كوميديا "شارلي إيبدو" لم تعد مضحكة:غلاف بروكسل يحدث جدلاً

30 مارس 2016
شارلي تؤطر الألم وتسخر منه (Getty)
+ الخط -
عشية صدور العدد 1236 للصحيفة الفرنسية الساخرة "شارلي ايبدو"، عاد الفرنسيون لينقسموا حول طبيعة النقد الهازئ الذي يتبناه الرسام "ريس" ورفاقه. ويبدو واضحًا أنّ فريق العمل الحالي لا يفوّت الفرصة ليخلق جدلا لا تنتهي مفاعيله في قصاصات الصحافة، وعلى شبكات التواصل بل تتعداه إلى نقاشات يومية تستحوذ اهتمام فئة كبيرة من الشباب، في حين يرى قسم لا بأس به من المجتمع الفرنسي أنّ الصورة النمطية التي فرضتها "شارلي" في طريقة نقدها الساخر لم تعد سوى وسيلة للفت النظر، والتدليل على شجاعتها وجرأتها بعد الاعتداء الإرهابي التي تعرضت له مكاتبها في يناير 2015.

هذه المرة صنعت أحداث بروكسل الأخيرة الحدث، فكانت الصفحة الأولى الأكثر انتشارًا على موقع "تويتر" عشية صدور العدد اليوم، وفيها كاريكاتور للرسام "ريس" يحمل صورة الفنان البلجيكي "ستروماي"، تتطاير حوله أعضاء بشرية ذيّلها بعبارة مقتبسة من إحدى أغاني الفنان "Papa où t'es" (بابا أين أنت؟) وفي الرسم كل عضو متطاير يحمل جوابا على السؤال، فالقدم تردّ "هنا" واليد "هناك" والعين "هنا أيضا".

وعلى إثر انتشار الصفحة الأولى، انقسم المغرّدون بين مؤيد لحرية التعبير والسخرية وبين معارض للـ"كوميديا السوداء" التي تستوي عند شارلي بمعايير مزدوجة. إذ يرى المعارضون "للشارلية الساخرة" أنّها قادرة على تأطير الألم الذي يحس به الآخرون (عائلات بلجيكية اليوم ومهاجرون سوريون بالأمس..) وتخريجه على شكل دعابة تتوخى فيها الكوميديا، واعتبارها انتصارا على الموت في حين لا يُلمَس الأمر نفسه حين تكون الضحية فرنسية أو "شارلي" أو تحوم في فضاء النكتة السوداء.

في المقابل، يدافع معسكر "شارلي" عن ذلك النموذج الفريد في مواجهة الموت والدم والأعضاء المتطايرة، ويرون في السخرية مسارًا ملازمًا ومطلوباً لمكافحة "سوداوية المشهد"، وهو ما عبّر عنه هؤلاء، إذ غرّد أحدهم قائلا "ممتازة الصفحة الأولى للعدد الحالي، لن يستطيع الإرهابيون النيل من الهزل والدعابة".

التعليقات المؤيدة لكوميديا شارلي واجهتها تغريدات أخرى مثل "حرية التعبير التي يكفلها الدستور ليس بالضرورة أن تكون مبتذلة وعديمة المسؤولية".

وفي السياق، نشرت صحيفة "ليبراسيون" الرد الذي توجه به الصحافي البلجيكي هوغو بوليار لشارلي، وجاء بنفس الطريقة التي تعتمدها الصحيفة. فكتب "كيف يمكن الرد على فكاهة شارلي اليوم؟... رصاصة في الرأس قد تنفع لكني نسيت أن ذلك قد قام به آخرون سابقا!".

وأوضح بوليار ما قاله في حوار مع هافنغتون بوست: "بالنسبة لي هنالك نوعان من السخرية. ما يضحكني وما لا يضحكني. فإذا كانت شارلي مصرة على أنّ كل ما تقوله مضحك فالطبع "أنا لست شارلي". شارلي حرة في أن تمارس سخريتها، ونحن أحرار في أن نضحك أو نعبس في وجهها".




اقرأ أيضاً: عشرون عاما على حلّ "عصابة روبيه"..البدايات الأولى للجهاد الفرنسي

المساهمون