كلّما فتح غريبٌ الباب

31 يوليو 2016
"القبلة" لـ مارلين دوماس، 2003
+ الخط -

مثل وردة حمراء هزيلة
مرتاحة لدفء الغبار
في كتاب شعر رخيص
سوف أتمدّد ذات ليلة
على سرير ضيّق
لا يتسع سوى لقلبي
المنتفخ كسمكة حبلى
ورئتين محشوّتين عن آخرهما
بأعقاب السجائر
التي التهمتها طيلة حياتي
أنام دون أن أنتظر أحداً
لأنني دودة جبانة يخيفها أن تصبح فراشة
سألفّ جسمي بستائر الدانتيل السميكة
وأرمي وجهي لضوء الغرفة الأصفر
يلوّنه مثل مرض معدٍ.. مثل يرقان
على جدار زهري
لم يختر أياً من ألوانه السابقة
سوف أعلّق فساتين نوم حريرية
لم ألبسها يوماً لأحد
داخل كل منها سوف أدسّ ورقة
كلّما فتح غريبٌ الباب
ليتلصص على بياض جثتي النادر
يسقط فستان على الأرض وتطفو كلمة
يقرؤها.. أتقلب
فيهرب مرعوباً خشية أن يوقظني
قبل أن يهلكني النعاس كنت امرأة نشيطة
ابتسامتها شهية كرغيف خبز ساخن
حاضرة كمرآة في وجه أحدهم
لي كتفان محصولهما وافر من النمش
ويدان طريتان بعشرة أصابع ممتلئة
أمدها كالرائحة قبل المذاق في فنجان قهوته
كيف أصبحت قبّرة مرقّطة
أمامي السهل واسع كجرح ولادة قيصرية
حر كنهر يقطع أربعة بلدان ولا يروي سوى قرية نائية
ولا أطمئن سوى للسكنى في لب شجرة
أحمل فوق ظهري غيمتين من مطر موحل
بطني مضرّج بالدبابيس المطاطية
لذا أُخفق دوماً في التحليق
أنا إذا كائن بليد غير صالح للحياة
عيناه الجميلتان لا تعرفان
عن قصص الحب في الشتاء
سوى الأرق والهطول.


* شاعرة من لبنان



دلالات
المساهمون