إنجاب طفل، وتعليمه الصواب والخطأ، وتزويده بالمهارات اللازمة لعيش حياة سعيدة، يجعل من الأبوة والأمومة مهمة صعبة للغاية.
خلال التربية قد يُلحق الأهل أضراراً نفسية بالأطفال، دون أن يعوا حجم الأثر الذي يتركونه.
موقع Quora طرح سؤالاً عما يمكن أن يفعله الآباء ويسبب ضرراً كبيراً بالنسبة للأطفال.
وكتب العديد من رواد الموقع عن تجاربهم الخاصة. إحدى السيدات قالت إن أمها كانت تنفجر فيها غاضبة كالبركان، وتهاجمها بالكلام، وتصرخ فيها "هل تسمعين؟ انظري إليّ!"، وكانت تعنفها بقوة إلى أن تبكي.
في المقابل، اعتبر شخص آخر أن الصمت وعدم التواصل أو التفاعل مع الطفل، هو ما يؤذيه.
وفي هذا السياق، يوضح الدكتور مات ولغار من معهد الطب النفسي، وعلم الأعصاب في كلية كينغز في لندن، أن الأمر يعتمد على ما تعنيه كلمة ضرر، ويشير إلى أنه يمكن بالتأكيد أن تقول أشياء مؤلمة للطفل، ويمكن أن تساهم في تطور مفهوم الذات عنده، ولكن من المهم للوالدين إدراك أن الأطفال مستقلون، ويتعاملون بشكل مختلف مع السيناريوهات.
وأعطى مثالاً لعائلة مكونة من ثلاثة أطفال، إذ يمكن لواحد أو اثنين منهم أن يتعامل بشكل جيد مع تعليقات الوالدين، ولكن يمكن أن تكون مؤذية جداً بالنسبة للثالث.
ويلفت إلى أن كون أحد الأطفال حساساً، لا يعني بالضرورة أن يكون الأمر سلبياً، فهذا يعني في المقابل، أنه أكثر تقديراً للإيجابية عندما تصدر عن الأهل.
ولكن كيف يمكن للوالدين معرفة ما إذا كان طفلهم حساساً بشكل خاص؟
يقول الدكتور ولغار "إن المهمة الرئيسية خلال تربية الأطفال هي فهم طفلك، ونأمل أن يكون الناس حساسين بما يكفي لملاحظة تأثيرهم على الطفل. وهذا التأثير قد لا يكون فورياً، مذكراً أن ابنه البالغ من العمر ثلاث سنوات، يكرر أحياناً أشياء قالها قبل أسبوع".
ويشرح أن الآباء يواجهون صعوبة إضافية، تتعلق بتفاوت أعمار الأطفال، فالطفل البالغ من العمر أربع سنوات، من المحتمل ألا يفهم السخرية بنفس طريقة طفل عمره 10سنوات، بحسب ما نقلته صحيفة "إندبندنت".
(العربي الجديد)