عندما شعر مصور وكالة "رويترز" محمد عزاقير بالأرض تهتز تحت قدميه، كان أول ما تبادر إلى ذهنه هو أن بيروت تشهد زلزالاً، ثم دوى صوت الانفجار. حمل عزاقير كاميرته وهرع خارجاً إلى شوارع المدينة، في محاولة لتحديد مصدر الانفجار. وعندما وصل إلى الميناء، أدرك أنه قريب.
كانت الجثث متناثرة في كل مكان، وكان الناس يصرخون. رأى عزاقير رجلاً عالقا تحت سيارة مغطى بطبقة سميكة من الركام والدم. في البداية، اعتقد أنه ميت. لكن الرجل فتح عينيه وأخذ يلوح بذراعيه طلبا للمساعدة. نادى عزاقير على بعض أفراد الإنقاذ الذين كانوا على مقربة. وفي سلسلة من الصور الدرامية، وثق لحظة إنقاذ الرجل، بينما كان يساعد في الوقت نفسه أفراد الإنقاذ على تحريك المركبة لتحريره.
التقط عزاقير صوراً للرجل أثناء نقله على محفة بينما كانت سحب الدخان الأسود تتصاعد من حطام المستودعات في الخلفية. أبلغ أفراد الإنقاذ عزاقير أنهم سينقلون الجريح إلى مستشفى. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من هوية الرجل أو معرفة المستشفى الذي نُقل إليه.
وقع أسوأ انفجار تشهده بيروت في وقت السلم بعد اشتعال النيران في كميات من نترات الأمونيوم التي كانت مخزنة قرب الميناء.
وأسفر الانفجار الذي وقع يوم الثلاثاء عن مقتل ما لا يقل عن 145 شخصاً وإصابة خمسة آلاف وتشريد نحو ربع مليون شخص. وقال عزاقير الذي يغطي الأحداث في لبنان منذ عام 1981 "كان الأمر أشبه بتصوير فيلم رعب في مدينة مدمرة".
(رويترز)