كيري يرجئ لقاءه بعباس والسلطة تلوح بورقة الأمم المتحدة

01 ابريل 2014
متطرفون يطالبون بطرد الوفد الاميركي من القدس (فرانس برس)
+ الخط -

أرجأ وزير الخارجية الأميركي جون كيري لقاءه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى نهاية الأسبوع الجاري، بعد اجتماع بينه وبين رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو استمر خمس ساعات، عقبه اجتماع ثان في القدس المحتلة، حضره مسؤول ملف المفاوضات صائب عريقات ومدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج.

وفيما لا تزال إسرائيل تربط الافراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى، بالموافقة على تمديد المفاوضات ستة أشهر إضافية ومن دون مرجعيات، ومع إصرار أميركي على عدم ربط ذلك كله بالإفراج عن الجاسوس جوناثان بولارد، تدرس رام الله التوجه هذه المرة إلى المنظمات الدولية إذا لم تأت واشنطن بحلول مناسبة.

وقال مصدر رفيع المستوى في رام الله لـ "العربي الجديد" إن الاجتماع الذي استغرق نحو خمس ساعات بين نتانياهو وكيري، دون معرفة فحواه أو تفاصيله أدى إلى إرجاء اللقاء المتفق عليه في رام الله بين الوزير الأميركي وعباس إلى نهاية الأسبوع الجاري.

وأضاف "بدل أن يحضر كيري الى مقر الرئاسة برام الله، ذهب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج، للقائه في القدس، في ساعة متأخرة من مساء أمس الاثنين".

ووصف المصدر المسؤول لقاء الوفد الفلسطيني بوزير الخارجية الأميركي "بالمعقد والصعب جدا". وأشار إلى أن كيري استنفد جهودا وساعات أطول مع نتنياهو، وأطلع عقبها الوفد الفلسطيني على آخر ما توصل إليه مع الجانب الإسرائيلي في لقاء استمر نحو ساعتين".

وحسب قيادات فلسطينية فإن عباس سيعقد اجتماعا للقيادة في السابعة من مساء اليوم الثلاثاء، لاطلاعها على ما حمله كيري للوفد الفلسطيني من آخر المستجدات.

وفي وقت سابق، خرجت القيادة الفلسطينية التي اجتمع بها عباس في مقر الرئاسة مساء أمس الاثنين بقرار واحد، وهو إعلان الذهاب إلى هيئات الأمم المتحدة، إذا لم تفرج إسرائيل عن الدفعة الرابعة من قدامى الأسرى، لكن تنفيذ هذا القرار مرتبط بشكل جذري بنتائج لقاء عباس مع كيري.

وقال مصدر فلسطيني مسؤول "القرار الحقيقي هو الذي سيتمخض عن لقاء عباس بوزير الخارجية الأميركي، وبعدها لكل حادث حديث".

وحسب ذات المصدر:" سيقوم عباس بنقاش كل مقترحات كيري وأفكاره الذي سيناقشه فيها".

وتسود حالة من الغضب لدى الجانب الفلسطيني، نظرا لأنهم الطرف الذي يقع عليه الضغوط لوحده من أجل تقديم تنازلات، فيما لا يقدم كيري أي صيغة واضحة للاتفاق الإطاري، متضمنة الحقوق الفلسطينية، وفي المقابل شنت الصحافة الإسرائيلية حملة "بروباغاندا نفسية" ضد الرئيس عباس، بعد أن نشرت تقارير على مدار الأيام الماضية تفيد بأن إسرائيل نجحت في خداعه، وصوّرت في ذات الوقت أمام العالم أن الطرف الفلسطيني هو الذي لا يريد السلام.

وفي السياق ذاته، تظاهر العديد من المستوطنين المتطرفين أمام فندق "متسودات دافيد (قلعة داوود)" مقابل مقبرة مأمن الله (ماميلا) في القدس المحتلة، حيث طالبوا صائب عريقات والوفد الأميركي بالرحيل.

وضم الاجتماع عريقات وعضو اللجنة المركزية توفيق الطيراوي من جانب، والمبعوث الأميركي مارتن انديك ووزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني، وجاء هذا الاجتماع قبل رحلة صائب المكوكية، بالعودة إلى رام الله ثم التوجه ليلا إلى القدس للقاء كيري.

وعن لقاء صائب-انديك-ليفني، قال الطيراوي إن "موضوع إطلاق إسرائيل للدفعة الرابعة من الأسرى ليس مرتبطا بتمديد المفاوضات من عدمه، بل مرتبط بعدم ذهاب السلطة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة في المدة المحددة  وهي تسعة شهور تنتهي في 29 أبريل/ نيسان، مقابل التزام إسرائيل بإطلاق سراح قدامى الأسرى على أربع دفعات، كان من المقرر أن تكون آخرها في السبت الماضي 29 مارس/ آذار".

وأوضح الطيراوي:" طلبت إسرائيل تمديد المفاوضات مقابل إطلاق سراح الدفعة الرابعة، وهذا ابتزاز سياسي غير مقبول". وأضاف "لا يوجد أي زحزحة في الموقف الفلسطيني الرافض للتمديد مقابل إطلاق سراح الدفعة الرابعة، وكذلك في الموقف الإسرائيلي".

دلالات
المساهمون