أقدم ثمانية لاجئين إيرانيين، اليوم الخميس، على خياطة جزء من أفواههم، احتجاجا على تفكيك مخيم كاليه، الذي تواصل السلطات الفرنسية هدم قسمه الجنوبي.
ووجه اللاجئون، من خلال هذه الخطوة، رسالة إلى الرأي العام الفرنسي والدولي، متسائلين عن الديمقراطية ومدى حضورها على طاولة المفاوضات الفرنسية البريطانية، قبيل انعقاد لقاء القمة الفرنسية البريطانية بخصوص المهاجرين.
وتشير بعض الدوائر الفرنسية إلى استعداد بريطانيا لضخ مبلغ 20 مليون يورو، لمعالجة هذا الملف، رغم أن فرنسا تطمع في مساهمة بريطانية أهمّ. كما ينتظر أن يفاتح الرئيس الفرنسي رئيس الوزراء البريطاني في ملف شائك، لم تتوقف المنظمات الإنسانية والطبية عن لفت الأنظار إليه، ويتعلق بجمع شمل العائلات بين ضفتي بحر المانش، حيث يتواجد حوالى 300 طفل في مخيم كاليه، في حين أن باقي عائلاتهم يتواجدون في بريطانيا.
ويتواصل تفكيك الخيام والملاجئ المؤقتة، حيث تم هدم نحو 20 ملجأ بإشراف شرطة مكافحة الشغب، بينما كان بعض اللاجئين يجلسون فوق "منازلهم" في محاولة لوقف عملية الهدم. وتشارك عشرات من شاحنات الشرطة في محاصرة المخيّم، لمؤازرة الموظفين المكلفين بتفكيكه ومنع متطوّعي الجمعيات الإنسانية والطبية من الاقتراب.
ورغم طمأنة وزير الداخلية الفرنسية، برنار كازنوف، المهاجرين وكذلك الرأي العام الفرنسي، أنه ليس وارداً اللجوء إلى إفراغ عنيف لجنوب المخيّم من المهاجرين، غير أن الشرطة الفرنسية مارست عنفاً بحقّ سكان المخيّم.
وقد نشبت صدامات عنيفة، بعد اشتعال النيران في عديد من الأكواخ بين عشرات المهاجرين والناشطين من جمعية "لا للحدود" وبين قوات الشرطة خلال عملية الإفراغ.