قبل 22 عاماً، لجأ كمال خان من إقليم بغلان في شمال أفغانستان إلى باكستان، برفقة والده محمد كريم، وشقيقيه نديم وشريف. كان عمره ثمانية أعوام فقط. أمضى أكثر من عقدين من حياته متنقلاً بين مخيمات اللاجئين في إقليم خيبربختونخوا في شمال غرب باكستان، وتحديداً في مدينة بشاور، قبل أن يستقر في ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام آباد. منذ خمسة أعوام، يعيش وأسرته في بيت من الطين وسط قرية كتشي أبادي.
اعتاد خان العمل في الأسواق لتأمين لقمة عيشه. يقول بحزن: "أمضيتُ حياتي في المخيمات". وبسبب الأحوال المعيشية السيئة والأعمال الشاقة، أُصيب بعموده الفقري. يضيف: "لا أدري ما الذي سيحصل لأولادي الصغار إذا عجزت عن مواصلة العمل".
عند آذان الفجر، يستيقظُ الشاب ويتوجه إلى سوق الخضار مباشرة بعد أداء الصلاة. يعملُ في نقل الخضار حتى موعد صلاة الظهر. يصلّي ويتناول وجبة الغداء، قبل أن يتابع عملاً آخراً. يذهب برفقة طفليه صفدر وخان ولي إلى دكان صغير بجانب منزله، ويعملون في إصلاح الدراجات النارية والهوائية، في مقابل 300 روبية باكستاني فقط، (أقل من ثلاثة دولارات أميركية).
يقول إن ما يجنيه لا يكفي لتأمين احتياجات أسرته، عدا عن حاجته للعلاج. أمرٌ آخر يجد نفسه مضطر إلى تلبيته، وهو إرضاء عناصر الشرطة ودفع مبلغ يومي لهم كي يسمحوا له بمواصلة العمل، علماً أنه عجز عن تعليم أطفاله.
يوضح خان أن رجال الشرطة يأتون يومياً لجني المال من أصحاب الدكاكين والعاملين على قارعة الطرق وفي سوق الخضار، ولا يمكن الرفض. لذلك، يحرص خان وغيره على تأمين حصة الشرطة. وهؤلاء يعرفون توقيت عودة اللاجئين من العمل إلى بيوتهم، وينتظرونهم عند مغيب الشمس على الطريق المؤدية إلى القرية للحصول على المال.
يحكي أنه في أحد الأيام، رفض إعطاء رجال الشرطة المال (ما بين 50 إلى 100 روبية). "أخذوني إلى مركز الشرطة، وأردت إخبار المسؤول عن معاناتي، لكن الوضع كان أسوأ. طلب المسؤول الحصول على ثلاثة آلاف روبية (نحو 29 دولاراً) في مقابل الإفراج عني، بحجة أنني لاجئ وأعمل بصفة غير شرعية". ومنذ ذلك اليوم، قرر إرضاء رجال الشرطة المتناوبين خارج المركز، وألا يخاصم أحداً.
يحلم خان، على غرار جميع الآباء، بتعليم طفليه. إلا أنه يرى أن حياتهما لن تختلف كثيراً عن حياته. يلفت أن عدداً كبيراً من أفراد الأسرة الأكبر سناً تعلموا قبل اللجوء إلى باكستان. لكن اللجوء غيّر كل شيء.
إقرأ أيضاً: لاجئو وزيرستان.. تعليم الأطفال هاجسهم في أفغانستان
اعتاد خان العمل في الأسواق لتأمين لقمة عيشه. يقول بحزن: "أمضيتُ حياتي في المخيمات". وبسبب الأحوال المعيشية السيئة والأعمال الشاقة، أُصيب بعموده الفقري. يضيف: "لا أدري ما الذي سيحصل لأولادي الصغار إذا عجزت عن مواصلة العمل".
عند آذان الفجر، يستيقظُ الشاب ويتوجه إلى سوق الخضار مباشرة بعد أداء الصلاة. يعملُ في نقل الخضار حتى موعد صلاة الظهر. يصلّي ويتناول وجبة الغداء، قبل أن يتابع عملاً آخراً. يذهب برفقة طفليه صفدر وخان ولي إلى دكان صغير بجانب منزله، ويعملون في إصلاح الدراجات النارية والهوائية، في مقابل 300 روبية باكستاني فقط، (أقل من ثلاثة دولارات أميركية).
يقول إن ما يجنيه لا يكفي لتأمين احتياجات أسرته، عدا عن حاجته للعلاج. أمرٌ آخر يجد نفسه مضطر إلى تلبيته، وهو إرضاء عناصر الشرطة ودفع مبلغ يومي لهم كي يسمحوا له بمواصلة العمل، علماً أنه عجز عن تعليم أطفاله.
يوضح خان أن رجال الشرطة يأتون يومياً لجني المال من أصحاب الدكاكين والعاملين على قارعة الطرق وفي سوق الخضار، ولا يمكن الرفض. لذلك، يحرص خان وغيره على تأمين حصة الشرطة. وهؤلاء يعرفون توقيت عودة اللاجئين من العمل إلى بيوتهم، وينتظرونهم عند مغيب الشمس على الطريق المؤدية إلى القرية للحصول على المال.
يحكي أنه في أحد الأيام، رفض إعطاء رجال الشرطة المال (ما بين 50 إلى 100 روبية). "أخذوني إلى مركز الشرطة، وأردت إخبار المسؤول عن معاناتي، لكن الوضع كان أسوأ. طلب المسؤول الحصول على ثلاثة آلاف روبية (نحو 29 دولاراً) في مقابل الإفراج عني، بحجة أنني لاجئ وأعمل بصفة غير شرعية". ومنذ ذلك اليوم، قرر إرضاء رجال الشرطة المتناوبين خارج المركز، وألا يخاصم أحداً.
يحلم خان، على غرار جميع الآباء، بتعليم طفليه. إلا أنه يرى أن حياتهما لن تختلف كثيراً عن حياته. يلفت أن عدداً كبيراً من أفراد الأسرة الأكبر سناً تعلموا قبل اللجوء إلى باكستان. لكن اللجوء غيّر كل شيء.
إقرأ أيضاً: لاجئو وزيرستان.. تعليم الأطفال هاجسهم في أفغانستان