أصدقائي العرب متطوعو الزعفران والسيوف الذين تعرفون
أن كفاحكم غشية عشق فتشعلون الحرائق في أوج النقاء والغضب
قد بلغتم ذاتي وأحسست أن أجسادكم ممسوحة بزيت أحلامي
لكن أحلامي لم تنبثق من داخلي، فأنتم الذين حلمتم قبل أن أهجر اللاوجود.
فأنتم إذن تمسحون بزيت أحلامكم ذاتها،
وقد رأيت أنكم مثل آلهة تهرب من الألوهية حينما تقتربون منها،
خطواتكم تمضي مخلفة أثر الضوء، تعبرون باتجاه قرارة القلب،
تلك حجتكم العنيدة،
لكن لا تخادعوا أنفسكم
قرارة القلب مقدسة،
والآن، في دنو، أضع يدي معكم فيتولّى نبضي خفقات قلوبكم،
لنحتفل بهذه الرفقة العميقة،
أنتم تسافرون في امتداد، فقد عبرتم فضاءات حيث الأمل واليأس
الابنان المتعاكسان للأمِّ ذاتِها،
يقتتلان بينهما بشكل غير معهودٍ مضرَّجَيْن بالدِّماء.
لأجل الدَّمِ ذاتِه.
تسافرون نحو بلاد مبهمة
حيث تعبق أزهار كبيرة بشذاها
فقط حينما تشتعل تويجاتُها. انتبهوا يا أصدقائي تلك علامة سفركم: اشتعالٌ
وجنونٌ ونشْرُ الشَّذا في الأرض،
لكن ما الهبة الأخرى التي لرُبَّما تُماثِلُ هبتي، كلاهما فعالةٌ وبِلا كللٍ
في عتبةِ عُمقٍ محفورٍ في الظلِّ؟
عمق، أرتابُ
أن تكونَ لوحاتُهُ لفافةً، كفناً يصيرُ منه وقد لا يصيرُ قدَرُنا.
حيواتنا أيضاً مماثلة لقطيعٍ ظامئٍ يرغبُ أن يصلَ
إلى مروجٍ شاسعة حيثُ كلّ شيءٍ خلاصٌ وينابيع هانئة تبللُ بنَدَاوَتِها
أحراج الغابِ لكنَّ القطيعَ يجهلُ
أين توجدُ و أين تخْضَرُّ
المروجُ الشاسعة.
إرادةٌ مباغتة تقودُكم عبر القسوةِ والضَّجرِ محْمِيِّينَ
بموسيقاكُم الخاصَّةُ فقطْ باتجاهِ دوائرِ خُطوطِ الزَّوالِ حيث الضَّوءُ بعدُ ما يزالُ أرحمَ
عن ذاك الذي يتعقّبُ خطوَكم ويُسنِدُ أشْفاقاً تبدو في الظَّاهر
لا متناهيةً
تجميعُها كان
سيُخلِّف في أعينكم جسدَ عِشْقِكمُ الأخيرِ،
وفي عشقِكم الأخيرِ ستعترفون بعشقكم الأول
ذاك الذي تاه في البعيد.
هكذا هو ثباتُكم الذي بالكاد تحْجبُه أرْديةٌ ممزقةٌ،
هكذا مخذولين
في تشرّد، تدَبِّرُون رغباتِكم، ملكيتَكم الوحيدةَ إن لم تكن
أوعيةً تحْفَظون فيها دموعَكم.
تتصرَّفون مثلَ الليالي الَّتِي في رِبَا الدَّمْعِ تتلاشَى
وهي تنتظرُ بزوغَ الفجر.
ليست موسيقاكم وحدها، يا أصدقائي،
هي ما يُقرَع كُلَّ يومٍ في قبابي،
وليس فقط
نبضي وحدَه يُتلمَّسُ في عُروقكم،
فتفكيري يفيضُ عن نخاعِكم المستغرقِ في التفكيرِ ورُوحِي هي لي في اتحادِها
مع روحكم، نحن في الواقع فكرٌ واحدٌ وروحٌ واحدةٌ
تحتَ حدِّ السَّكاكين السَّمْتِيَّةِ وفي السِّجْنِ ذاك، سِجْنِ الزُّهورِ المُتوهِّجة، هنالك
توجَدُ ذكرياتُكم، هي ذكرياتي فنِسيانِي يأوي نسيانَكم.
أُصَاحِبُكم إذن،
سوف نمضي متوَحِّدينَ في التعبِ ذاته إلى المكان المعلن
الذي نشتهيهِ ونُنْكرُه، المكانُ المُعْجِزُ ربَّما
وربما المُرْعِبُ.
سوف ندخل بالخطوات نفسها في السهل الممتدّ، في السهل الأبيض المُهَيَّئِ للاختفاء،
لكن قبل ذلك سنكونُ قد عشِقنا بالحُبِّ نفسِهِ، أؤكد لكُمْ ذلك،
كَمْ يجرحُنا، وكَم ينقصُنا.
هذا سيكون حينما مسكونين بالخطأ سنبدأ مُجدداً سفرنا
ونهجر بلاداً تغرقُ في الدُّموع
تحتَ ليلٍ عارٍ من النُّجومِ.
*ترجمة عن الإسبانية خالد الريسوني
اقــرأ أيضاً
قد بلغتم ذاتي وأحسست أن أجسادكم ممسوحة بزيت أحلامي
لكن أحلامي لم تنبثق من داخلي، فأنتم الذين حلمتم قبل أن أهجر اللاوجود.
فأنتم إذن تمسحون بزيت أحلامكم ذاتها،
وقد رأيت أنكم مثل آلهة تهرب من الألوهية حينما تقتربون منها،
خطواتكم تمضي مخلفة أثر الضوء، تعبرون باتجاه قرارة القلب،
تلك حجتكم العنيدة،
لكن لا تخادعوا أنفسكم
قرارة القلب مقدسة،
والآن، في دنو، أضع يدي معكم فيتولّى نبضي خفقات قلوبكم،
لنحتفل بهذه الرفقة العميقة،
أنتم تسافرون في امتداد، فقد عبرتم فضاءات حيث الأمل واليأس
الابنان المتعاكسان للأمِّ ذاتِها،
يقتتلان بينهما بشكل غير معهودٍ مضرَّجَيْن بالدِّماء.
لأجل الدَّمِ ذاتِه.
تسافرون نحو بلاد مبهمة
حيث تعبق أزهار كبيرة بشذاها
فقط حينما تشتعل تويجاتُها. انتبهوا يا أصدقائي تلك علامة سفركم: اشتعالٌ
وجنونٌ ونشْرُ الشَّذا في الأرض،
لكن ما الهبة الأخرى التي لرُبَّما تُماثِلُ هبتي، كلاهما فعالةٌ وبِلا كللٍ
في عتبةِ عُمقٍ محفورٍ في الظلِّ؟
عمق، أرتابُ
أن تكونَ لوحاتُهُ لفافةً، كفناً يصيرُ منه وقد لا يصيرُ قدَرُنا.
حيواتنا أيضاً مماثلة لقطيعٍ ظامئٍ يرغبُ أن يصلَ
إلى مروجٍ شاسعة حيثُ كلّ شيءٍ خلاصٌ وينابيع هانئة تبللُ بنَدَاوَتِها
أحراج الغابِ لكنَّ القطيعَ يجهلُ
أين توجدُ و أين تخْضَرُّ
المروجُ الشاسعة.
إرادةٌ مباغتة تقودُكم عبر القسوةِ والضَّجرِ محْمِيِّينَ
بموسيقاكُم الخاصَّةُ فقطْ باتجاهِ دوائرِ خُطوطِ الزَّوالِ حيث الضَّوءُ بعدُ ما يزالُ أرحمَ
عن ذاك الذي يتعقّبُ خطوَكم ويُسنِدُ أشْفاقاً تبدو في الظَّاهر
لا متناهيةً
تجميعُها كان
سيُخلِّف في أعينكم جسدَ عِشْقِكمُ الأخيرِ،
وفي عشقِكم الأخيرِ ستعترفون بعشقكم الأول
ذاك الذي تاه في البعيد.
هكذا هو ثباتُكم الذي بالكاد تحْجبُه أرْديةٌ ممزقةٌ،
هكذا مخذولين
في تشرّد، تدَبِّرُون رغباتِكم، ملكيتَكم الوحيدةَ إن لم تكن
أوعيةً تحْفَظون فيها دموعَكم.
تتصرَّفون مثلَ الليالي الَّتِي في رِبَا الدَّمْعِ تتلاشَى
وهي تنتظرُ بزوغَ الفجر.
ليست موسيقاكم وحدها، يا أصدقائي،
هي ما يُقرَع كُلَّ يومٍ في قبابي،
وليس فقط
نبضي وحدَه يُتلمَّسُ في عُروقكم،
فتفكيري يفيضُ عن نخاعِكم المستغرقِ في التفكيرِ ورُوحِي هي لي في اتحادِها
مع روحكم، نحن في الواقع فكرٌ واحدٌ وروحٌ واحدةٌ
تحتَ حدِّ السَّكاكين السَّمْتِيَّةِ وفي السِّجْنِ ذاك، سِجْنِ الزُّهورِ المُتوهِّجة، هنالك
توجَدُ ذكرياتُكم، هي ذكرياتي فنِسيانِي يأوي نسيانَكم.
أُصَاحِبُكم إذن،
سوف نمضي متوَحِّدينَ في التعبِ ذاته إلى المكان المعلن
الذي نشتهيهِ ونُنْكرُه، المكانُ المُعْجِزُ ربَّما
وربما المُرْعِبُ.
سوف ندخل بالخطوات نفسها في السهل الممتدّ، في السهل الأبيض المُهَيَّئِ للاختفاء،
لكن قبل ذلك سنكونُ قد عشِقنا بالحُبِّ نفسِهِ، أؤكد لكُمْ ذلك،
كَمْ يجرحُنا، وكَم ينقصُنا.
هذا سيكون حينما مسكونين بالخطأ سنبدأ مُجدداً سفرنا
ونهجر بلاداً تغرقُ في الدُّموع
تحتَ ليلٍ عارٍ من النُّجومِ.
*ترجمة عن الإسبانية خالد الريسوني