لبنان: مستشفى رفيق الحريري بحالة طوارئ جراء نقص الكهرباء

06 يوليو 2020
مستشفى الحريري (حسين بيضون)
+ الخط -

 

وصلت تداعيات التقنين القاسي في الكهرباء إلى مستشفى رفيق الحريري الجامعي في بيروت الذي يعاني، منذ الخميس الماضي، إثر إجراءات اضطرارية اتخذت بهدفِ حمايةِ المرضى والمحافظة على المناخ الطبيعي والصحي المطلوب لسلامتهم في ظل أزمة انقطاع التيار الكهربائي وشحّ المازوت، وقبلها الرواتب والأجور.


ويقول رئيس دائرة الهندسة والصيانة في مستشفى رفيق الحريري جهاد شحيمي، لـ"العربي الجديد"، إنّ التقنين القاسي جداً بدأ يوم الخميس الماضي، بحيث أخذت الكهرباء تنقطع بين 15 و17 ساعة في اليوم، الأمر الذي دفعنا إلى وضع خطة طوارئ من أجل تدارك الوضع، تضمّنت سلسلة تدابير، على رأسها وقف التكييف عن الطاقم الإداري وإبقاؤه فقط في غرف المرضى والمعدات والآلات الطبية والأجهزة التي لا تحتمل الرطوبة وتستوجب مناخاً معيناً.

ويلفت إلى أنّ غرفة العمليات التابعة للقسم خفضت من 8 إلى أربعة، مع استهلاك 500 لتر  من المازوت في ظلّ مخزون جدّ بسيط.


ويقول شحيمي "جرت اتصالات بين إدارة المستشفى ووزارتي الصحة والطاقة من أجل وضعنا على خطّ تقنين خفيف فانخفض إلى 8 ساعات تقريباً، كما قدّمت لنا شركة "توتال" 20 ألف لتر من المازوت كمساعدة آنية وعاجلة، وهذا المخزون يكفي لحوالي 4 أيام تقريباً في حال بقيَ التقنين نفسه.

ويضيف "هناك شحّ أيضاً في مادة المازوت في السوق وعدم إمكانية شرائه، الأمر الذي يصعّب كذلك الخيارات المتاحة أمامنا، لكن المرضى هم أولوية بالنسبة للمستشفى، سواء في الجناح العادي أو القسم المخصّص لفيروس كورونا، لذلك كان الحلّ بوقف التكييف عن الطاقم الإداري والموظفين".


في المقابل، يؤكد رئيس دائرة الهندسة والصيانة في مستشفى رفيق الحريري أن خطة طوارئ جديدة يُعمَل عليها اليوم، بعد تأمين شركة "توتال" كمية من المازوت لنا، وتخفيض ساعات التقنين، لنستفيد من حوالي 15 ساعة كهرباء يومياً، إذ يجري البحث حول إعادة تشغيل المكيفات للموظفين طيلة ساعات الدوام، لأن درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة من شأنها أن تؤثر سلباً على إنتاجية العمل.


وفي وقتٍ لاحقٍ، أعلنت إدارة مستشفى رفيق الحريري، في بيان، أنّه بسبب الظروف القاسية التي تمرّ بها البلاد لناحية التقنين في الكهرباء، والتي طاولت أخيراً المستشفى من خلال إخضاعه لجدول التقنين المطبق، فقد قرّرت الإدارة اتخاذ إجراءات وتدابير لترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، منها إيقاف العمل في أجهزة التكييف في كافة المكاتب الإدارية وبعض الممرات، من أجل إعطاء الأولوية للمرضى، حرصاً منها على صحتهم وسلامتهم، علماً أنه لم يتوقف التبريد في الأقسام الطبية كالعمليات والعناية الفائقة والطوارئ وغسيل الكلى وغيرها من الأقسام، وخاصة أن المستشفى يشغل اليوم 85 في المائة من طاقته الاستيعابية للمرضى.


وأشارت إدارة المستشفى إلى أنها اتصلت بالمعنيين في وزارتي الصحة والطاقة لاستثناء المستشفيات من جدول التقنين، شاكرة سرعة الاستجابة بإخضاع المستشفى لفترة تقنين أقلّ. كما شكرت شركة "توتال" – لبنان التي ساهمت في دعم المستشفى في هذه الفترة الحرجة من خلال تقديمها لمادة الفيول، وبناء على ذلك، ستقوم الإدارة بتخفيف الإجراءات وفق التسهيلات المقدمة بتغذية الطاقة الكهربائية ومدى توافر مادة الفيول.


وتقدمت إدارة مستشفى رفيق الحريري بكامل التقدير والامتنان من الإداريين لتفهمهم لهذه الإجراءات القاسية من أجل حماية المرضى، وثمنت تضحيتهم مؤكدة حرصها على أداء واجبها المهني والوطني تجاه المرضى والمواطنين.

وقاد مستشفى رفيق الحريري الجامعي معركته وحيداً مع فيروس كورونا، في ظلّ تنصّل المستشفيات المنتشرة على الأراضي اللبنانية بدايةً من أداء واجبها، فاستقبل أول حالة مصابة في 20 فبراير/شباط الماضي، وخلال أقلّ من 72 ساعة، شهد المستشفى عملاً مكثفاً وتمكّن الفريق الطبي والتقني من تجهيز أربعة أجنحة مخصصة لاستقبال مرضى كورونا، وعلى الرغم من جهود الموظفين والعاملين في القطاع الصحي، إلا أن حقوقهم المادية لا تزال مهدورة.


ويعاني لبنان من أزمة كهرباء حادة جداً، ترافقت مع شح في مادة المازوت زاد من ساعات التقنين ودفع أصحاب المولدات إلى إطفاء مولداتهم لساعات، ما هدد المناطق اللبنانية بالعتمة، وأحدث قلقاً كبيراً في صفوف المواطنين الذين تهافتوا لشراء الشموع وقناديل الغاز في مشهدٍ لم يره لبنان إلا في الحروب.

المساهمون