كورونا ينعش التجارة الإلكترونية في العراق

07 سبتمبر 2020
كورونا دفع الكثير من العراقيين للتسوق عبر الإنترنت (زايد العبيدي/فرانس برس)
+ الخط -

بعد انتشار فيروس كورونا وفرض حظر التجوّال، زادت معدلات تسوق العراقيين عبر الإنترنت مقارنة بالأشهر التي سبقت ظهور الوباء حيث اضطر الكثير منهم إلى عدم الخروج من المنزل وتفضيل التسوق من المتاجر الإلكترونية لسد احتياجاتهم اليومية عبر تصفح مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك وإنستغرام.
وفي هذا السياق، تقول الموظفة الحكومية، سديد سلام (30 عامًا)، لـ"العربي الجديد"، إنه منذ فرض حظر التجوّل بدأت أشتري احتياجات أسرتي من المتاجر الإلكترونية حيث تعرفت تدريجيا على الكثير من المواقع والمتاجر الغذائية والطبية والمعادن كالذهب والفضة والملابس ومواد التجميل وغيرها على الإنترنت.
وأضافت: مع انتشار وباء كورونا والحجر الصحي صرت اعتمد بنسبة 90% على التسوق من المتاجر الإلكترونية، حتى الذهب اشتريه من بعض الصاغة الموثوق بهم أو الّذين أعرفهم عبر الإنترنت، وأغلب فساتين بناتي الصغار أشتريها من الصفحات الخاصة بملابس الأطفال.
وشهدت التجارة الإلكترونية نموا ملحوظا في العراق، ويقدر حجم مبيعاتها بأكثر من 20 مليون دولار شهرياً، حسب تقديرات غير رسمية.
"كورونا دفعت التجارة الإلكترونية للنمو على عكس مبيعات التجارة التقليدية، فالكثير من المواطنين يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي من المنازل وتظهر لهم بضائع ذات جودة عالية وسعر مناسب، فيكون الإقبال على شرائها عاليا جدا" كما يقول صاحب متجر "دليفري" الإلكتروني، صهيب أحمد، لـ"العربي الجديد".
وتابع أن إحدى شركات النقل المعتمدة والتي لديها 18 مكتبا في عموم العراق، وتقدر حجم أرباحها اليومية بـ 40 ألف دولار، أجبرت على التوقف نتيجة قرارات الحظر الشامل في الأشهر الماضية، لكن في جميع الأحوال فإن فيروس كورونا، ساهم في رفع المبيعات وفتح آفاق واسعة لكثير من المتاجر التي لم تكن معروفة سابقا.

وأضاف أن أكثر المشترين من متجرنا الرجال من عمر 20 إلى 34 عامًا، إذ يقبلون على المنتجات الخاصة بالعناية بالشعر والذقن، وأجهزة تخفيف الوزن، والملابس والأكسسوار، وتأتي النساء بالمرتبة الثانية، من عمر 18 إلى 40 عامًا، أما المنتجات الأكثر مبيعا في العراق فهي أجهزة العناية بالبشرة، والملابس والأكسسوار، ومستحضرات التجميل بشكل عام.
الخبير بالتسويق الإلكتروني، محمد عبد الرحمن (30 عامًا)، يؤكد لـ"العربي الجديد"، أن العديد من الشباب العراقيين أصبحوا يفكرون بجدية بفتح مشاريعهم الخاصة وبسبب جائحة كورونا فإن الجميع في المنازل يمسك الهاتف لساعات للتعرف على التجارة الإلكترونية، ما دفعني إلى إطلاق سلسلة تعليمية عبر حسابي في إنستغرام سهلة وبسيطة جدا بإمكان الجميع الاطلاع عليها تحت وسم التسويق بالعراق لتنمية مهارات المقبلين على العمل في هذا المجال.
وبين عبد الرحمن، أن "التجارة الإلكترونية مربحة جدا لكنها تحتاج إلى جهود كبيرة ووقت وخبرة من أجل تحقيق المكاسب المرجوة، والتي قد تصل إلى 3 آلاف دولار شهريا وربما أكثر للمشاريع الناشئة، أما عن عيوبها فهي كثيرة وأبرزها عدم وعي الكثير بآليات التسويق الإلكتروني والتسرع أحياناً في اتخاذ القرار، وأنصح من يريد الاستثمار في هذا المجال بدراسة السوق جيدا والتعرف على مواطن القوة والضعف قبل دخوله".
وأوضح أن العديد من التجّار الجدد في هذا المجال يريدون تحقيق مبيعات سريعة وكبيرة في أول شهرين، ويحبطون من سوق التجارة الإلكتروني الصعب والذي مازال يواجه مشاكل عديدة منها غلاء النقل.
وقال عبد الرحمن إن جائحة كورونا من فوائدها أنها اختزلت لنا 10 سنوات من التطوير الإلكتروني في العراق، إذ أجبرت الجميع على التوجه إلى الشراء (أونلاين).

المساهمون