كورونا يبعثر حياة اليمنيين بعد أسابيع من التراخي

30 ابريل 2020
دخلت المدن اليمنية في حالة طوارئ جديدة (Getty)
+ الخط -
أدخل فيروس كورونا المدن اليمنية في حالة طوارئ جديدة، عقب تسجيل أول حالتي وفاة بالفيروس، واكتشاف 5 إصابات دفعة واحدة في العاصمة المؤقتة عدن جنوباً، وذلك بعد أسابيع من التراخي التام وممارسة الحياة الطبيعية خلافاً للقيود الشديدة على التجمّعات والحجر المنزلي في باقي دول العالم.

وجاء اكتشاف الحالات غداة يوم من تشكيك أممي في عجز السلطات اليمنية الصحية عن اكتشاف الوباء، وهو ما عزّز مخاوف الناس من انتشار مؤكد للفيروس في عدد من المدن، ولكن دون إفصاح وزارتي الصحة في عدن وصنعاء عن الحقيقة، سواء كان ذلك عن قصد أو نتيجة عجز حقيقي عن التشخيص.

واكتفت اللجنة العليا لمواجهة كورونا التابعة للحكومة الشرعية، بالإعلان عن 5 حالات مؤكدة في عدن، دون الكشف عن تفاصيل إضافية، وما إذا كانت لأشخاص قدموا أخيراً من دول أخرى رغم الحظر المفروض، أم أنها نتيجة الفيضانات التي ضربت المدينة وتسببت بتفشي موجة كبيرة للحُميات.

وتسبب الإعلان الحكومي، بحالة هلع واسعة لدى جهات متعددة داخل اليمن؛ ففي عدن، أعلن "المجلس الانتقالي الجنوبي"، فرض حظر تجول شامل لمدة 3 أيام بشكل مبدئي.

وقال سكان محليون، لـ"العربي الجديد"، إنّ حظر التجول دخل حيّز التنفيذ في الساعات الأولى من فجر اليوم الخميس، حيث أغلقت مراكز التسوق الكبرى والأسواق الشعبية التي تعتاد على فتح أبوابها في ليالي رمضان حتى ساعات الفجر، باستثناء مراكز بيع المواد الغذائية والخضروات.

كما أقر "الانتقالي"، الإغلاق الكلي لأسواق القات في عدن ومنع دخوله وبيعه داخل المدن وخارجها نظراً للازدحام الذي يخلقه، وإغلاق المطاعم لمدة أسبوعين، مع السماح ببيع الأطعمة إلى المنازل فقط.

وبعد أن كانت المساجد قد استأنفت فتح أبوابها، أقر "الانتقالي" إغلاقها ومنع صلاة الجماعة والجمعة لمدة أسبوعين، فيما تم السماح للفنادق بالعمل بشكل محدود، والسماح فقط للعائلات بالسكن مع الالتزام بالشروط الصحية اللازمة.

وجراء ذلك، أعلنت السلطة المحلية في محافظة تعز جنوب غربي اليمن، إغلاق كافة المنافذ الرئيسية باستثناء دخول البضائع والمواد التموينية حتى استكمال التدابير الصحية.

وفي صنعاء، أكدت مصادر محلية وطبية في شهادات منفصلة، لـ"العربي الجديد"، أنّ سلطات الحوثيين تتكتم بالفعل عن حالات الإصابة بفيروس كورونا، رغم حالة الطوارئ غير المعلنة بالعاصمة اليمنية.

وذكرت المصادر، أنّ السلطات الحوثية داهمت منزلاً في شارع الستين، ونقلت أحد المواطنين إلى مركز العزل بعد الاشتباه بإصابته، كما قامت بإغلاق سوق السلام التجاري الشعبي بالكامل، بعد نقل أحد التجار ونجله إلى مراكز العزل جراء ظهور أعراض الفيروس عليهما.

وكشفت المصادر، أنّ عدد الحالات التي تم الاشتباه بها، خلال الـ24 ساعة الماضية، بلغت 17 حالة، منها حالتان تم إدخالهما إلى غرفة العناية المركزة بمستشفى "الكويت"، والذي اعتمدته وزارة الصحة الحوثية كأحد مراكز العزل، بجانب مستشفى "زايد".

ولم تكشف وزارة الصحة الحوثية رسمياً عن تلك الحالات سواء أكان يُشتبه بها أو أنها مصابة فعلياً بالفيروس. ووفقاً للمصادر، فإن توجيهات صدرت بتغيير بروتوكول تقييم الحالات، واستقبال كافة حالات الالتهاب الرئوي الحاد التي كانت المرافق الصحية ترفض استقبالها وإخضاعها لفحص كورونا.

كما وجّهت وزارة الصحة الحوثية، بتوسيع عملية الفحص والتقييم لكافة الحالات المصابة بالالتهاب الرئوي الحاد، سواء كانت قادمة من الخارج أو موجودة في الداخل اليمني ولم تسافر إطلاقاً.

وشنّ ناشطون يمنيون حملة إلكترونية على السلطات الحوثية واتهموها بالتكتم عن الحالات. وبدلاً من مكاشفة الرأي العام، دخلت وزارة الصحة الحوثية في سجال مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، على خلفية بيان طالب الجهات الرسمية بقول الحقيقة.

وعلى الرغم من حديث الأمم المتحدة عن دعم للقطاع الصحي في اليمن بشكل عام، سواء المدن الخاضعة للشرعية أو غيرها، إلا أن وزير الصحة الحوثي طه المتوكل، قال في رسالة وجهها لمنسقة الشؤون الإنسانية باليمن ليز غراندي، إن ما وصل إليهم هو 96 سريراً عادياً لا تصلح حتى لأقسام الرقود، وليس 520 سريراً كما ذكر البيان الأممي.

وأشار المسؤول الحوثي إلى أن المحافظات الخاضعة لسيطرتهم بحاجة إلى 10 آلاف سرير عناية مركزة وملحقاتها و500 ألف جهاز فحص كورونا بصورة عاجلة.

ويبدو أنّ الأيام المقبلة من شهر رمضان، ستكون مختلفة على اليمنيين حيث سيُحرمون من الحرية التي تمتعوا بها طيلة الأسابيع الماضية، مع فرض قيود جديدة على التنقل بين المحافظات وإغلاق الأسواق، لا سيما مع توقع موجة تسوق واسعة لشراء مستلزمات عيد الفطر.

المساهمون