز لمن يحترفها، فهي رقصة خاصة بالرجال، أما النساء فيتولين ضرب الطبل وترديد الأغاني المصاحبة للعبة".