وفي الوقت الذي لم تفصح السلطات الصحية عن عدد الإصابات بكورونا في صفوف الطواقم الطبية، التي تعمل في الصفوف الأمامية في الحرب ضد الفيروس، خلق تأكيد إصابة ثلاثة أطباء بفيروس كورونا حالة من الارتباك في عمل المصالح الطبية، خاصة بعدما تشبثت أطر طبية وتمريضية بإجراء التحاليل المخبرية قبل العمل. وكشفت مصادر موثوقة من الهيئة الوطنية للأطباء لـ"العربي الجديد" أن حالات الإصابة تتجاوز 11 إصابة.
ووفق المصادر التي طلبت عدم كشف عن هويتها، فإن الأمر لا يقتصر على أطباء القطاع العام وإنما حتى الخاص، مبدية استغرابها من صمت المسؤولين في وزارة الصحة، في ظل توجس من ارتفاع عدد حالات الإصابة في صفوف من خالطوهم من مرضى وطواقم طبية وتمريضية.
وفيما تحدثت المصادر عن إصابة 7 أطباء في الدار البيضاء، وطبيبين في الرباط ومثلهما في تطوان، ينضم إليهم الأطباء الثلاثة في فاس، حاول "العربي الجديد" الحصول على تعقيب من وزارة الصحة بشأن الإصابات بكورونا في صفوف الطواقم الطبية، إلا أنها لم تتلق أي رد.
بالمقابل، كشف رئيس "الشبكة المغربية للدفاع عن الحق في الصحة والحق في الحياة"، علي لطفي، لـ "العربي الجديد"، أن المعطيات المتوفرة تشير إلى تسجيل أكثر من 10 إصابات بفيروس كورونا الجديد، تخص أطباء وممرضين وإداريين تابعين لوزارة الصحة، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 4 أطباء وممرضين في العزل الصحي حاليا.
وبحسب لطفي، فإن الأمر كان منتظرا في ظل افتقاد المستشفيات العمومية والمراكز الصحية بشكل كبير إلى مستلزمات الوقاية، مشيرا إلى أن الشبكة التي يقودها كانت قد نبهت إلى الخطر الذي يتهدد الطواقم الطبية التي توجد في الواجهة الأمامية في مواجهة كورونا، وتتعاطى مع العديد من المرضى الذين لا يعرف إن كانوا مصابين أم لا.
كما أوضح لطفي أن جميع الأطر الطبية والتمريضية كانت تفتقد إلى أدنى وسائل الحماية قبل وصول الفريق الطبي العسكري، بعد توجيهات العاهل المغربي الملك محمد السادس للقوات المسلحة الملكية بدعم أطر وزارة الصحة.
وتعتبر الشبكة أنه لا يمكن وقف تفشي فيروس كورونا الجديد من دون حماية العاملين بقطاع الصحة أولا، وتجهيز المستشفيات بوحدات العناية المركزة، فضلا عن دعم وتشجيع الأبحاث العلمية الطبية من طرف الخبراء الوطنيين المختصين، المعتمدين من طرف وزارة الصحة وكليات الطب والمراكز الاستشفائية الجامعية بشكل مواز.
وقالت الشبكة، في بيان وصل إلى "العربي الجديد"، إن النقص الملحوظ في المستلزمات الطبية والوقائية، كالأقنعة الطبية والقفازات ونظارات الوقاية وواقيات الوجه، ووسائل ومواد التعقيم والنظافة، قد يعرض للخطر حياة الأطباء والممرضين وغيرهم من العاملين الصحيين، الذين يوجدون في الخطوط الأمامية، سواء لنقلهم المرضى المصابين أو المشكوك في إصابتهم في سيارات الإسعاف، أو الكشف عن الفيروس في المختبرات أو الرعاية الصحية للمصابين بعدوى كورونا في المستشفيات.
وكان ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب قد أطلقوا، الأسبوع الفائت، حملات من أجل توفير الدعم والحماية للأطباء والطواقم الطبية، الموجودين في خط المواجهة الأولى مع الفيروس.