تواجه شركات الأدوية في مصر، أزمة استيراد المواد الخام المستخدمة في تصنيع الأدوية، خاصة الواردة من الصين والهند، في ظل أزمة تفشي انتشار فيروس "كورونا الجديد" ونفاد مخزون المواد الخام الدوائية من مصانع الأدوية، ما يهدد بتوقف إنتاج بعض المستحضرات الدوائية.
وتستورد شركات تصنيع الدواء المصرية نسبة كبيرة من المواد الخام للأدوية، من الصين حسب تقديرات مستوردين.
وكشف الدكتور محمد السيد عضو الشعبة العامة للأدوية باتحاد الغرف التجارية، أن بعض الشركات والمصانع الحكومية بمعظم المقاطعات الصينية، توقفت عن إنتاج عدد من المواد الخام الخاصة بصناعة الأدوية، وبالتالي أصبح من الصعب توفير الكميات المستوردة حالياً، نتيجة لتأهب الصين للتصدي لـ "فيروس كورونا"، وهو ما صعب المسؤولية على شركات الأدوية المصرية في استيراد المواد الخام من بكين.
وأضاف أن بعض شركات الأدوية في مصر، تمكنت خلال الساعات الماضية من استيراد شحنات مواد خام للأدوية من بعض الدول الأوروبية التي لم يصبها "فيروس كورونا"، إلا أن الجمارك بمطار القاهرة لا تزال تتحفظ عليها لاستيفاء الأوراق المطلوبة للإفراج عنها، ولتأخر استخراج شهادة بلد المنشأ، واعتمادها من جهة حكومية أوروبية.
ويشهد العديد من الصيدليات الموجودة بالقاهرة، نقصاً في عدد كبير من الأدوية، أبرزها أدوية مرضى السكر والقلب والعيون والروماتيزم والمخ والأعصاب والضغط والحساسية، وأدوية السرطان ومشتقات الدم والأمراض المزمنة.
وأرجع بعض الصيادلة الأزمة إلى شركات الأدوية التي لم تبذل جهدا كافيا لمواجهة المشكلة، حيث طالب عضو بمجلس نقابة الصيادلة رفض الكشف عن اسمه بضرورة تحرك الجهات المعنية لمواجهة المشكلة قبل أن تتفاقم.
وتستورد مصر المواد الخام التي تدخل في صناعة الأدوية، بما يقرب من 3 مليارات دولار.
من جانبه، حذر الدكتور محمد أشرف سكرتير غرفة صناعة الأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، من تأثر صناعة الدواء في مصر سلباً خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، إذا طال أمد أزمة تفشي فيروس "كورونا" في الصين.
وأشار إلى أن ذلك يمكن أن يزيد من تعثر عمليات استيراد مواد خام ومواد تعبئة داخلة في صناعة الدواء، وكذلك المستلزمات الطبية خلال الفترة الحالية، بسبب توقف الطرق والمطارات.