كورونا يُحوّل فعاليات يوم الأرض لتظاهرة رقمية

30 مارس 2020
جدارية في غزة (محمد عابد/فرانس برس)
+ الخط -
استبدل الفلسطينيون تظاهراتهم الجماهيرية، التي كان من المقرر تنظيمها اليوم الإثنين، إحياءً لذكرى يوم الأرض والذكرى الثانية لـ"مسيرات العودة وكسر الحصار"، بتظاهرة رقمية على مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، ضمن الإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا.

وعبر الناشطون من خلال منشوراتهم وتغريداتهم ومقاطع الفيديو والصور عن آمالهم بانتهاء الاحتلال الإسرائيلي، وعودتهم إلى مدنهم وقراهم الفلسطينية التي هُجروا منها قسراً عام 1948 على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويتزامن النشاط الإلكتروني عادة مع الفعاليات والأنشطة التي يتم تنفيذها على أرض الواقع لإحياء المناسبات الوطنية، إلا أن الإجراءات الوقائية، وحالة الطوارئ التي تم إعلانها في الأراضي الفلسطينية لوقف انتشار وباء كورونا عَطّلت الأنشطة الميدانية، حرصاً على تجنب الاختلاط والازدحام.

وانتشرت عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للمشاركة الواسعة في حملة رفع العلم الفلسطيني من شرفات المنازل وعلى أسطح البيوت. وقد شارك العشرات في وسم #ارفع_علمك، والذي جاء ضمن الأنشطة الإلكترونية لإحياء يوم الأرض الفلسطيني.

وجّه محمد بركة رئيس لجنة المتابعة لفلسطينيي الداخل رسالة، دعا فيها إلى إنهاء الانقسام على الساحة الفلسطينية، وتمكين الوحدة الوطنية، في فلسطين وخارجها في ظل استهداف كل الفلسطينيين بما يسمّى "صفقة القرن". كما دعا إلى استعادة حركة التضامن الدولي مع القضية الفلسطينية "التي تراجعت في السنوات السابقة".

وبثت صفحة لجنة المتابعة على "فيسبوك" أنشطة وصوراً لمشاركين في التظاهرة الرقمية من جميع أرجاء العالم.




من جهته كتب النائب السابق في الكنيست مسعود غنايم:" إن يوم الأرض كان علامة فارقة في تاريخنا ومسيرتنا الوطنية وهو يوم مميز، وهو محطة تاريخية ووطنية وهامة لأن من صنعه ونفذه وأخرجه وأنتجه هو العربي الفلسطيني الذي بقي في أرض النكبة في أراضي 48. وأعلن في هذا اليوم أن العربي الفلسطيني متمسك بهويته ومستعد لأن يضحي من أجل ما بقي من أرضه. هذه يوم مهم والإعلان مهم لأن الكثيرين اعتقدوا بأنه في فلسطين عام 1948 لم يبق أحد يحمل هوية عربية فلسطينية واعتقدوا أن من بقي تصهين أو تهود. وأعلن أهلنا في ذاك اليوم أنهم على العهد باقون ومتمسكون بهويتهم الوطنية ولاقومية ولاثقافية وعلى استعداد للتضحية من أجل ما بقي من أرضهم ومن أجل التصدي لسياسة تهويد الإنسان والمكان". وفي ذاك الوقت كان العنوان والرمز لسياسات الحكومية الرسمية وثيقة كينغ وكان شعارها أرض أكثر عرب أقل". 

وبثت النائبة في الكنيست هبة يزبك رسالة فيديو مباشرة عبر صفحتها على "فيسبوك" جاء فيها: "يوم الأرض هو علامة فارقة وهو نقطة فارقة وحدث هام في تاريخنا كفلسطينيين في هذه البلاد، وكفلسطيين باقين على أرضنا، نقطة هامة ومفصلية لنضال من أجل البقاء ومن حقنا على أرضنا وحقنا في الوجود هذه الأرض وفي داخل هذه البلاد. يوم الأرض يشكل النقطة والعلامة المركزية للعمل والنضال الجماعي ما بعد النكبة فترة والحكم العسكري".

وكما في الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، استعاد الفلسطينيون في غزة وباقي فلسطين هذا اليوم. فنشرت الناشطة نيفين أبو هربيد توضيحاً عن تفاصيل ذكرى يوم الأرض، الذي "يحييه الفلسطينيون في 30 آذار/مارس من كل عام، وتعود أحداثه لآذار/مارس 1976 حين قامت سلطات الاحتلال بمصادرة آلاف الدونمات الزراعية من أراضي المواطنين الفلسطينيين، فعمَّ إضراب ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات، وكانت هذه هي المرة الأولى التي ينظم فيها العرب في فلسطين منذ عام 1948 احتجاجات رداً على سياسات الاحتلال بصفة جماعية وطنية فلسطينية".

صورة الأطفال الفلسطينيين المتشحين بالكوفية الفلسطينية السمراء، نشرتها الناشطة اعتماد وشح عبر صفحتها على موقع "فيسبوك"، وقد تزينت بالعلم الفلسطيني، وأوضحت عبرها أن النضال الفلسطيني سيبقى قائماً حتى تشرق شمس الحرية، ويلوّن زهر لوزها سماء فلسطين، وأن يوم الأرض سيظل شاهدًا على وحشية المحتل الإسرائيلي وإجرامه، وممارسته للقتل والأسر والحصار، وفق تعبيرها.

وتنوعت المواد التي تمت المشاركة فيها، حيث نُشرت التصاميم التي مزجت بين الأرض والشجر والمقدسات والمُدن الفلسطينية المُحتلة، كذلك صور كِبار السن والأطفال، ومقاطع الفيديو التي تسرد التاريخ الفلسطيني وصولاً إلى احتلال الأرض على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي.

أما الناشط إبراهيم مسلم، فقد نشر صورة مُسِنة فلسطينية تحمل العلم الفلسطيني في حقل أخضر، وأرفقها بعبارة: "فلسطين بمساحة 27027 كيلومترا مربعا أرضنا، لم ولن نتنازل عن شبر واحد منها ولن نتنازل عن شجرة زيتون فيها، فلسطين كل فلسطين تعود ملكيتها للشعب الفلسطيني"، مؤكداً حق الشعب الفلسطيني الثابت في الأرض، وحقه في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، وطرده من الأرض، وإقامة الدولة الفلسطينية.

من ناحيتها، عَبّرت الصحافية نعمة أبو عمرة عن يوم الأرض من داخل إحدى مدارس الحجر الصحي وسط قطاع غزة، بطريقة مختلفة، وقالت: "تمر علينا ذكرى يوم الأرض الفلسطيني والذي كان سيُسجل هذا اليوم مناسبة أخرى وهو تاريخ خروجنا من الحجر الاحترازي لاستكمالنا 14 يوماً في الحجر ولكن هذا الفيروس المخادع حال دون ذلك، وتم تمديد المُدة"، مضيفة: "دعواتكم وصلواتكم من أجلنا ومن أجل الوطن، #يوميات_محجورة".


وجدد الفلسطينيون عبر تغريداتهم تأكيدهم حقهم التاريخي في الأرض، حيث قال الناشط صالح القطراوي في تغريدة له عبر موقع "تويتر": نكرر ونؤكد أن الأرض كل الأرض لنا، من رأس الناقورة إلى أم الرشراش، من النهر إلى البحر، ولن نتخلى عن حبة تراب واحدة.

بينما اختارت الناشطة نداء عابد المشاركة بمقطع فيديو تمثيلي يؤكد خطأ الاعتقاد الإسرائيلي القديم بأن "الكبار يموتون والصغار ينسون"، حيث سَلّم فيه الجد مفتاح العودة إلى حفيده الذي وَعَده بأن يحفظه وألا يتخلى عنه حتى العودة.

ووافقتها الفلسطينية منى بكر، قائلة "لنا الأرض والشمس وليرحل العابرون، العودة حقٌ كالشمس #يوم_الأرض، #30آذار"، وقد أرفقتها بصورة لسيدة فلسطينية تحتضن شجرتها قبل أن تقتلعها الجرافات الإسرائيلية، وقد كُتب عليها "الأرض هي العِرض".

المساهمون