وصلت المبادرة التي طرحها زعيم تيار "المستقبل" اللبناني، سعد الحريري، إلى مأزق حقيقي، بحسب ما قال أحد أعضاء كتلة "المستقبل" النيابية الذين شاركوا في المشاورات الداخلية التي أجراها الحريري مع المسؤولين في تياره في الرياض.
وبات التيار، بحسب النائب نفسه، على قناعة بأنّ "حزب الله لا يريد ملء الشغور الرئاسي، وهو المسؤول عن تعطّل المبادرة" ولو أنّ المستقبليين يؤكّدون أنّ المبادرة مستمرة لكن تنتظر بعض الخطوات التنفيذية من قبل الطرف الآخر، أي حليف نظام الرئيس السوري بشار الأسد، النائب سليمان فرنجية، الذي أعلن الحريري عن نيّته تبنّي ترشيحه لانتخابات رئاسة الجمهورية الشاغرة منذ مايو/أيار 2014.
وأبرز خلاصات الخلوة المستقبلية أنّ "الحزب يعرقل، ولا يجب تحميل المسيحيين مسؤولية تعثّر المبادرة، لكون الكنيسة المارونية وافقت وكذلك فرنجية، وحزب الكتائب لم يكن بعيداً عن هذه الأجواء الإيجابية".
ويُعد عدم تحميل المسيحيين مسؤولية تعطّل المبادرة، باباً لـ"المستقبل" لإعادة نسج العلاقة اللازمة مع حليفه المسيحي الأول رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، الذي يرفض بشكل قاطع مبادرة الحريري شكلاً ومضموناً.
وترى مصادر من داخل تيار "المستقبل"، لـ"العربي الجديد"، أنّ "استمرار العمل على إنجاح المبادرة يتطلّب حركة من فرنجية، ولعبه دوراً على صعيد التواصل مع حلفائه باعتبار أنّ يداً واحدة لا تصفّق"، وهو ما لم يقم به فرنجية بحسب المستقبليين.
وتقود أجواء "المستقبل" إلى القول إنّ مبادرة الحريري فقدت قوّة الدفع الذاتي التي كانت تسير على أساسه، وبالتالي هذه المبادرة قد تبرد أو تموت بانتظار قوة دفع جديدة.
اقرأ أيضاً: لبنان: الجميّل يدعو لحوار يُذلل "عقبات" انتخاب رئيس الجمهورية