لا جدار في المدينة قائم

25 مارس 2016
عبد القادر غرماز/ الجزائر
+ الخط -

لا جدار في المدينة قائم
كيف إذنْ؟
ولا جدار في المدينة قائمٌ
كي أعلّق فوقه رزمة بيضاء
من أوراق نعوتي السوداء...
لا نائحات في مجالس العزاء
ينتحبْنَ فوق جثماني المُسجّى
أو يمزّقن الجيوب
كيف إذنْ؟
وليس ثمة مُغتسَل
لا تابوت
لا كفن
كيف إذنْ
وقد حملتُ جثتي أشيّعُني
مشيتُ مشيتُ و الدروبُ مُقفرة
من بيتنا المهجور
حتى سياج المقبرة
مشيتُ مشيتُ أحملًني وأندبُني
وعبرتُ غاباتِ الصنوبر
هاهنا جذعٌ
نقشتُ اسمي فوق قشرته
ها هنا غصنٌ
شددتُ إليه حبل عرزالي
هاهنا عشٌ
خبأتُ فيه قصيدتي الأولى
أودعتُه أسرارَ عشقيَ الأول
مشيتُ مشيتُ أحملُني وأبكيني
فلا خلٌ يواسيني
ولا قمرٌ يجللني بهالته
ولا مطرٌ يعانق روحيَ الظمأى
كل البحيراتِ التي شربتْ دمي
أنكرتْ ظلي وجفّتْ
كل أكمام الخزامى
التي نامت على كتفي سكرى
والرياحين التي تخضبتْ أغصانًها
من نزيف قصائدي احترقتْ
كيف إذن
وأنا الذي لطالما حطّ فوق أهدابي رفّ الحمام
وأنا الذي لطالما شققت صدري للغمام
فرشتُ له بين الضلوع وسادة من خشوع كي ينام
كيف إذن
ولا جدار
في المدينة قائم..!!!


اقرأ أيضاً: جعجعة بلا مطر

دلالات
المساهمون