13 عاماً مرت على ذلك التاريخ "المذهل" على جميع الصعد، ولا يزال العالم يعيشه كأنه حصل بالأمس؛ كأنه لو لم تحصل تفجيرات 11 سبتمبر/أيلول 2001، لوجب اختراعها. في السينما والأدب والاقتصاد والإعلام والحريات و"السياسة" بمفهومها الذي يُراد منه أن يشمل كل شيء، تحضر الإسقاطات يومياً بـ"ما قبل وما بعد 11 سبتمبر". أمام كل حدث أو ظاهرة تخرّب النظام العالمي لما بعد مرحلة الحرب الباردة، تُستحضَر واقعة البرجين التجاريين، بما تحمله من رمزية ضرب الإمبراطورية في عقر دارها، في ملعبها وأمام جمهورها. قلما شهد تاريخ البشرية حدثاً حكم تفاصيل السياسات الدولية لسنوات طويلة بعد حصوله، مثلما فعلت تفجيرات ذلك الخريف الأميركي.
لكن اليوم، وفي الذكرى الـ13، يبدو أن العالم ذاهب نحو تخطّي ما توقف عنده منذ حصول التفجيرات. يستنهض العالم نفسه ضد "وحش" هو أحد الأبناء الشرعيين لتنظيم "القاعدة" طبعاً، لكنه ابن ضال قرر انتهاج أدوات عمل مختلفة عما كان يفترض أن يرثه؛ فتنظيم "داعش" قرر كسر مبدأ العمل بالتخفي وفق عقيدة الخلايا السرية على طريقة "القاعدة" وقبله حركات المقاومات اليسارية السرية، لينتشر ويتمدد علناً في أراضٍ واسعة، وبهرمية واضحة، تحكمها قوانين وأولويات "خلافته"، وبتمويل لم يعد ينتظر ثروات بن لادن الهاربة من السعودية ليغذي عملياته بها. لقد تبيّن أنّه حتى تنظيم كـ"القاعدة"، يبقى مرشحاً للانشقاقات، وهو ما يمكن اعتباره بداية لنهايته. فقد ظلّ "القاعدة" يتمتع، لسنوات، بـ"ميزة" ثمينة ويصعب توفرها في الكثير من التنظيمات "المتمردة": لامركزيته ولاهرميته، وفي الوقت نفسه وحدته.
هكذا، ظلت جميع فروع التنظيم تعمل في جميع أصقاع الأرض، وتتخذ قراراتها "الوطنية" باستقلال ذاتي نسبي، من دون أن يخرج اعتراض رئيسي واستراتيجي، ولو لمرة، من أسامة بن لادن، ومن بعده من أيمن الظواهري. ثم أتى "داعش" لتصبح السجالات العلنية بين التنظيمين، وأشبه بالمناظرات التلفزيونية بين الموالاة والمعارضة في الدول "الكافرة". في أجواء تحالف حربي لن يشبه تحالف العام 2001، يبدو العالم سائراً باتجاه نهاية عصر ما بعد 11 سبتمبر.
لكن اليوم، وفي الذكرى الـ13، يبدو أن العالم ذاهب نحو تخطّي ما توقف عنده منذ حصول التفجيرات. يستنهض العالم نفسه ضد "وحش" هو أحد الأبناء الشرعيين لتنظيم "القاعدة" طبعاً، لكنه ابن ضال قرر انتهاج أدوات عمل مختلفة عما كان يفترض أن يرثه؛ فتنظيم "داعش" قرر كسر مبدأ العمل بالتخفي وفق عقيدة الخلايا السرية على طريقة "القاعدة" وقبله حركات المقاومات اليسارية السرية، لينتشر ويتمدد علناً في أراضٍ واسعة، وبهرمية واضحة، تحكمها قوانين وأولويات "خلافته"، وبتمويل لم يعد ينتظر ثروات بن لادن الهاربة من السعودية ليغذي عملياته بها. لقد تبيّن أنّه حتى تنظيم كـ"القاعدة"، يبقى مرشحاً للانشقاقات، وهو ما يمكن اعتباره بداية لنهايته. فقد ظلّ "القاعدة" يتمتع، لسنوات، بـ"ميزة" ثمينة ويصعب توفرها في الكثير من التنظيمات "المتمردة": لامركزيته ولاهرميته، وفي الوقت نفسه وحدته.
هكذا، ظلت جميع فروع التنظيم تعمل في جميع أصقاع الأرض، وتتخذ قراراتها "الوطنية" باستقلال ذاتي نسبي، من دون أن يخرج اعتراض رئيسي واستراتيجي، ولو لمرة، من أسامة بن لادن، ومن بعده من أيمن الظواهري. ثم أتى "داعش" لتصبح السجالات العلنية بين التنظيمين، وأشبه بالمناظرات التلفزيونية بين الموالاة والمعارضة في الدول "الكافرة". في أجواء تحالف حربي لن يشبه تحالف العام 2001، يبدو العالم سائراً باتجاه نهاية عصر ما بعد 11 سبتمبر.