لبنانيون عاشوا ساعات رعب بسبب الحرائق

بيروت
F79ED122-582A-49B8-AE82-4B38F780EFB4
عصام سحمراني
صحافي لبناني، سكرتير تحرير مساعد في الصحيفة الورقية لموقع "العربي الجديد".
15 أكتوبر 2019
64BCC0E6-4C01-4C7A-BAFA-3199EBCD550E
+ الخط -
الرعب الذي نقلته مقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي ليل الإثنين - الثلاثاء، إذ ظهرت النيران التي أضاءت الليل، قريبة من المباني السكنية في عدد من البلدات في الشوف، جبل لبنان (وسط) عاش السكان ما هو أسوأ منه في الواقع، إذ تحدث بعضهم إلى "العربي الجديد" عن استيقاظ مفاجئ وهرب سريع واختناق سببته الأدخنة، خصوصاً أنّ سيارات الإطفاء لم تصل سريعاً إلى تلك البلدات.

صباح الثلاثاء، مع الأجواء العابقة في لبنان، ودرجات الحرارة المرتفعة، استمرت الحرائق وانتشرت في مساحات أوسع بكثير من الوسط إلى الشمال والجنوب. وبينما تعلقت آمال الأهالي بالطائرتين القبرصيتين اللتين تساهمان في عمليات الإطفاء ومعها مروحيات الجيش اللبناني، وسيارات الإطفاء، لم تبدُ الجهود كافية للقضاء على الحرائق، علماً أنّ أهالي كثير من البلدات حاولوا بأنفسهم، وبما لديهم من إمكانات، المساهمة في الإطفاء .

وفي هذه الجهود الأهلية، قضى أحد المواطنين، وهو سليم أبو مجاهد (32 عاماً) بنوبة قلبية بعد مساهمته في إخماد حريق في بلدته بتاتر، عاليه (جبل لبنان، وسط)، فيما أعلنت منظمة "الصليب الأحمر اللبناني" عن إسعاف أكثر من 180 شخصاً لأسباب مختلفة مرتبطة بالحرائق.

يقول المواطن هيثم الشامي، من بلدة الدبية، قضاء الشوف، جبل لبنان، إنّ معظم النساء والأطفال أجلوا ليل الإثنين - الثلاثاء عن البلدة بعد وصول الحريق إليها، فيما بقي الرجال لمحاولة إطفاء الحريق ومنعه من الوصول إلى المنازل.


يتابع لـ"العربي الجديد" أنّ سيارتي إطفاء فقط ساهمتا في إطفاء الحريق الذي انتهى معظمه عند العاشرة من صباح الثلاثاء، فيما وصلت مروحية عسكرية وبدأت في رمي المياه فوق الحريق المشتعل في الأحراج القريبة من البلدة. يشير إلى أنّ السكان هم من أمدّوا سيارتي الإطفاء بالمياه اللازمة من آبارهم عبر سحبها بالمحركات الكهربائية، بالإضافة إلى منعهم من امتداد الحريق إلى المنازل بتشغيل خراطيم المياه الخاصة بمنازلهم باتجاه النيران، بما تيسر لهم من إمكانات.

ومن بلدة حارة الناعمة، الأقرب إلى ساحل الشوف، يقول المواطن حسن الصيداني، لـ"العربي الجديد" إنّ الحريق وصل من بلدة المشرف (اشتعل حريقها صباح الإثنين واستمر الثلاثاء) ومع اقترابه من مصنع "كونكورد" (مصنع كبير للأدوات الكهربائية والغسالات والبرادات) بدأ السكان بالهروب من بيوتهم عند الثالثة فجراً. يتابع أنّ سبع إصابات وقعت خصوصاً أنّ معمل للشوكولاتة بالقرب من مصنع "كونكورد" أصابته النيران، قبل أن تنجح سيارات الإطفاء في إخماده والسيطرة على حريق خراج البلدة. يلفت إلى أنّه عاد عند التاسعة والنصف صباحاً إلى البلدة وتأكد من انتهاء الحريق.






وفي بلدة جبشيت في النبطية (جنوب) احترقت أراضٍ زراعية، لكن خارج موسمها إذ اشتعلت تحديداً أعشاب يابسة مع بعض الأشجار في الأراضي الممتدة بين القرية وقرية شوكين إلى الشرق منها، بحسب المواطن أحمد فحص. وبينما أعلن الدفاع المدني أنّ إحدى فرقه تولت إطفاء الحريق، يقول فحص لـ"العربي الجديد" إنّ الأمر معتاد في المنطقة ويتكرر سنوياً. لكنّه يشير إلى أنّ السكان خافوا من امتداد الحريق إلى منازلهم وتكراره، خصوصاً أنّه ترافق مع عدة حرائق في المنطقة، وفي لبنان ككلّ لم تتمكن أجهزة الدفاع المدني من السيطرة عليها.

دلالات

ذات صلة

الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير
الصورة
غارة جوية على قرية الخيام جنوب لبنان، 3 أكتوبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

يكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من سياسة تدمير المربعات السكنية ونسفها في جنوب لبنان على غرار الاستراتيجية التي يعتمدها في غزة منذ بدء حربه على القطاع
الصورة
آلية عسكرية إسرائيلية قرب حدود قطاع غزة، 6 أكتوبر 2024 (ميناحيم كاهانا/فرانس برس)

سياسة

شهر أكتوبر الحالي هو الأصعب على إسرائيل منذ بداية العام 2024، إذ قُتل فيه 64 إسرائيلياً على الأقل، معظمهم جنود، خلال عمليات الاحتلال في غزة ولبنان والضفة.
المساهمون