أعلنت "كوانتاس"، أكبر شركة طيران في أستراليا، الخميس أنّها ستمنح ثلثي موظّفيها إجازات غير مدفوعة حتى نهاية أيار/مايو المقبل على الأقلّ وستوقف خلال الشهر الجاري كلّ رحلاتها الدولية، بعد يوم واحد من دعوة الحكومة للمواطنين إلى الامتناع عن السفر للخارج، ولتحذو الشركة بذلك حذو منافستها "فيرجين" التي سبقتها في اتّخاذ هذا الإجراء بسبب فيروس كورونا الجديد.
وقالت كوانتاس إنها ستعلّق كل رحلاتها الدولية بحلول نهاية آذار/مارس وذلك غداة طلب الحكومة الأسترالية من مواطنيها الامتناع عن السفر إلى الخارج، ودعوتها المسافرين حالياً إلى العودة بسرعة إلى بلدهم، وذلك في إطار إجراءات غير مسبوقة للحدّ من تفشي الفيروس.
وقال المدير التنفيذي للشركة ألان جويس، وفقا لوكالة "فرانس برس"، إنّ "جهود احتواء تفشّي فيروس كورونا أدّت إلى تراجع هائل في الطلب على السفر، لم نشهد له مثيلاً من قبل"، مضيفاً أنّ الشركة قررت منح عشرين ألفا من موظفيها البالغ عددهم 30 ألفا إجازات غير مدفوعة لغاية نهاية أيار/مايو المقبل".
وأضاف أنّ القرار يشمل أيضاً شركة "جت ستار" للطيران منخفض التكلفة التابعة لمجموعة كوانتاس.
وبدا مطار سيدني هادئا أمس الأربعاء، وشبه خال من القادمين، لكن تشكلت صفوف أمام منصات شركات الطيران مع عدد محدود من الرحلات المغادرة.
إجراءات مشددة
وطلبت الحكومة الأسترالية من مواطنيها أمس الأربعاء، الامتناع عن السفر إلى الخارج، كما دعت المسافرين حاليا إلى العودة بسرعة إلى بلدهم، وذلك في إطار إجراءات غير مسبوقة في تاريخ البلاد تهدف إلى الحدّ من تفشي وباء كورونا الجديد.
وأمر رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، أيضا بالحد من التجمعات "غير الضرورية" لأكثر من مئة شخص في الأماكن الداخلية، بعد حظر فُرض مسبقا على تجمع أكثر من 500 شخص أثار ذهول الأستراليين المعروفين بحبهم للنشاطات الرياضية. ومع أن موريسون وصف قرار الحد من السفر بأنه "حظر غير محدد زمنيا" للرحلات إلى الخارج، جاءت نصيحة الحكومة بشكل توصية.
وقالت وزارة الخارجية الأسترالية في نصها "بغض النظر عن وجهتكم وسنّكم ووضعكم الصحي، نصيحتنا هي عدم السفر في الوقت الحالي".
واستثنى موريسون من قرار منع التجمعات لأكثر من مائة شخص، وسائل النقل العام ومواقع التسوق والمنشآت الصحية والمدارس، رافضا الدعوات التي وجهت إلى الحكومة لإغلاق كل المدارس على غرار دول أخرى، موضحا أن تأثير ذلك على المجتمع والاقتصاد سيكون "قاسيا" ويكلف "عشرات الآلاف من الوظائف".
وقال إنّ "أي إجراء نتّخذه يجب أن يمتدّ ستّة أشهر على الأقل"، موضحا أنّ إغلاق المدارس سيحرم القطاع الصحي 30 بالمائة من العاملين فيه إذ سيجبر الآباء والأمهات من بينهم على ملازمة منازلهم مع أولادهم.
وكرر موريسون دعوات مراكز التسوق إلى وقف حالة الهلع التي أدت إلى إفراغ الرفوف وألحقت ضررا بالأكثر ضعفا. وقال "نرفض حمى شراء المواد الغذائية وغيرها". وأضاف "توقفوا عن القيام بذلك. هذا مثير للسخرية! إنه أمر مخالف لمبادئ أستراليا ويجب أن يتوقف، نواجه جميعا الوضع نفسه".
(فرانس برس، العربي الجديد)