كوبلر يدعو إلى "تدخل فوري" لوقف الكارثة الإنسانية بليبيا

20 ابريل 2016
السراج يرحّب بالمساعدات لكنه يرفض التدخل الخارجي (Getty)
+ الخط -
دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، اليوم الأربعاء، إلى التدخل فوراً لوقف الكارثة الإنسانية في ليبيا، فيما شدد رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز السراج، خلال لقاء أمس الثلاثاء، على رفض بلاده للتدخل في شؤونها الداخلية، وأضاف أن حكومته ترحب بمساعدات الدول الأوروبية، لكن ترفض تدخلها.

وقال كوبلر، في تغريدات نشرها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنه لا يملك أي صبراً حيال الكارثة الإنسانية التي تشهدها ليبيا، داعياً إلى التدخل سريعاً لوقفها، مضيفاً "ليس غداً، بل الآن". وأشار إلى أنه تلقى تقرير الهيئة الإنسانية، ويدعم توصياتها.
وأثنى كوبلر على دعم الجزائر لعملية السلام في ليبيا، قائلاً إن زيارة الوزير الجزائري المكلف بالشؤون المغاربية والأفريقية، عبدالقادر مساهل، اليوم، إلى طرابلس كانت رسالة دعم قوية لاستقرار ليبيا.
من جهته، قال مساهل في مؤتمر صحافي مع نائب رئيس حكومة الوفاق أحمد معيتيق، إنه "سيعين في أقرب وقت سفيراً في طرابلس"، مضيفاً "أتمنى أن تكون الجزائر أول بلد يعيد فتح سفارته" في العاصمة الليبية، بحسب ما نقلت وكالة "فرانس برس".

وتجدر الإشارة إلى أنه أجرى وزراء خارجية دول أوروبية وسفراء زيارات إلى طرابلس على مدى الأسبوع الماضي، وذلك للمرة الأولى منذ إغلاق البعثات الدبلوماسية أبوابها إثر معارك صيف عام 2014، وأعلنوا عن سعي دولهم لإعادة فتح سفاراتها في طرابلس.

وكان السراج قد أعلن على هامش اجتماع مجلس الاتحاد الأوروبي، أن ليبيا ليست "بمعزل عن العالم ولكن لا تنازل عن سيادتها". وشدّد على أن الاتحاد الأوروبي هو شريك رئيسي لليبيا "وأننا معاً نواجه تحديات، لذا ينبغي أن نعمل معاً للتوصل إلى حلول مشتركة، بحيث نرغب بوضع العلاقة معكم في إطار مؤسسي، والبناء على اتفاقات الشراكة القائمة".

وفي سياق الأوضاع الاقتصادية ليبيا، دعا السراج إلى ضرورة العمل فوراً على رفع الحظر المفروض على الأرصدة المجمدة، وإيجاد حلول سريعة من أجل الاستفادة منها، إذ من المفترض أن تتولى حكومة الوفاق إدارتها بمجرد استلامها السلطة لتوفير المستلزمات الأساسية واحتياجات المواطن، وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي بالخصوص.

وأوضح السراج أن "حكومة الوفاق الوطني هي حكومة جميع الليبيين، الذين يؤيدون الاتفاق والذين يعارضونه، وسوف نعمل على تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي وعلى استعادة الأمن والنظام وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان".

السراج، الذي التقى اليوم الأربعاء، مساهل، قال إن "تفشي الإرهاب المتمثل في تنظيم الدولة الإسلامية مسألة حرجة"، وأضاف: "ليبيا الآن تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لداعش".

وتطرق السراج إلى ملف الهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة، وقال إن "الجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، لا يمكن تجاهل حقيقتهما وحجم مأساتهما.. لذلك لدينا جميعاً مسؤولية أخلاقية، وعلينا أن نعمل على برنامج شامل يتناول المسألة من جذورها، بدءاً من الحدود، والدول المجاورة، وليس فقط استهداف القوارب أو توطين المهاجرين".

وكانت الولايات المتحدة قد وسعت يوم أمس الثلاثاء، عقوباتها على ليبيا، مستهدفة معارضين لحكومة الوفاق التي يدعمها المجتمع الدولي. وأورد بيان للبيت الأبيض أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أجاز لوزارة الخزانة اتخاذ إجراءات عقابية مالية، وعلى مستوى التأشيرات بحق أشخاص ماديين أو معنويين "يهددون السلام والأمن والاستقرار في ليبيا".

المساهمون