لا تخطط للفشل!

02 مارس 2018
+ الخط -
مقولة مهمة يجب أن نعيها جيدًا، وهي (عدم التخطيط هو تخطيط للفشل)، ولعل هذه المقولة تشير إلى الأهمية الكبرى لعمليات التخطيط؛ فالنجاح والتميز اللذان يحققهما الأفراد والمؤسسات المختلفة في الأداء مرهونان بجودة التخطيط المتبوعة بحسن التنفيذ وفعالية المتابعة، فلم يكن النجاح يوماً نتاج صدفة أو وليد حظ، أو كما يقول العامة: "النجاح بالبركة".

وبدون أدنى شك يعدّ عدم التخطيط السليم داخل المؤسسات بمثابة السير نحو الهاوية أو السقوط المدوّي، وللتخطيط تعريفات كثيرة جداً وأنواع مختلفة ومتباينة، ولعل أشهرها وأهمها للمؤسسات التعليمية هو "التخطيط الاستراتيجي"، وهو أحد أنواع التخطيط الموجودة لدى المؤسسات المختلفة، لا سيما المؤسسات التعليمية، وهو تخطيط بعيد المدى، يأخذ في الاعتبار المتغيرات الداخلية والخارجية للبيئة التعليمية ويحدّد القطاعات والشرائح والأفراد المعنيين والمستفيدين ويستهدفهم ضمن عمليات التخطيط وإجراءاته المختلفة. وهو ببساطة يجيب عن سؤال مهم جداً "إلى أين نحن ذاهبون؟"، آخذًا في الاعتبار الواقع الفعلي والميداني للمؤسسة التعليمية والرؤية أو النظرة المستقبلية لها.

ويعتبر التخطيط الاستراتيجي إحدى السمات المميّزة للإدارة الناجحة، وهو يختلف عن التخطيط التقليدي، حيث يعتمد على التبصّر بوضع المؤسسة في المستقبل والاستعداد والعمل لذلك. وليس التنبؤ بالمستقبل فقط. ويعتبر التخطيط الاستراتيجي بمثابة محاولة للبحث عن التصوّرات المستقبلية والتخطيط بناء على الأهداف العامة للمؤسسة، بما يساعد المؤسسة على اتخاذ القرارات المناسبة وتحقيق أهدافها على النحو الأفضل، وذلك على الرغم من الظروف والمتغيرات المتعددة التي توجد في بيئة العمل وتؤثر على نشاط تلك المؤسسة، ويتضمّن التخطيط الاستراتيجي العديد من المراحل المتتابعة التي تبدأ بقراءة الواقع ودراسته جيدًا والتعرّف على متغيراته المتنوعة ومن ثم دراسة سبل تحقيق أهداف المؤسسة في ضوء تلك الظروف والمتغيّرات والتوقعات.

وعادة ما يتم تنفيذ التخطيط الاستراتيجي على مدى طويل لتغطية كافة أنواع الأهداف التي تهدف إليها المؤسسات التعليمية ولاختيار الأساليب والأنشطة المختلفة والمناسبة والاستراتيجيات الفعالة والمتميزة التي يمكنها أن تجعل المؤسسة تحقق تلك الأهداف التي وضعتها لنفسها. ومما لا شك فيه أن التخطيط الاستراتيجي يحتاج إلى توفر قدر كبير من المعلومات والبيانات والتفاصيل المختلفة، لتغطية متطلبات المؤسسات من الأهداف المطلوب تحقيقها وإدراك العديد من المتغيرات الموجودة في بيئة العمل والمحيطة بالمؤسسة، حتى يمكن للتخطيط الاستراتيجي أن يكون مواكبًا لتلك المتغيرات المتعددة ولطبيعة تلك الأهداف المرجو تحقيقها. وكذلك لضمان الاستثمار الأمثل للموارد المادية والبشرية المتاحة وتوظيف كافة الإمكانات المتوفرة في المؤسسة لتحقيق متطلبات التخطيط الاستراتيجي.

ويشترك في إعداد التخطيط الاستراتيجي للمؤسسة جميع ممثلي المؤسسة، بالتعاون مع أفراد الإدارة العليا، ويعملون جميعاً معاً في صياغة مفردات وأركان ومراحل التخطيط الاستراتيجي المتنوعة، بما يساعدها في تحقيق النتائج المرجوة للأهداف الاستراتيجية التي تضعها المؤسسة لنفسها، بما يقلل من درجة المخاطر المحتملة والمرتبطة ببعض الأمور والمجالات، سواء داخل المؤسسة أو خارجها.


C4C65070-0BAB-43F9-ADFD-8F4E24BDF802
محمود إبراهيم سعد

معلم لغة عربية ومدرب ومستشار معتمد في التدريب والتطوير وجودة التعليم.