لا مخيمات للنازحين في ريف درعا والغارات تمنع عودتهم

25 يونيو 2018
المدارس امتلأت بالنازحين (تويتر)
+ الخط -
تتعاظم كارثة آلاف النازحين من بلداتهم وقراهم في ريف درعا، وتتزايد أعداد الهاربين يومياً من القصف والغارات الجوية، من دون وجود أماكن مهيأة لاستقبالهم ولا مخيمات، في ظلّ تأكيد المملكة الأردنية أنها لن تستقبلهم.

وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن بلاده لن تستقبل المزيد من اللاجئين السوريين، موجهاً دعوات لوقف التصعيد جنوب سورية. وقال في تغريدة له على "تويتر" إن الأردن "أدى دوره الإنساني كاملا نحو الأشقاء السوريين، ويتحمل ما هو فوق طاقته في استقبال اللاجئين وعنايتهم. لكن المملكة لن تتحمل تبعات التصعيد في الجنوب، ولن تستقبل المزيد".

وتأتي تصريحات الصفدي في ظل تفاقم الوضع الإنساني في محافظة درعا، مع بدء موجات نزوح باتجاه الحدود الأردنية هرباً من القصف والغارات الجوية، مع عدم تسجيل أي تدخل للمنظمات الإنسانية الدولية لإغاثة النازحين، رغم تجاوز عددهم في ريف درعا الشرقي الثلاثة آلاف عائلة، مع نزوح قرابة ثلاثين ألفا من مناطق اللجاة، وبصرى الحرير، وناحته.

وأوضح يوسف عبدالله (40 عامًا) أحد النازحين من بلدة اللجاة باتجاه الحدود الأردنية، قائلاً إن "الظروف التي نمر بها جد صعبة، وأغلب النازحين اتجه إلى القرى والبلدات القريبة من الحدود الأردنية هربًا من القصف، خصوصاً مع بدء الغارات الجوية الروسية، وأنا التجأت إلى أقاربي. أقيم عندهم حاليا، وليس هناك شيء أتوقع حدوثه، فما نمر به هو مأساة بحد ذاتها".

وقال نازحٌ آخر يُدعى نوفل الحوراني لـ"العربي الجديد": "نتدبر أمورنا مع أقاربنا؛ لكنّ كثيرين ليس لديهم أحد، بعضهم افترش ساحات المدارس بعد امتلاء مبانيها، وآخرون أقاموا في مستوصفات أو مرافق حكومية، نتمنى أن تمر هذه المحنة على خير".
أما زيد الخطيب وهو من الذين لجأوا إلى مخيم بلدة بريقة جنوب القنيطرة، فقال لـ"العربي الجديد": "لم تتدخل أي منظمة دولية لإدخال مساعدات إنسانية تخفف عنا المحنة، ولا يوجد أي شيء هنا في هذا المخيم المعدم، فلا مياه للشرب ولا حليب للأطفال، ويبدو أننا هربنا من موت إلى موت، صنعنا ما يشبه الخيمة من أغطية أحضرناها معنا تقينا شمس الظهيرة الحارقة لكنها لا تنفع".

وأضاف الخطيب: "سأعود إلى بلدتي قرب مدينة انخل عندما تسمح لي الفرصة، لأحضر ملابس أطفالي وبعض الحاجيات، ربما يرافقني أحد الجيران إلى هناك عندما تخف حدة القصف قليلا عن البلدة، لنحضر بعض المواد الغذائية أيضا التي نتمون منها في المنازل".

ووصفت عائشة السعيد التي تجاوزت السبعين ما شاهدته من قصف وغارات، قائلةً: "روسيا تريد هدم منازلنا علينا وجعلها قبورا لنا، كنت أريد البقاء بمنزلي علّ نهايتي تكون فيه، فلم يعد في العمر متسع لعذاب النزوح ومرارته، لكن أولادي أصروا على خروجي من البيت، وأحضروا عوائلهم كذلك".

وأوضحت المُسنة السورية لـ"العربي الجديد"، أنها لم تكن تتصور ترك أولادها في مدينتها الحراك، لأنها تخاف عليهم كثيراً من القصف، فهم رفضوا الخروج من المدينة بعد إخراج النساء والأطفال منها وقرروا البقاء للدفاع عنها مهما كلف الأمر. 
المساهمون