لبنان: صراعٌ على الفلسفة العربية

22 يوليو 2016
يوسف أحمد/ قطر
+ الخط -

في نهاية حزيران/ يونيو الماضي، استضافت العاصمة اللبنانية لقاءً تربوياً نظّمته "اليونسكو"، خرج بعدد من التوصيات؛ من بينها دمجُ مادّة الفلسفة العربية في مادّة الفلسفة العامّة في المدارس الثانوية اللبنانية.

لكن تلك الخطوة أثارت حفيظة بعض الجهات المهتمّة بالمجال الفلسفي والتربوي في لبنان، من بينها "الاتحاد الفلسفي العربي"، الذي ردّ على بالدعوة إلى إفشال ما أسماهُ "المحاولات المريبة التي يتمُّ تسويقُها في وضح النهار، عبر عملية تشويه ممنهج لمادّة الفلسفة في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي في لبنان، تحت ذريعة ترشيق هذه المادّة وتيسيرها وتقريبها من أذهان الطلبة".

وفي بيانٍ أصدره اليوم، أدان الاتحاد الذي يتّخذ من بيروت مقرّاً له الخطوةَ، واصفاً إياها بـ "الجريمة الموصوفة بحقّ العقل والفكر الحرّ، وبحقّ الفلسفة العربية تحديداً"، محمّلاً المسؤولية لـ "المركز التربوي للبحوث والإنماء"، وبعض المواقع في وزارة التربية والتعليم العالي، من دون أن يُسمّيها.

وقال البيان: "من المستهجن حقّاً، في وقت يجد الفكر الظلامي التكفيري، في صيغته الداعشية المتنامية، مواطئ قدم له في أرجاء المنطقة كما في العالم، أن تجري محاولات حثيثة لتقزيم الفكر الفلسفي الذي يمثّل السلاح الأمضى في مواجهة النزوعات الظلامية، وفي مواجهة التخلف"، مضيفاً: "من السخرية أن تجري هذه المحاولات في حين تُعلن اليونسكو عن إقامة مؤتمر دولي في العام 2017 لإعادة الاعتبار للفلسفة والعلوم الإنسانية، لإضفاء مسحة من الإنسانية راح العالم يفتقدها بعد الحرب العالمية الثانية".

ووجّه الاتحاد عدداً من الملاحظات حول دمج الفلسفة العربية في مادة الفلسفة العامة، تحت عنوان توحيد مادة الفلسفة، متّهماً "بعض المنظّرين المعادين للفلسفة العربية، أو غير المقرّين بوجودها أصلاً"، بالوقوف وراء محاولة تغييب الفلسفة العربية، تحت ذريعة إصلاح المناهج الفلسفية وتطويرها.

واعتبر أن إلغاء الفلسفة العربية هو إخراج لها من سياقها التاريخي، وإجهاز على الهوية العربية في ظل العولمة المتوحّشة، وتغييب للتجارب العقلانية المضيئة التي أنتجها الفكر الفلسفي العربي، عبر تاريخه.

واتّهم الاتحاد منظّمي لقاء "اليونسكو"، الذي جرى في الثلاثين من الشهر الماضي، بـ "تزوير إرادة غالبية الحاضرين من أساتذة الفلسفة في التعليم الثانوي، لجهة الموافقة المزعومة على دمج مادة الفلسفة العربية في مادة الفلسفة العامة"، واصفاً ما حدث بأنه "مسرحية تصويت".

وكشف "الاتحاد الفلسفي العربي"، أنه سيعقد لقاءً في الرابع والعشرين من أيلول/ سبتمبر المقبل لقاءً بعنوان "لقاء الانتصار للفكر الحر"، بالتعاون مع أساتذة التعليم الثانوي في لبنان، بهدف "وضع خطة للتحرك، وصولا إلى إفشال تلك المحاولات المشبوهة".

المساهمون