كيف تخترع قصصاً مزوّرة عن اللاجئين؟

20 سبتمبر 2015
يعبرون البحر (Getty)
+ الخط -
يقوم آلاف الناس بمشاركة قصص وحكايات غير صحيحة عن اللاجئين في دول الشمال الأوروبي. وإذا أخذنا الدنمارك كمثل على انتشار اختراع القصص فهذا لا يعني أنها محصورة في ذلك البلد، الذي تدفق إليه عبر حدود الجنوبية الأسبوع الماضي بضعة آلاف من اللاجئين من شمال ألمانيا. إنما نأخذها لأن هناك من تحدث عنها وفضح تزويرها بينما في دول أخرى تخترع حكايات وقصص صحافية لا تجري مراجعتها أو التراجع عنها.
في وسط أوروبا، في المجر وتشيكيا وسلوفاكيا، ثمة من صوّر ولا يزال يصوّر اللاجئين السوريين على أنهم "إرهابيون متعطشون للدماء... وسارقون جاءوا ليأخذوا أعمالنا وبيوتنا...".
القصص الصحافية التي اخترعها إعلام وصحافة اليمين المتشدد في المجر (وتحديداً من حزب يوبيك) قصص تنتشر بين المجريين بلا مراجعة ولا تدقيق. منذ نهاية آب/أغسطس الماضي وحتى يومنا هذا تنتشر عبر الوسائل المجرية روايات تشوه الحقيقة وتجيّش الشارع.
ما أن تدقق في محتوى الملصقات التي تنتشر عن اللاجئين في القرى والمدن المجرية حتى تكتشف حجم التزوير الممارس لاستلاب العقول وتجييشها. فقد نشر حزب "يوبيك" (يمين قومي متطرف) ملصقات تقول: "أيها اللاجئ لا تأت لتأخذ بيتي وعملي وابنتي..." ملصق باللغة المجرية وليس بأية لغة أخرى. وحين تسأل المجريين المعارضين لهذه "الدعاية القذرة" كما يصفونها، يأتيك الجواب: "ليس هناك لاجئ ولا لاجئة قادران على قراءة اللغة المجرية بمجرد دخولهما أراضينا... إذاً تلك الملصقات وما يرافقها من نشر قصص مخترعة عن عنف اللاجئين الذين بالكاد كانوا يتحركون بالقرب من المحطة المركزية هي ملصقات موجهة للرأي العام المجري فقط ليجري تجييشه بما يهمه في يومياته وأزماته باعتبار أن اللاجئ جاء ليسرقه وينافسه...".
يوم السبت قبل الماضي راح في بودابست نفسها "سوريون وطنيون" (مؤيدون لنظام بلدهم ومقيمون في المجر) ينشرون صوراً عن "قذارة اللاجئين وتركهم الأوساخ على طريق سريع بعد أن أقلتهم حافلات نحو النمسا"، أيضاً أخذتها مواقع اليمين ونشرتها باعتبار أن كل اللاجئين، والتلميح تحديداً للسوريين رغم أن اللاجئين ليسوا جميعا سوريين، "قذرون" وبتعليقات بالمجرية والعربية تتهم هؤلاء.
في حادثة من الدنمارك، راحت قصة "عنف اللاجئين" تنتشر بمشاركة 6 آلاف قصة مزورة ومخترعة عن قيام لاجئ "على متن باخرة تقلهم مع الركاب الآخرين من ألمانيا إلى ميناء رودبي بضرب رجل ورفس امرأة حامل". هكذا ببساطة، لاجئ هارب مثل المئات يجد هواية في ضرب ورفس امرأة حامل... وهو يحدد بأنها في الشهر الثالث أو الرابع. لم يناقش المشاركون صحة تلك الرواية التي تبين بأن سائق سيارة شحن وجدها مشوقة في العاشر من سبتمبر فكتبها تحت عنوان: "قصة حقيقة من يوميات الدنمارك".
الخبير في شؤون التواصل الإعلامي ومن جامعة أودنسة الدنماركية فيليب فالبيرغ، يقول تعقيباً على كل تلك القصص المنتشرة: "إن الناس للأسف ليس لديها حس ناقد... فحين يقرأ البشر مقالا أو خبرا يعارضون ما فيه، تراهم يتفحصون بعين ناقدة... لكن مجرد مشاركته والإعجاب به يعني بأنهم موافقون على ما فيه بدون حس نقدي". لكن فالبيرغ يضيف: "هناك آخرون ليست لديهم مقاصد سيئة حينما يشاركون ويعجبون بمقالات وقصص معينة، فهم يؤمنون ويثقون بأن من يكتب صادق وليس مخترع قصص".

اقرأ أيضاً: أبل تزيد نسبة مساعدتها من أجل اللاجئين
المساهمون