كوريا الجنوبية.. بلد التكنولوجيا والإبداع

13 يناير 2018
(العربي الجديد)
+ الخط -
كوريا الجنوبية معجزة دول شرق آسيا  بل والعالم أجمع، تمتاز بطفرة تكنولوجية قوية ساعدت أبناء شعبها على التميز، خصوصا عن جارتها الشمالية التي تغرق في الدكتاتورية والتخلف الحضاري.


كوريا دولة متفوقة تكنولوجياً فهي  قبلة  لتصدير الأجهزة الإلكترونية إلى كل أرجاء العالم  منذ تأسست الشركات العالمية فيها، مثل سامسونغ 1938، وإل جي 1947،  وشركة كيا للسيارات التي أسست عام 1944.

وعلى الرغم من الحروب الطاحنة التي مرت بها البلاد مع جارتها الشمالية في القرن الماضي، فإن ذلك لم يمنع أن تنفض سيؤول عن نفسها رماد الحروب والتخلف.



تصوير أحمد الداوودي (العربي الجديد)


"العربي الجديد" جال في  شوارع العاصمة سيؤول، وتحدث إلى  الكوريين الذين عبروا عن فخرهم ببلادهم وتطلعهم للسلام مع جارتهم الشمالية، رغم خوفهم المستمر ممّا قد يقدم عليه الزعيم الشمالي، كيم جونغ أون.

تصوير أحمد الداوودي (العربي الجديد)


ولأن كوريا دولة ديمقراطية تكفل حرية التعبير عن الرأي، فقد عبر كثير من الكوريين بدون خوف عن أنهم يرفضون مسألة الحرب مع جارتهم الشمالية، وبحسب من تحدثوا مع "العربي الجديد" فإنهم لا يريدون تهديم ما بنته الأجيال السابقة من تكنولوجيا وتطور، بسبب تهور قائد دولة طائش، ( كيم جونغ أون)، ولا يرفض الكوريون مبدأ الحوار مع أون للخروج من الأزمة بسلام، لكنهم في الوقت نفسه يؤكدون على أن بلادهم عندها القوة اللازمة لصد أي عدوان، بل وتحدث البعض عن تطوير البرنامج النووي.

 

تصوير أحمد الداوودي (العربي الجديد)


بالنسبة لمظاهر التكنولوجيا، فهي بكل مكان،  ويقول مواطن تحدث مع "العربي الجديد"، اسمه كهوانغ: "كوريا بلد أسس التكنولوجيا، وذلك عن طريق تعليم الأطفال منذ الصغر، ففي المدرسة تكافئ الإدارة طلابها بأي اختراع يأتون به حتى لو كان فاشلا."

مظاهر التكنولوجيا الكورية لم تقتصر على منتجات محددة،  فعلى سبيل المثال تعتبر الشبكة العنكبوتية فيها واحدة من أسرع الشبكات في العالم، إذ يصل معدل سرعة الإنترنت 26.7 ميغابايتاً في الثانية، مما يجعلها الأولى في العالم، تأتي بعدها النرويج بمعدل 24.5 ميغابايتاً في الثانية.

تصوير أحمد الداوودي (العربي الجديد)


التطور يمكن ملاحظته بسهولة في كل مكان، فحتى  محطات المترو التي تقع تحت الأرض مزودة بأحدث تكنولوجيا وبمعدات توفر الراحة وسهولة الوصول للإنترنت.  يقول الطالب الجامعي هون هي:" تبعد جامعتي عن البيت ما يقارب الساعة ونصف الساعة في المترو،  ولذا أستغل هذا الوقت بالعمل على  بعض البحوث التي أستفيد منها في امتحاناتي ويعود الفضل بهذا إلى سرعة الإنترنت".

 الكوريون فخورون بإنتاجهم الإعلامي مثل الأغاني المصورة والمسلسلات، فهم  يتابعون الدراما الكورية بشكل مستمر طوال اليوم، علما بأن تلك الدراما قد ترجم بعضها إلى اللغة العربية وعرض على شاشات عربية، مثل (دكتور سترينجر)، إضافة إلى الفيديوكليبات، التي تنتج أسبوعيا وتأخذ شهرة واسعة على نطاق العالم الخارجي، كأغنية (غانغام ستايل)، والتي شاهدها أكثر من ثلث سكان الأرض  (3 مليارات مشاهدة) حسب إحصائيات اليوتيوب.

تصوير أحمد الداوودي (العربي الجديد)


أما في جانب التجميل، فتعتبر كوريا الجنوبية من أكثر الدول الشرق آسيوية المصدرة لمساحيق التجميل، ودائما ما تبتكر كل ما هو جديد ، فالفتيات الكوريات حريصات على المظهر الخارجي وإبراز جمالهن، ويبحثن دائما عن أحدث منتجات مساحيق التجميل للشراء، أضف إلى ذلك أن موضة الملابس هناك تعتبر مهمة جدا للفتيات إذ يتأنقن بشكل دائم.

  تصوير أحمد الداوودي (العربي الجديد)


وعلى الصعيد الرياضي، يعشق الكوريون كرة القدم،  وتجول "العربي الجديد" حول ملعب استاد "كأس العالم"، والذي يعتبر صرحا رياضيا مهما نظراً لأنه استضاف بعض مباريات البطولة العالمية عام 2004، ورغم فرق التوقيت الشاسع مع أوروبا، فإن عشاق الرياضة في كوريا يبقون مستيقظين لساعات متأخرة من الليل، بل حتى الصباح، لمشاهدة مباريات كرة القدم، وخاصة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة.

بالنسبة للمطاعم الكورية فإنها تعتمد على الخدمة الذاتية، فعندما تدخل مطعما وتطلب وجبة معينة، يقوم النادل بتدوين طلبك، وبعد ذلك يحضر لك مقادير الطعام وتقوم أنت بطبخهِ بنفسك على الطاولة، والتي توجد فيها كل أدوات الطبخ اللازمة، ومن اللافت للانتباه أن الكوريين يرفضون "البقشيش"، وفي حال أخطأت وأعطيتهم بقشيشاً فالجواب سيكون حازماً : "أرجعه إلى جيبك فنحن أغنياء".

تصوير أحمد الداوودي (العربي الجديد)

 

 

المساهمون