وقال كيري خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرة الأردني ناصر جودة في عمّان "نسعى مع الجانب الروسي إلى وقف إطلاق النار ووقف سفك الدماء لإيصال المساعدات والمعونات الإنسانية للسوريين النازحين والمتضررين من الاقتتال"، واصفاً ما يجري بأنه "جريمة حرب".
وشدد على ضرورة امتثال جميع الأطراف للإجماع الذي جرى في مجلس الأمن بضرورة التوقف الفوري عن الهجمات التي تستهدف المدنيين، معلناً "سنراقب هذا الوضع عن كثب لأن السلام هو أفضل من المزيد من الحروب والحل السياسي هو أفضل من الدمار الكامل لسورية".
وكشف عن اتفاق مؤقت حول شروط وقف إطلاق الأعمال العدائية خلال الأيام القادمة، وهو الاتفاق الذي جرى خلال محادثة هاتفية أجراها اليوم مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، وقال "الرئيسان باراك أوباما وفلاديمير بوتين سيبحثان خلال الأيام القادمة إكمال هذه المهمة".
وشدد كيري على أن "الحل في سورية لن يكون من خلال التوصل لتحالف مع الأسد وإنما من خلال مبادرة سياسية مدعومة مع مجلس حاكم، يجب أن تكون هناك عملية سلام شمولية لأن غالبية الشعب تستحق مستقبلاً يتصف بالسلام والتعددية والشمولية".
ولفت إلى أن التركيز حالياً يسير في محورين رئيسين؛ الأول محور السلام والثاني عزل تنظيم (داعش) وتدميره، مؤكداً أن "المعركة ضد داعش ستكون أكثر فاعلية وجدوى إذا ما تم الانتقال السياسي في سورية لحكومة تستجيب لمتطلبات الشعب السوري".
وجدد كيري التزام بلاده ومن خلال التحالف الدولي الذي تقوده بكسب المعركة ضد (داعش)، كاشفاً عن تنفيذ التحالف منذ انطلاقه وحتى الآن 10 آلاف غارة استهدفت التنظيم الإرهابي، مشيراً إلى مواصلة بلاده تدريب شركائها في سورية والعراق والأردن على مواجهة (داعش).
وفي ما يتعلق بالجانب الإنساني، أشار إلى أن عملية إيصال الإمدادات الإنسانية إلى السوريين المحتاجين بدأت تعمل بشكل كبير، حيث وصلت نحو 14 شاحنة إلى 5 مناطق بضواحي دمشق كانت تحت الحصار.
وفي ما يتعلق بمساعدة بلاده للاجئين السوريين في الأردن والحكومة الأردنية، لفت كيري إلى التزام بلاده خلال مؤتمر لندن بتقديم 925 مليون دولار إلى الأردن لتقديم الرعاية الطارئة للاجئين ودعم العملية التعليمية، موضحاً أن الولايات المتحدة قدمت مسبقاً نحو 600 مليون إلى الأردن ولبنان لدعم العملية التعليمية في المجتمعات المستضيفة، كاشفاً عن بلوغ إجمالي المساعدات الأميركية لإغاثة اللاجئين السوريين نحو 4،5 مليارات دولار.
من جهته أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على موقف بلاده الداعي إلى حل سياسي للأزمة السورية، وقال "لا يمكن أن تنتهي الأزمة السورية بهذه الويلات التي نشهدها على مستوى يومي من قتل ودمار ومجاعة وأوبئة ووضع إنساني صعب وسياسي أصعب إلا من خلال الحل السياسي".
هذا ومن المقرر أن يلتقي كيري في وقت لاحق من اليوم في العاصمة عمّان، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبحث سبل إحياء مفاوضات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، قبل أن يختتم زيارته بلقاء العاهل الأردني عبد الله الثاني في مدينة العقبة (جنوب الأردن).
اقرأ أيضاً: لافروف وكيري يؤكدان ضرورة التنسيق العسكري في سورية