لبنان: الغموض يلف جريمة مروعة وأنباء عن تفجير مطلوب نفسه

24 اغسطس 2020
يجري التحقق من رواية تفجير أحد المطلوبين في الجريمة نفسه (تويتر)
+ الخط -

تستمرّ تطوّرات الجريمة التي وقعت ليل الجمعة - السبت في بلدة كفتون - قضاء الكورة (شمال لبنان)، وراح ضحيّتها ثلاثة شبّان، رغم الغموض الذي لا يزال يعتري الوقائع المادية، وتعدّد الروايات غير الرسمية حول تفاصيل ما جرى يومها، حيث عمد مجهولون داخل سيارة من دون لوحة إلى إطلاق النار على نجل رئيس البلدية علاء فارس، والعنصرين الشرطيَيْن جورج وفادي سركيس بينما كانوا يحرسون البلدة.

وفي وقتٍ تحدّثت فيه معلومات عن أن دورية من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي تسلّمت من القوّة الأمنية المشتركة الفلسطينية في مخيم البداوي شمالاً مشتبهاً به وآخر سلّم نفسه وبدأ التحقيق الذي يشمل كذلك عدد من الأشخاص الذين تناوبوا على ملكية السيارة التي استخدمها الجناة، في ظلّ تكتم على عدد الموقوفين، أفيد اليوم الاثنين، بحسب وسائل إعلام محلية، بأنّ قوة من شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي داهمت صباحاً غرفة معزولة لأحد اللاجئين السوريين (تصرّ الحكومة اللبنانية على تسميتهم بالنازحين) في محلة العامرية – البيرة على خلفية الجريمة المروّعة، حيث واجه أحد المطلوبين العناصر التي اضطرت إلى إطلاق النار قبل أن يفجّر نفسه في المكان. علماً أنّ مصدراً أمنياً أشار لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الروايات متعدّدة، وأن التحقيق لا يزال سارياً لمعرفة ما حصل خلال المداهمة، وسيصدر بيان مفصّل عن العملية والجريمة بشكل عام، لافتاً، إلى أنّ إقدام المطلوب على تفجير نفسه، هي رواية غير رسمية ويجري التحقّق منها، وقد فُرض طوق أمني في المكان وتمت مصادرة جهازي كومبيوتر محمولين.

من جهته، قال رئيس بلدية البيرة، في بيان، إنّه سُمع دوي انفجار كبير في البلدة وقرى منطقة الدريب، وقد توجهت على أثره دورية من شرطة البلدية بعد تحديد مكانه في بناء هو عبارة عن غرفة زراعية يملكها أحد المواطنين من قرية عين الزيت، لا يسكنها أحد حسب معلوماتنا، ووفق سجلات البلدية في منطقة العامرية التابعة جغرافياً لبلدة البيرة، وتبيّن لنا أن انفجاراً حصل في المكان ولا معطيات نستطيع أن ندلي بها أكثر ونترك للجهات الأمنية الإفصاح عن نوع العمل الأمني الذي قاموا به وعمّا اذا كان يتعلّق بجريمة الكورة أو خلية إرهابية، على حدّ قوله، مضيفاً: "ما يمكن أن نؤكده أن هناك مجرمين كانوا يستخدمون المكان لغايات مشبوهة ولاحظنا أدلة جرمية في الموقع المستهدف".

ووقعت جريمة مروعة ليل الجمعة - السبت في شمال لبنان، تعدّدت الروايات بشأنها، منها السرقة، حيث إنّ عناصر الشرطة البلدية اشتبهوا بسيارة كانت مركونة لبعض الوقت، ثم تحرّكت في البلدة بشكل يثير الشبهات، لا سيما أن السيارة من دون لوحات، ما دفع عنصراً في شرطة البلدية إلى استيضاح الشبان داخل السيارة عن سبب وجودهم ليلاً في المكان، وخرقهم حظر التجوّل الذي فرضته وزارة الداخلية للحدّ من انتشار فيروس كورونا، قبل أن يطلق الجناة النار عند محاصرتهم على الشبان الثلاثة ويفرّوا إلى جهة مجهولة. وتفقدت قاضي التحقيق الأول في الشمال سمرندا نصار صباح السبت مكان الجريمة، واطلعت على التحقيقات الأولية من قبل الأجهزة المختصة، واستمعت الى إفادات عدد من الشهود، وقد عثرت القوى الأمنية على السيارة وبداخلها كمية من الأسلحة، وقد انتقلت ملكيتها خلال عام واحد لأكثر من شخص.

ومن الروايات أيضاً، أنّ عملاً أمنياً كان يستهدف النائب المستقيل نديم الجميل (حزب الكتائب يترأسه سامي الجميل)، خلال تلبيته دعوة إلى العشاء في بلدة محاذية لكفتون، لكن لم يصر إلى التأكد منها، في حين اتهمت بعض المواقع الإخبارية "حزب القوات اللبنانية" برئاسة سمير جعجع بالجريمة، بشكل دفع الدائرة الإعلامية في الحزب إلى نفي الموضوع، معتبرةً أنّ هذه الأخبار هدفها حرف التحقيق عن الجهة الفعلية التي نفذت الجريمة وخلفياتها التآمرية ومخططها بنشر الفوضى.

ودان "الحزب السوري القومي الاجتماعي" الجريمة، باعتبار أنّ العناصر الذين قتلوا ينتمون إلى الحزب، مشيراً إلى أنّ "الرفاق كانوا يقومون بتأدية واجبهم بصفتهم شرطة بلدية ومتطوعين للخدمة لمراقبة الطرق، وضبط السرقات التي تتعرض لها البلدة والمنطقة والوضع الصحي أيضاً من جراء فيروس كورونا، وعند دخول البلدة سيارة مشبوهة ومنزوعة اللوحة فيها أشخاص مجهولو الهوية، استوقفهم الشبان للاستفهام عن وجهتهم وسبب وجودهم في هذا الوقت، فما كان منهم إلّا أن فتحوا النار عليهم وأردوهم".

وشيّع أهالي البلدة أمس الأحد الشبان الثلاثة، وحملوا صورهم ولافتات نددت بالجريمة، والرايات السوداء وأعلام "الحزب السوري القومي الاجتماعي".

كفتون - #الكورة تودع الشهداء الرفقاء علاء فارس، فادي سركيس وجورج سركيس. "قد تسقط أجسادنا أما نفوسنا فقد فرضت حقيقتها على هذا الوجود." سعاده

Posted by ‎Syrian Social Nationalist Party - الحزب السوري القومي الاجتماعي‎ on Sunday, August 23, 2020

وسُجلت في الأيام القليلة الماضية أحداث أمنية في عددٍ من المناطق اللبنانية، أدت إلى سقوط عددٍ من القتلى والجرحى في عمليات متفرّقة، وضعت في إطار "الفتنة المتنقلة"، وربطت بعضها بإشكالات فردية.

دلالات
المساهمون