لم يعد مراقبو الشأن في ليبيا يصفون قذائف مليشيات خليفة حفتر بـ"العشوائية"، بعد أن أصبحت تلازم حياة المواطن الليبي في العاصمة ومحيطها بشكل يومي، لتستهدفه ومنزله ومدرسته، بل وحياته أيضاً، بعد استهداف "مستشفى الخضراء" الذي أُعدّ ليكون أكبر المراكز الصحية لاستضافة المصابين بفيروس كورونا بهدف تطويقه والحدّ من انتشاره.
وعلى مدار ليل أمس الإثنين، وحتى صباح اليوم الثلاثاء، استهدفت قذائف حفتر أحياء أبوسليم والهضبة وشرفة الملاحة والحاراتي، متسببة بأضرار مادية وبشرية واسعة، ما حدا بجهاز الإسعاف والطوارئ إلى توجيه نداء عاجل عبر وسائل الإعلام إلى "كافة المواطنين في طرابلس"، لـ"الالتزام بالأدوار السفلية من المنزل"، و"اتخاذ أكبر عدد من الجدران حاجزاً ليحميك"، للحدّ من الخسائر البشرية.
وبعد قصف المستشفى بقذائف عدة ليل أمس الإثنين، أعلن مركز الطب الميداني والدعم الحكومي إجلاء ست حالات خطيرة كانت تتلقى العلاج بمستشفى الاستقلال. وقال المركز، في إيجاز صحافي عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إنه وفّر ممراً آمناً لخروج المرضى خوفاً على حياتهم، فيما ذكرت وزارة الصحة أن بين نزلاء المستشفى مصابين بفيروس كورونا، وطالبت منظمة الصحة العالمية بالعمل على وقف الاعتداءات على المؤسسات الصحية.
اقــرأ أيضاً
من جهته، قال أحد أفراد الطاقم الطبي بالمستشفى عبد الفتاح حمزة، إن إحدى القذائف أصابت مولد الكهرباء الرئيسي، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المستشفى، مشيراً إلى أن ذلك شكل خطراً كبيراً على النزلاء، خصوصاً من ينزل منهم بغرف العناية المشددة.
ولفت حمزة في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن القصف أحدث حالة من الذعر والهلع في صفوف المرضى، خصوصاً مع وصول سيارات إسعاف إلى المنطقة المجاورة للمستشفى التي أصيبت هي الأخرى بقذائف عدة.
وحتى الساعة، لم تعلّق أي جهة دولية على الحادث، باستثناء إدانة نائب الممثل الخاص للأمين العام، منسق الشؤون الإنسانية، والمنسق المقيم للأمم المتحدة لدى ليبيا، يعقوب الحلو، للحادث، مطالباً بوقف التصعيد العسكري.
وبينما أكد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، عبد المالك المدني، تمكن قوات الحكومة من "تدمير مدفع هاوزر بمحيط معسكر اليرموك، وهو أحد المدافع التي تستعملها مليشيات حفتر في استهداف الأحياء السكنية بمناطق سوق الجمعة وأبوسليم"، طالب بالكف عن وصف قذائف حفتر بـ"العشوائية". وأوضح، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذه القذائف ترسل بشكل عشوائي، لكنّ من يطلقها يعرف أنها ستسقط على المدنيين، مؤكداً أن استمرارها بات يؤكد أن حفتر يستخدم المدنيين كورقة للضغط على قوات الحكومة لتتوقف عن مهاجمة تمركزاته التي باتت في طريقها للتهاوي.
من جانب آخر، أكد مواطنون من أحياء عدة لـ"العربي الجديد" انقطاع المياه عن العاصمة منذ منتصف ليل البارحة، فيما لم تعلن الحكومة طريقة لتوفير المياه للسكان، خصوصاً في ظل حظر التجول المفروض كإجراء احترازي بعد ظهور وباء كورونا، وهو ما يعتبره الناشط السياسي الليبي، عقيلة الأطرش، دليلاً آخر على تعمد حفتر الإضرار بالمدنيين واستخدامهم كورقة ضد قوات الحكومة.
اقــرأ أيضاً
وأعلنت إدارة منظومة النهر الصناعي، المسؤولة عن تزويد مدن الساحل بمياه الشرب من آبار بوسط صحراء جنوب البلاد، ليل أمس الإثنين، اقتحام مجموعة مسلحة لأحد مقارها بالجنوب، وإجبارها العاملين على غلق كلّ صمامات التحكم بتدفق المياه.
وبينما أكدت غرفة عملية "بركان الغضب" مسؤولية مليشيات حفتر عن الحادث، أكدت إدارة المنظومة بدء انقطاع المياه عن مدن المنطقة الغربية، بما فيها العاصمة التي تؤوي أكثر من ثلث سكان البلاد.
وليست المرة الأولى التي يتعمد فيها حفتر قطع المياه عن العاصمة، ففي مايو/أيار من العام الماضي دهمت مليشياته الموقع ذاته بمنطقة الشويرف، وقطعت المياه عن سكان العاصمة لمدة أسبوع كامل، حتى عاد ووافق على ضخ المياه مجدداً بعد ضغوط بيانات دولية استنكرت الحادث. لكن ابراهيم احميدة، المواطن من حي أبو الخير، لفت إلى أن ذلك حدث في وقت يمكننا التنقل فيه داخل العاصمة للبحث عن مصادر أخرى للمياه، موضحاً في حديث لـ "العربي الجديد"، أن "أغلب سكان العاصمة يسكنون عمارات وأحياء لا مصدر فيها للمياه إلا عبر منظومة النهر الصناعي". وقال: "نحن بين مطلب رفع حظر التجول للبحث عن الماء لأُسرنا، أو العطش للهرب من خطر كورونا المنتشر في البلاد".
وعلى مدار ليل أمس الإثنين، وحتى صباح اليوم الثلاثاء، استهدفت قذائف حفتر أحياء أبوسليم والهضبة وشرفة الملاحة والحاراتي، متسببة بأضرار مادية وبشرية واسعة، ما حدا بجهاز الإسعاف والطوارئ إلى توجيه نداء عاجل عبر وسائل الإعلام إلى "كافة المواطنين في طرابلس"، لـ"الالتزام بالأدوار السفلية من المنزل"، و"اتخاذ أكبر عدد من الجدران حاجزاً ليحميك"، للحدّ من الخسائر البشرية.
وبعد قصف المستشفى بقذائف عدة ليل أمس الإثنين، أعلن مركز الطب الميداني والدعم الحكومي إجلاء ست حالات خطيرة كانت تتلقى العلاج بمستشفى الاستقلال. وقال المركز، في إيجاز صحافي عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إنه وفّر ممراً آمناً لخروج المرضى خوفاً على حياتهم، فيما ذكرت وزارة الصحة أن بين نزلاء المستشفى مصابين بفيروس كورونا، وطالبت منظمة الصحة العالمية بالعمل على وقف الاعتداءات على المؤسسات الصحية.
Facebook Post |
من جهته، قال أحد أفراد الطاقم الطبي بالمستشفى عبد الفتاح حمزة، إن إحدى القذائف أصابت مولد الكهرباء الرئيسي، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن المستشفى، مشيراً إلى أن ذلك شكل خطراً كبيراً على النزلاء، خصوصاً من ينزل منهم بغرف العناية المشددة.
وحتى الساعة، لم تعلّق أي جهة دولية على الحادث، باستثناء إدانة نائب الممثل الخاص للأمين العام، منسق الشؤون الإنسانية، والمنسق المقيم للأمم المتحدة لدى ليبيا، يعقوب الحلو، للحادث، مطالباً بوقف التصعيد العسكري.
وبينما أكد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، عبد المالك المدني، تمكن قوات الحكومة من "تدمير مدفع هاوزر بمحيط معسكر اليرموك، وهو أحد المدافع التي تستعملها مليشيات حفتر في استهداف الأحياء السكنية بمناطق سوق الجمعة وأبوسليم"، طالب بالكف عن وصف قذائف حفتر بـ"العشوائية". وأوضح، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن هذه القذائف ترسل بشكل عشوائي، لكنّ من يطلقها يعرف أنها ستسقط على المدنيين، مؤكداً أن استمرارها بات يؤكد أن حفتر يستخدم المدنيين كورقة للضغط على قوات الحكومة لتتوقف عن مهاجمة تمركزاته التي باتت في طريقها للتهاوي.
من جانب آخر، أكد مواطنون من أحياء عدة لـ"العربي الجديد" انقطاع المياه عن العاصمة منذ منتصف ليل البارحة، فيما لم تعلن الحكومة طريقة لتوفير المياه للسكان، خصوصاً في ظل حظر التجول المفروض كإجراء احترازي بعد ظهور وباء كورونا، وهو ما يعتبره الناشط السياسي الليبي، عقيلة الأطرش، دليلاً آخر على تعمد حفتر الإضرار بالمدنيين واستخدامهم كورقة ضد قوات الحكومة.
وأعلنت إدارة منظومة النهر الصناعي، المسؤولة عن تزويد مدن الساحل بمياه الشرب من آبار بوسط صحراء جنوب البلاد، ليل أمس الإثنين، اقتحام مجموعة مسلحة لأحد مقارها بالجنوب، وإجبارها العاملين على غلق كلّ صمامات التحكم بتدفق المياه.
وبينما أكدت غرفة عملية "بركان الغضب" مسؤولية مليشيات حفتر عن الحادث، أكدت إدارة المنظومة بدء انقطاع المياه عن مدن المنطقة الغربية، بما فيها العاصمة التي تؤوي أكثر من ثلث سكان البلاد.
Facebook Post |
وليست المرة الأولى التي يتعمد فيها حفتر قطع المياه عن العاصمة، ففي مايو/أيار من العام الماضي دهمت مليشياته الموقع ذاته بمنطقة الشويرف، وقطعت المياه عن سكان العاصمة لمدة أسبوع كامل، حتى عاد ووافق على ضخ المياه مجدداً بعد ضغوط بيانات دولية استنكرت الحادث. لكن ابراهيم احميدة، المواطن من حي أبو الخير، لفت إلى أن ذلك حدث في وقت يمكننا التنقل فيه داخل العاصمة للبحث عن مصادر أخرى للمياه، موضحاً في حديث لـ "العربي الجديد"، أن "أغلب سكان العاصمة يسكنون عمارات وأحياء لا مصدر فيها للمياه إلا عبر منظومة النهر الصناعي". وقال: "نحن بين مطلب رفع حظر التجول للبحث عن الماء لأُسرنا، أو العطش للهرب من خطر كورونا المنتشر في البلاد".
ويخلص عقيلة الأطرش في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى القول: "ما من شك عندي في أن حفتر يسعى لنشر وباء كورونا القاتل بعد أن فشل عسكرياً وقُتل طموحه السياسي للانتقام أو لإظهار خصومه عاجزين أو لإلهائهم عن مقاومته، وبالعموم هي عملية قذرة"، لافتاً إلى أنه "يسعى الآن للانتقام من العاصمة بتوفير كل السبل التي تمكن من انتشار الفيروس القاتل فيها".
وتأتي خطوات حفتر التصعيدية من أجل إحكام حصاره على العاصمة طرابلس، مع تكرار النداءات الدولية لوقف حربه، آخرها المطالبة المشتركة من السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، والممثل الخاص لليونيسف في ليبيا عبدالرحمن غندور، بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنهاء القصف العشوائي للمنشآت المدنية والبنى التحتية المدنية.