توفي، أمس السبت، الرئيس السابق للجمهورية التركية، ومهندس أحد أهم الانقلابات فيها، الجنرال كنعان إفرين، في أكاديمية غولهانة العسكرية الطبية في العاصمة التركية أنقرة، عن عمر يناهز 98 عاماً.
وتعرض إفرين إلى أزمة صحية استوجبت نقله إلى الأكاديمية الطبية، ليتوفى بعدما وضع على جهاز التنفس الاصطناعي، إثر إصابته بفشل أعضاء متعدد.
ولد إفرين عام 1917 في مدينة مانيسا التركية، وبعدما أنهى الثانوية العسكرية في حي مالتابة في مدينة إسطنبول، التحق بالمدرسة الحربية عام 1938، ليتخرج من الأكاديمية الحربية عام 1949.
تقلد إفرين العديد من الوظائف والمناصب داخل القوات المسلحة التركية كضابط للمدفعية والأركان، حيث تولى قيادة الجيش والقوات البرية، وعُين بعدها لرئاسة الأركان العامة وذلك في 7 مارس/آذار 1978.
وعقب الانقلاب الذي وقع في 12 سبتمبر/أيلول 1980، جمع إفرين إلى جانب مناصبه السابقة، رئاسة مجلس الأمن القومي، ورئاسة الجمهورية التركية.
أصبح إفرين رئيسا رسمياً للجمهورية التركية بعد الدستور الذي قدم للاستفتاء الشعبي في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1982، وذلك في التاسع من نوفمبر من ذات العام حتى التاسع من الشهر ذاته عام 1989، حيث دخلت البلاد في عهده دوامة من الحرب الأهلية لم تنته إلا قبل سنوات بعد وقف إطلاق النار، الذي أدت إليه عملية السلام التي تقودها أنقرة مع حزب "العمال الكردستاني".
وذكرت وكالة "الأناضول" التركية، أن إفرين قام بحل البرلمان والحكومة بعد الانقلاب، في بيان وقعه بصفته رئيسا لمجلس الأمن القومي، بدعوى أن أجهزة الدولة الرئيسية أصبحت معطلة، والأحزاب السياسية تتصارع فيما بينها بلا طائل، والبلاد على حافة الحرب الأهلية.
وعقب الانقلاب، فرض العسكر دستوراً جديداً عام 1982، ونتيجة إقرار استفتاء شعبي جرى أخيراً بإلغاء مادة مؤقتة في الدستور التركي كانت تحول دون محاكمة المسؤولين عن الانقلاب، أعقب ذلك تقديم لائحة اتهام في 2011، بحق إفرين، وقضت محكمة الجنايات العاشرة في أنقرة بالسجن المؤبد عليه، في 18 يونيو/حزيران من العام الماضي، على خلفية قيادته الانقلاب العسكري.
ولم يصدر القرار النهائي بعد بشأن الطعن الذي تقدم به محامو إفرين على الحكم الصادر بحقه.
وحملت المحاكمة أهمية رمزية بالنسبة للحياة السياسية والديمقراطية في تركيا، بعد مرور أكثر من ثلاثين عاماً على انقلاب 1980، الذي يعتبر الأكثر دموية في تاريخ تركيا، حيث اعتقل خلاله مئات الآلاف من الأشخاص، وحُوكم نحو 250 ألفاً آخرين، كما أُعدم خمسون معتقلًا، ومات العشرات تحت التعذيب في السجون، فضلًا عن فرار عشرات الآلاف من الأتراك إلى الخارج.
اقرأ أيضاً أوغلو: تركيا لن تتدخل عسكرياً في سورية